قصة فتات بقلم مي محسن عامر
انت في الصفحة 2 من صفحتين
بهِ ، قدمتْ لهُ النقودُ دونَ تفكيرٍ . حصةُ الدقائقِ والساعاتِ حتى أتى الموعدُ المحددُ ذهبتْ لدكانِ التاجرِ ، وجدتْ الكثيرَ منْ البضاعةِ ولمْ تجدْ الأرزَ والذرةَ فسألتْ البائعَ ، فأخبرها أنها لنْ تصلَ قبلَ يومينِ حزنتُ كثيرا فهيَ لا تمتلكُ أيَ حفنةٍ تقتاتُ عليها ولا تقيةَ بها دجاجها ، وهيَ عائدةٌ بيتها استوقفتها إحدى جاراتها وسألتها لما ذلكَ الحزنِ الذي يحتلُ وجهها فروتْ لها ما حدثَ ؛ فنبهتها الجارةُ منْ ذلكَ التاجرِ الطماعِ وما يدخلُ جيبهُ لا يخرجُ ؛ وحثتها على طلبِ مالها منهُ حتى تأتيَ البضائعُ ، ولكنَ الفتاةَ لمْ تطاوعها فهيَ متوسمةٌ فيهِ الخيرُ والأمانةُ مرَ اليومينِ وتكررتْ نفسُ الموقفِ وعدَ تلوَ وعدٍ يتلوهمْ انتظارٌ ولمْ تحصلْ على نقودها أوْ الأرزِ انتفضتْ منْ تحتها هذا الصباحِ علي نقيقِ دجاجتها حزينٌ وواهنٍ ، ركضتْ إليها وجدتها تقفُ بجوارِ أحدِ فراخها الصغيرةِ وهيَ مستلقيةٌ على الأرضِ مغمضةً العينةِ تقدمتْ نحوهمْ وحملتْ ذلكَ الفرخِ تحسستهُ وجدتهَ بلا روح ، بكتْ عليهِ بقلبها وروحها قبلَ عينيها وحملتْ نفسها ذنبَ موتهِ فهيَ التي تضعُ لهمْ الفتاتَ ولا يشبعهمْ ، خطتْ بهِ وخلفها الدجاجات دفنتهُ ف الحديقةُ ( عينيها بحرَ ودموعها أمواج متلاحمةً ، هادرةً ) بذلكَ الحالِ ذهبتْ لدكانِ التاجرِ تطلبَ منهُ الطعامُ أوْ النقودِ ، بينما هوَ وقفُ أمامها كلوحِ ثلجٍ لا يبالي بما ألمَ بها منْ جوعِ وفقدِ فرخها أخبرها أنَ ليسَ لهُ ذنبٌ في ذلكَ التأخيرِ بلْ ذنبُ ذلكَ الفلاحِ الذي تأخرَ في چ ني محصولهُ . عادتْ بيتها ننكثهُ الرأس ليسَ بيدها شيءً تفعلهُ فهوَ تأخرٌ كبيرٌ يكررُ على مسامعها دوما أنَ لا أحدَ يقدرُ على أذينهُ اليومَ كسابقهِ يخلفُ موعدهُ ويمطرها بوعودِ واهيةٍ تجمعَ الشمسَ خيوطها لتغادرَ وتفسحَ المجالَ لليلِ أنْ يخيمَ على البلادِ في ذلكَ الوقتِ ذهبتْ لزيارتها خالتها ومعها صحنُ منْ الطعامِ الذي أعدتهُ اليومِ لتذيقها إياهُ حينِ فتحتْ لها البابُ كانتْ لها شمسٌ تضيءُ عتمتها قبلَ أنْ تتناولَ الطعامَ وضعتهُ أمامَ فراخها الجوعى ثمَ تناولتْ منهُ القليلَ تمزقَ قلبِ خالتها منْ الوهنِ والضعفِ الذي أصبحتْ عليهِ ابنةُ أختها الغاليةِ استمعتْ لها ، وحينُ انتهتْ منْ الطعامِ أخذتها منْ يدها وذهبتْ للقاضي تشكوهُ علي صخرةَ القاضي العادلِ وخوفهِ على سمعتهِ أمامَ الناسِ أعادَ لها كلِ نقودها ؛ عادتْ بيتها وهيَ سعيدةٌ بما اقتنتْ منْ طعامِ برغمِ قلتهُ ولكنهُ سيعيدُ القوةَ لها ولدجاجتها ، أصبحَ قزما ف عينها ذلكَ التاجرِ الذي يحترمهُ ويهابهُ كلُ الناسِ ولكنْ لكلٍ طامعٍ نهايةٍ
مي محسن عامر