السبت 23 نوفمبر 2024

قصة سفينة النجم البولاندى بقلم اسماء ندا

انت في الصفحة 11 من 12 صفحات

قصة سفينة النجم البولاندى
قصة سفينة النجم البولاندى بقلم اسماء ندا

الظل بينما كان جزء منه يتلألأ بشكل ضبابي في ضوء القمر و  استطعت أن أرى عدة مرات من خلال تحركاته أنه يشير إلى ساعته  وبمجرد أن تمتم بجملة قصيرة لم أتمكن من التقاط سوى كلمة واحدة جاهز ثم انطلق مسرعا فوق صفائح الثلج و أعترف أنني شعرت بشعور غريب يتسلل لقلبى بينما كنت أشاهد ظل شخصيته الطويلة عبر الظلام ولاحظت كيف أنه حقق تماما فكرة الرجل الذي يحاول اللحاق بشخص ما او شئ ما ولكن يحاولة مع من بدأ بعض الإدراك الغامض يراودني عندما جمعت حقيقة مع أخرى لكنني لم أكن مستعدا تماما للفهم  و من خلال شدة المفاجئة لما حدث ادركت انه قد شعر  برأية  شيئا ما و قد  تسلل من خلف  ظلال جبال الجليد  و كان يحدق بنظرة استجوابية شغوفة إلى ما بدا أنه إكليل من الضباب تم تحرك  بسرعة في صف مع السفينة وكان جسما خاڤتا ضبابيا خاليا من الشكل وأحيانا يكون أكثر وضوحا وأحيانا أقل وضوحا حيث يسقط الضوء عليه وكان القمر خاڤتا في تألقه في الوقت الحالي بواسطة مظلة من أنحف سحابة مثل غلاف شقائق النعمان وفجأة صړخ القبطان بصوت حنين ورحمة لا يسبر غورهما 
قادم  يا فتاة قادم انى جاهز مثل الشخص الذي يهتدى الى  محبوبه بعد فترة فراق  و التي طالما بحث عنها   وما تلى  حدث في لحظة لم يكن لدي القوة للتدخل فقد ارتفع مرة  واحدة إلى أعلى السور  وقفذ على الجليد  اتجاه  هذا  الشكل الضبابي الباهت وهو يمد يديه وكأنه يحاول الأمساك بها  ثم  ركض في الظلام بأذرع ممدودة وهو يردد كلمات محبة بينما كنت أنا  ما زلت واقفا جامدة بلا حراك إجهاد عيني بعد تراجع شكله حتى تلاشى صوته بعيدا و لم أفكر مطلقا في رؤيته مرة أخرى لكن في تلك اللحظة ظهر القمر ببراعة من خلال فجوة في السماء الملبدة بالغيوم وأضاء حقل الجليد الكبير  فرأيت شكله المظلم بعيدا جدا يركض بسرعة هائلة عبر السهل المتجمد وكانت تلك هي اللمحة الأخيرة التي رأيناها عنه ربما كانت آخر لمحة سنراه فيها  . بعد هذا الحدث  تم تنظيم مجموعات للبحث عنه  ورافقتهم و رغم ان  قلوب الرجال لم تمل من البحث  لكن  لم يتم العثور على شيء و سيتم تشكيل مجموعات اخرى  في غضون ساعات قليلة و بالكاد أستطيع أن أصدق أنني لم أكن أحلم أو أعاني من بعض الكوابيس البشعة وأنا أكتب هذه الأشياء.
الساعة السابعة والنصف  مساء عدت للتو بجسد مرهق ومتعب تماما من البحث الثاني غير الناجح عن القبطان قلقد كانت طبقة الثلج التى ندعوها  الطوف واسعة النطاق ليس كما كنا نتوقع و  لأنه على الرغم من أننا قد قطعنا ما لا يقل عن عشرين ميلا من سطحه لم تكن هناك أي علامة على نهايته و كان الصقيع شديدا في الآونة الأخيرة لدرجة أن الجليد المغطى بالثلج يتجمد بقوة الجرانيت وهذا جعا صعوبة فى  رأيتنا خطواتنا التى ترشدنا لطريق العودة و كان  جميع  الطاقم حريصون على أن ننطلق وننطلق بالبخار حول الطوف وهكذا باتجاه الجنوب لأن الجليد قد انفتح أثناء الليل والبحر مرئي في الأفق و يتجادلون فى اعتقاد البعض بأن الكابتن كريجي ماټ بالتأكيد وأننا جميعا نخاطر بحياتنا بلا هدف من خلال البقاء فى وقت قد يكون  لدينا به  فرصة  للهروب  و لقد واجهت أنا والسيد ميلن أكبر صعوبة في إقناعهم بالانتظار حتى ليلة الغد و اضطررنا إلى الوعد بأننا لن نؤخر رحيلنا تحت أي ظرف من الظروف لفترة أطول من ذلك و لذلك نقترح أن نأخذ بضع ساعات من النوم ثم نبدأ في البحث النهائي.
فى العشرون من  سبتمبر  مساءا كنت قد عبرت الجليد هذا الصباح مع مجموعة من الرجال لاستكشاف الجزء الجنوبي من الطوف بينما ذهب السيد ميلن في اتجاه الشمال ومضينا لمسافة عشرة أو اثني عشر ميلا دون أن نرى أي أثر لأي كائن حي باستثناء طائر واحد الذي كان يرفرف بطريقة رائعة فوق رؤوسنا والذي كان يجب أن أحكم عليه من خلال رحلته أنه صقر   وقد انحرف الطرف الجنوبي للحقل الجليدي بعيدا إلى بصق طويل ضيق ظهر في البحر و عندما وصلنا إلى قاعدة هذا النتوء  توقف الرجال  لكنني توسلت إليهم أن يستمروا إلى أقصى حد حتى نشعر بالرضا بمعرفة أنه لم يتم إهمال أي فرصة ممكنة لايجاده. 
و قد كنا بالكاد قد قطعنا مائة ياردة قبل أن ېصرخ السيد دونالد من بيترهيد أنه رأى شيئا أمامنا  وبدأ في الركض وحصلناه جميعا و ركضنا أيضا فى  البداية كان مجرد ظلام غامض على الجليد الأبيض ولكن بينما كنا نتسابق معا اتخذ شكل رجل  وفي النهاية شكل الرجل الذي كنا نبحث عنه و كان يرقد ووجهه
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 12 صفحات