الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة وقبل أن تنسي القلوب بقلم ايمان عادل الصياد

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

وقبل أن تنسي القلوب
وقبل أن تنسي القلوب بقلم ايمان عادل الصياد

                 قصة قصيرة بعنوان
              وقبل أن تنسى القلوب 
                 بقلمي إيمان عادل الصياد   
                                              بسم الله الرحمن الرحيم

يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين . صدق الله العظيم.
كانت الأجواء مليئة بالبهجة والسعادة وصوت الموسيقى يصدح في أركان المكان.
كانت چيلان تجلس في سيارتها بالخارج تتأمل المكان وتنظر إليه بعيون متفحصة وثغر ساخر لما فعله القدر  بها منذ أكثر من شهر.
كان يجلس بجوارها صديق طفولتها معتز ينظر إليها يحاول قراءة ما يدور داخل عقلها فلقد فشلت كل محاولاته السابقة معها منذ ليلة أمس في معرفة ما تنوي چيلان فعله بعدما كشفت حقيقة الأمر لكنه تفاجئ باتصالها المفاجئ له وطلبت منه أن يرافقها إلى حفلة زفاف 
نادر وحلا فلقد توقع أن تكون مڼهارة في هذا الوقت تجلس باكية على حظها السيء وعلى فقدانها لنادر ولكنه عندما رآها بهذه الحالة تأكد أنها تنوي فعل شيء لن يحمد عقباه.
التفتت چيلان لتتحدث معه ولكنها التزمت الصمت عندما رأته يتأملها بشرود وتنهدت بقلة حيلة ضاربة كفيها ببعضهما البعض وهي تهز رأسها باستنكار لحالة شروده فهذا ليس الوقت المناسب لهذا فانتبه معتز للصوت الصادر من كفيها فتحدث بقلة حيلة هو الآخر قائلا وبعدين يا چيلان مش ناوية تعرفيني إيه اللي بيدور في راسك وجيبانا هنا ليه دلوقتي وجودنا هنا دلوقتي  في التوقيت ده بالذات مش حلو لا في حقك ولا حقي.
لترد عليه چيلان بابتسامة ساخرة قائلة هو في قانون جديد ظهر يمنع أي مواطن يقف في المكان اللي يعجبه وأنا معرفش ولا إيه.
هز رأسه باستنكار لحديثها الساخر فهو يعي جيدا أنها لن تصرح عما يدور بعقلها فقال بيأس لأ يا چيجي مفيش قوانين جديدة ولا حاجة لكن أنت فاهمة قصدي كويس جدا وبعدين النهارده فرح نادر وحلا ومينفعش وجودنا هنا في الوقت ده بالذات.
نظرت له چيلان والشرر يتطاير من عينيها وتحدثت بنبرة صوت كلها التحدي ممزوج بالڠضب وكأنها عزمت أمرها على تحقيق انتقامها اليوم دون تأجيل قائلة وهو ينفع يكون النهارده فرح نادر وحلا وأنا معملش الواجب معاهم ده حتى عيب في حقي مع صديقة عمري وخطيبي السابق.
تأكدت شكوك معتز تجاه چيلان وحاول منعها من القيام بأي عمل متهور ستندم عليه لاحقا وخاصة أنها لم تنتهي بعد مما تعرضت له قبل شهر.
حضر موكب العروس في صخب شديد واصطفت السيارات على الجانب الآخر من الطريق لتنزل حلا متأبطة ذراع نادر والسعادة تغمرهما تحت نظرات چيلان التي كانت تبتسم بشړ فها هي اللحظة التي انتظرتها شهرا كاملا قد اقتربت.
بدأت الفرقة الموسيقية في العزف على الآلات الموسيقية لتعلن عن وصول العروسين إلى صالة الأعراس التي ستشهد حفل زفافهم واختفى العروسان داخل صالة الأعراس تحت أنظار چيلان ومعتز.
لتلتقط چيلان هاتفها وتجري إتصالا هاتفيا ومعتز لازال يراقبها وهو يكاد  أن يجن من غموضها ولكن ما سمعه جعل شعر رأسه  يقف من الذهول فكيف لتلك البنت الرقيقة جميلة الطباع الطيبة تلك بفعل مثل هذه الخطة الشيطانية.
انهت چيلان المكالمة ونظرت لمعتز قائلة أعتقد دلوقتي لاقيت جواب لكل الأسئلة اللي سألتها واللي كنت لسه هتسألها صح.
نظر معتز لها بتمعن شديد وكأنه كان يبحث داخل عينيها عن تلك الفتاة التي عشقها قلبه ولكنه لم يجد داخل عينيها سوى نظرات يملؤها الكراهية والڠضب فتحدث قائلا وهو لايزال مصډوم لما سمعه أنت اتغيرتي كده امتى وازاي 
لتنظر من نافذة السيارة الطريق لجانب الطريق في محاولة منها لمنع دمعة من الفرار من محبسها والتي نجحت بحپسها داخل عينيها لتتنفس بعمق وكأنها تحاول أن تزيح ما يضيق به قلبها ولكنها لا تنجح في كل مرة لتلتفت إليه مجيبة إياه بقيت كده من اليوم اللي شوفت فيه أبويا وقع من الصدمة مېت  بعد اللي حصل لي بقيت كده من اللحظة اللي الناس كلها عاملتني زي المنبوذة وكأني فعلا كده ياريت يا معتز تنسى چيلان القديمة وتتعود على چيلان الجديدة.
هز معتز رأسه بيأس قائلا للأسف مش هقدر أتعود على الجديدة لأنها واحدة أنا معرفهاش ومحبش  أعرفها

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات