رواية الاب الغامض بقلم باميلا ٦١الى ٨٠
يتمتع بقوام طويل وملامح وجه رائعة. جاذبيته كانت لا تقاوم.
صباح الخير قال صموئيل مع بريق خاڤت وسعيد في عينيه.
صباح الخير ردت ناتالي وأومأت برأسها بخفة. لكن قلبها ارتجف قليلا عند تفكيرها في مجيء صموئيل.
اعتقدت أنك مشغول سألته وهي ترفع حواجبها.
أنا مشغول لكن لا يزال لدي وقت لفرانكلين وصوفيا قال صموئيل بنغمة مرحة.
تذكر الطفلان أنهما رأيا بيلي يحمل كومة ضخمة من الوثائق من مكتب والدهما عندما استيقظا في الصباح.
لم يكن لزاما على أبي أن يحضر اليوم. في الليلة الماضية لم يكن موجودا... همس فرانكلين.
هممم ماذا حدث الليلة الماضية سألت ناتالي
ولكن فرانكلين لم يجرؤ على الإجابة واكتفى بهز رأسه وقال لا شيء. دعنا ننطلق وإلا فسوف نتأخر عن المدرسة
على الرغم من فضولها قررت ناتالي عدم الاستمرار في السؤال كي لا يتأخروا عن المناسبة.
بعد رحلة دامت ثلاثين دقيقة توقفت السيارة أمام روضة الأطفال.
لقد وصلنا قال فرانكلين وهو يهبط من السيارة مع حقيبته المدرسية تلاه صوفيا ودخلا البوابة. أما ناتالي وصموئيل فقد دخلا مع باقي الآباء.
عند وصولهم إلى مكتب التسجيل ابتسمت لهم عدة معلمات يرتدين المكياج وقالت إحداهن السيد باورز من الجيد رؤيتك
أنا قائد الشؤون الأكاديمية في روضة ستارلايت
ليس فقط بسبب مظهر صموئيل الجذاب ولكن أيضا بسبب مكانته ك السيد الشاب لعائلة باورز كان حضور صموئيل يكفي لجذب انتباه المعلمين الذين كانوا يبذلون جهدهم لإرضائه
لقد تدللت المعلمات على فرانكلين وصوفيا وحين أصبح والدهم هنا بذلوا جهدهم أكثر لإرضائه
تجمعت المعلمات حوله مثل النحل الذي يحيط بالعسل بينما كانت ناتالي غير ملحوظة مقارنة به. كان المعلمون يدفعونها ويهملونها في محاولاتهم للتركيز عليه في وسط الضوضاء اصطدم بها شخص ما مما جعلها تتعثر. التوى كاحلها الأيمن ورغم الألم حاولت أن تتشبث بأي شيء يساعدها على التوازن ولكن دون جدوى.
في اللحظة المناسبة وسحبها إلى الأعلى.
في تلك اللحظة لامست شفتيها شفتي صموئيل بسبب قوة القصور الذاتي.
مممم! مندهشة فتحت ناتالي فمها وفي لحظة غير متوقعة اصطدمت أسنانها بشفتيه مما تسبب في ڼزيف على الفور.
كان الأمر غير حقيقي لكن الډم على شفتي صموئيل كان واضحا جدا لدرجة أنه لا يمكن تجاهله.
هل أنت بخير سألته ناتالي بقلق ورفعت يدها لفحص الچرح لكن عندما لامست أطراف أصابعها شفتيه سحبت يدها بسرعة كما لو أنها تعرضت لصعقة كهربائية.
أنا من تسببت في نزيفه لكن سيكون غريبا جدا أن ألمس شفتيه بهذه الطريقة.
حدق صموئيل في ناتالي بخيبة أمل عندما سحبت يدها.
من الواضح أنك تهتمين بي ولكنك في نفس الوقت تبتعدين عني همس بهدوء.
مسح صموئيل الډم عن شفتيه بإصبعه وقال هل ستتحملين المسؤولية إذا لم أكن بخير
عن ماذا سألته ناتالي بقلق.
رآها صموئيل تبتعد فخفض صوته وقال انس الأمر. من الآن فصاعدا فقط ابقي بجانبي.
أومأت ناتالي برأسها.
ثم أمسك صموئيل يدها وقادها للأمام.
ماذا تفعل
الأمر أكثر أمانا بهذه الطريقة. أنت ملكي وسأعتني بك أينما ذهبت. أشرق عينيه وهو يحدق في ناتالي.
كانت ناتالي مذهولة. منذ متى أصبحت ملكه
دون وعي حاولت سحب يدها بعيدا عن قبضته لكنه شدد على يدي وكأنه يخشى أن تهرب منها.
الفصل 72 بكت ناتالي
استمرت ناتالي في النضال لكن دون جدوى. أمسكت راحة يد صموئيل الكبيرة بيدها بقوة وكأنها لن تتركها أبدا.
لسبب ما شعرت ناتالي بشيء من الحب عندما تم ضغط راحة صموئيل على ظهر يدها. كان الأمر غريبا لكنه كان مؤثرا. فقد مر وقت طويل منذ أن أمسك أحد بيدها بهذا الشكل الحنون بعد ۏفاة والدتها.
في تلك اللحظة نظرت إلى وجه صموئيل وشعرت بدفء غريب يملأ قلبها. كان شيئا لم تشعر به منذ فترة طويلة.
وقد شهدت المعلمات على الموقف الرقيق الذي أظهره صموئيل تجاه ناتالي.
هل رأيتم ما حدث للتو قالت إحدى المعلمات.
السيد باورز يعامل تلك المرأة القبيحة بلطف شديد!. عندما نظر إليها كان هناك حب في عينيه!
بالضبط! هل تعتقدون أنها صديقته هل ستكون والدة السيد فرانكلين والسيدة صوفيا في المستقبل
بينما كان المعلمات يناقشن الموقف كانت مشاعرهن مختلطة. كان الموقف غريبا بعض الشيء ولكن ما حدث كان حقيقيا بلا شك.
وفي تلك اللحظة قالت معلمة الفنون مولي لاركينز بصوت حازم هذا مستحيل!
لماذا تقولين ذلك ألم ترين ما حدث للتو سألت معلمة أخرى مولي.
نعم لقد رأيت ما حدث ولهذا السبب أنا متأكدة أنه مستحيل! كانت تلك حاډثة عندما امسك يديها وكأنه لا يريد تركها. بناء على مكانته ومعاييره هل تعتقدون حقا أن هذا صحيح
هل تعتقدون أنه سيكون مهتما بامرأة مثلها قالت مولي وهي ترفع ذقنها بازدراء
لو كانت تلك المرأة تتمتع بجمال مذهل لكان من المنطقي أن نصدق أن السيد باورز يحبها. ولكن
الحقيقة أن تلك المرأة ليست جميلة على الإطلاق بل هي قبيحة جدا.
من حيث المظهر كانت جميع المعلمات الحاضرات أكثر جمالا من ناتالي.
وبينما كن يتحدثن تغيرت آراؤهن بسرعة.
أعتقد أن السيد باورز لديه ذوق أفضل.
وجه تلك المرأة مليء بالنمش! سيتطلب الأمر شجاعة كبيرة لتقبيلها.
أراهن أن هذه المرأة ماكرة! ربما لم يكن من قبيل المصادفة أن تلامس شفاههما. من الواضح أنها تستغل لطف السيد باورز!
ماذا حدث لهذا العالم النساء القبيحات في هذه الأيام يلعبن دور الضحايا من أجل جذب الانتباه أليس كذلك
استمعت مولي إلى حديثهن وعيناها مليئة بالاستياء. كانت تكاد تشعر بالجنون.
هل أنا أجمل من تلك المرأة فكرت في نفسها. أعتقد أنني خجولة جدا ومنطوية على نفسي. لهذا السبب فقدت العديد من الفرص للتقرب من السيد باورز.
كانت مولي مشمئزة من فكرة أن امرأة مثل ناتالي قد تكون على علاقة مع صموئيل. قبضت على يديها وأطبقت شفتيها پغضب. طوال هذا الوقت كانت تشعر بانخفاض في احترام الذات واعتقدت أنها ليست جيدة بما فيه الكفاية لصموئيل. والآن اختطفت ناتالي فرصتها بكل بساطة.
لا يهمني من هي! سأعلمها درسا.
وقفت ناتالي وصموئيل خارج فصل فرانكلين وصوفيا يراقبان ابنيهما وهما يدرسان بانتباه.
انحنت زوايا شفتي ناتالي لتشكل ابتسامة خفيفة بينما كانت تراقبهم يستمعون بانتباه داخل الفصل الدراسي.
وفجأة تذكرت التوأم الذي فقدته.
كان شعورا مؤلما كما لو أن خنجرا حادا اخترق الچرح في قلبها وأجبره على الڼزيف مجددا. كان من الصعب تجاهل الألم النابض الذي اجتاح صدرها.
لو كان التوأمان على قيد الحياة لكان عمرهما الآن في نفس سن صوفيا وفرانكلين. كانا ليجلسا في هذا الفصل مثلما يجلسان الآن وكانا ليكونا هنا معنا.
لقد أنجبتهم لكنها فشلت في حمايتهم. شعور بالذنب ثقيل يعصر قلبها.
أنا آسفة جدا يا أطفالي
انتشر الألم في صدر ناتالي كالڼار أخذ أنفاسها في صعوبة وكانت كل لحظة فيها مريرة كالعقاپ.
كلما نظرت إلى فرانكلين وصوفيا كلما فكرت في توأمها أكثر. في النهاية لم تستطع السيطرة على دموعها التي بدأت تتجمع في عينيها ثم تدفقت على خديها.
بينما كانت ناتالي تكافح لتحمل الألم شعرت بيد صموئيل تمسك بمعصمها وتجذبها بلطف لمواجهته.
كانت عينيه مظلمتين وسمعت صوته العميق وهو يقول هل تبكين يا ناتالي
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين
الفصل 73 هذه المرأة تجرأت على ضړبي
نظرت ناتالي إلى صموئيل بعينيها المملوءتين بالدموع وكانت الدموع تتدحرج على خديها قبل أن تجد الفرصة لمسحها أكثر ما كانت تخشاه هو أن يراها الآخرون ضعيفة وخاصة إذا كان ذلك الشخص هو صموئيل
هذا لا يعنيك قالت بنبرة باردة ثم رمته بنظرة حادة قبل أن تجر يدها بعيدا عن قبضته
هربت ناتالي من روضة الأطفال وعقلها يعج بمشاعر مختلطة طوال هذه السنوات حاولت أن تنسى الألم وتحرر نفسها من ذكرياته المؤلمة لكنها لم تستطع إلا أن تتذكر تلك اللحظات الحزينة كلما رأت صوفيا التي كانت في نفس عمر توأمها
هل أنت بخير اقتربت منها امرأة ترتدي ثوبا أبيض مولي لاركينز مدتها مناديل ورقية
نظرت ناتالي إليها ثم هزت رأسها بشكل غير إرادي
أنت
أنا مولي معلمة الرسم لصوفيا وفرانكلين لم أقصد أن أسبب لك أذى ولكنك بدوت حزينة للغاية ففكرت في إعطائك مناديل ورقية
شكرا لك
أخذت ناتالي المناديل منها ومسحت دموعها بلطف محاولة تهدئة نفسها
أنت صوفيا وفرانكلين
صديقي أجابت ناتالي ببطء وهي تنظر إلى عيني مولي مباشرة وكأنها تفكر قبل أن تتحدث
لم تكن تربط ناتالي علاقة قرابة بصوفيا وفرانكلين بل كانت تعتبر نفسها صديقة لهما أكثر من كونها أكبر منهما سنا
ثم قامت مولي بتمشيط شعرها وواصلت وأنت والسيد باورز
أدركت ناتالي التلميح على الفور عندما سألتها مولي فقد كانت قادرة على ملاحظة تصرفاتها الغريبة
هل أنت معجبة بصموئيل
من ناحية أخرى لم تتوقع مولي أن تكون ناتالي صريحة إلى هذا الحد احمر وجهها على الفور وهي تتلعثم قائلة أنت أنت
أرى لذا فأنت معجبة به
ما الأمر على أية حال هل أحتاج إلى إذنك للإعجاب به شعرت مولي بالانزعاج
تنهدت ناتالي ثم نظرت إلى مولي باستهزاء
هل تعتقدين أن الحب يمكن أن يجمع بين أي شخصين هل تعتقدين حقا أن أي امرأة تستطيع التعامل مع شخص مثل صموئيل
لماذا تتنهدين
أنا فقط أتنهد من إعجابك الفارغ لا توجد طريقة يمكن أن يحدث أي شيء بينكما ردت ناتالي دون تردد ثم تابعت سيدة لاركينز من الأفضل ألا تضيعي وقتك
هاه ماذا لو لم تكن لدي فرصة هل تعتقدين أنك قادرة على المنافسة
ثم توقفت مولي عن تصرفاتها المتكلفة وبدأت في التلفظ بكلمات بذيئة وعقدت حاجبيها پغضب
هل نظرت جيدا في المرآة قبل أن تقولي ذلك بوجهك الذي يعج بالنمش أشعر بالاشمئزاز بمجرد النظر إليك قالت مولي وهي تشير إلى وجه ناتالي
لم تكن ناتالي تتوقع أن تتغير مولي بهذه السرعة وتحولت عيناها إلى نظرة باردة
مولي كيف يمكنك قول شيء كهذا كمعلمة
ماذا
هل قلت شيئا خاطئا نظرت إليها مولي بتعالي ثم تابعت لست سعيدة لأنني أجمل منك حقا لست سعيدة لأنني أحب صموئيل لا أعرف ما الحيل القڈرة التي استخدمتها لجذب انتباهه لكن أن تكوني جريئة بما يكفي لفعل ذلك يثير اشمئزازي حقا!
هل وصفتني