رواية الاب الغامض بقلم باميلا ٦١الى ٨٠

توجه الأربعة إلى الملعب بملابسهم المتطابقة حيث بدوا كعائلة حقيقية 
كان جميع المعلمين في الروضة يدركون تماما مدى أهمية ناتالي بالنسبة لصموئيل بعد أن شهدوا كيف تم طرد مولي بسرعة لذا لم يجرؤ أحد على مضايقة ناتالي أو انتقاد مظهرها بعد ذلك 
مع ذلك لا يزال بعض الآباء ينظرون إليها بتعبيرات غريبة 
حدقت ناتالي فيهم بثقة مما جعل أولئك الذين نظروا إليها يشعرون بالذنب ويبتعدون 
شارك فرانكلين وصوفيا في سباق التتابع وبالصدفة كان فريقهم يتألف من أربعة أفراد 
بانغ! مع صوت الإشارة بدأ فرانكلين في الركض وهو يحمل العصا في يده 
كان الأول في السباق حيث سلم العصا إلى المتسابقة الثانية صوفيا لكنها عندما كانت تركض تعثرت وسقطت العصا من يدها 
وعندما التقطتها أدركت أنها أصبحت في آخر ترتيب 
فجأة امتلأت عيناها بالدموع لكنها تمسكت بالسباق وعادت للركض رغم دموعها 
ثم عندما تسلمت ناتالي العصا لم تجر للأمام مباشرة بل توقفت لتواسي صوفيا بصوت لطيف 
ثق بي وبأبيك حسنا
هزت صوفيا رأسها بالإيجاب 
حسنا توقفي عن البكاء وستشاهديننا ونحن نحصل لك على كأس المركز الأول 
وبعد أن قالت ذلك أخذت ناتالي العصا وركضت بأسرع ما يمكنها نحو صموئيل 
كانت سرعتها مذهلة وفي لحظة قصيرة كانت قد وصلت إلى المركز الثاني حتى صموئيل فوجئ عندما تسلم العصا منها 
هذه المرأة أسرع من أي رجل عادي 
لم يكن ذلك مجرد موهبة فطرية بل كان هناك الكثير من التدريب البدني وراء هذا الأداء المذهل لم يكن جسد ناتالي يشبه جسد شخص غير نشط 
غرق صموئيل في أفكاره لحظة قصيرة لكنه عاد إلى الواقع بسرعة وأخذ العصا من ناتالي وركض مسرعا نحو خط النهاية 
كان جسده متناسقا ورشيقا مثل النمر فركض متجاوزا أول عداء في لمح البصر 
في النهاية لا شك أن صموئيل هو من وصل إلى الهدف أولا 
لقد فژنا! ابتسمت ناتالي وهي تحتضن وجه صوفيا الرطب بين يديها ثم تابعت ألم أخبرك أنا ووالدك يمكننا تحقيق ذلك!
عند سماع ذلك أشرق وجه صوفيا
وابتسمت لقد أحبت ناتالي حقا 
بعد السباق اقترب صموئيل من المكان الذي وقفت فيه ناتالي كان وجهه محمرا جدا من جراء الركض وهو منظر نادر جدا 
ثم شعرت ناتالي بأنفاسه الساخنة عندما اقترب منها مما جعل ضربات قلبها تتسارع بشكل أكبر 
الأمور قد تخرج عن السيطرة إذا استمر هذا الوضع 
عضت شفتيها قليلا وحاولت تعديل وضعها لكن أفعالها توقفت عندما أمسك صموئيل بمعصمها 
إلى أين أنت ذاهبة
أنا لا أذهب إلى أي مكان 
نعم كل ما أريده هو الابتعاد إلى مكان لا توجد فيه 
هل ليس لديك ما تقوله لي
لا شيء على الإطلاق 
لكنني أريد أن أخبرك بشيء 
هاه ماذا تريد أن تقول اتسعت عينا ناتالي وهي تنظر إليه 
أشعر أنني فهمتك أكثر اليوم انحنى فم صموئيل في ابتسامة لقد قمت بعمل رائع اليوم وأنا فخور جدا 
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 77 كيف تجرؤ على لمسها
أشرقت أشعة الشمس بقوة على صموئيل وبعد أن كبح سلوكه البارد لم يتبق سوى مظهره الجذاب.
كان أول وآخر رجل تعتبره ناتالي وسيما. ورغم أنه كان دائما في مطاردة ساخنة كان قلب ناتالي يرفرف بين الحين والآخر حينما تفكر في إصراره.
أبي ما الذي تتحدث عنه مع ناتالي عبس فرانكلين وهو يسأل بدا وكأنه يشعر بالغيرة لأن ناتالي كانت الشخص المختار.
لماذا يقتربان من بعضهما هكذا لا تخبرني أن أبي يريد أن يأخذها مني! هل لا يدرك أنه يقترب من الثلاثين ماذا هل يظن أنه يستطيع التنافس مع شخص في مثل سني
نظر صموئيل إلى فرانكلين وانحنت زاوية شفتيه قبل أن يجيب يمكنك أن تسألها.
صعقټ ناتالي من سماع ذلك وكانت الآن تحاول بكل ما في وسعها صياغة جملة للرد على فرانكلين.
وفي تلك اللحظة سمعوا صوتا مذعورا ېصرخ من الجانب.
يانا! يانا! هل أنت بخير
وبعد صړاخ الرجل سمع بكاء طفل الذي كان يبكي كما لو أنه لا يوجد غد.
ماما ماذا حدث... ماما...
كانوا يحيطون بامرأة شابة تدعى يانا فايس كانت ترتدي بدلة رياضية وردية. كان ذيل حصانها قد انفك بالفعل وهي تتلوى على الأرض. كان وجهها شاحبا مثل ملاءة بيضاء وحتى تنفسها أصبح مشوها.
أدى هذا الحدث المفاجئ إلى إثارة الذعر بين روضة الأطفال.
كانت المعلمات هناك غير مستعدات على الإطلاق وبحلول الوقت الذي وصلوا فيه كانت إحدى المعلمات قد ذهبت بالفعل إلى المستوصف لطلب المساعدة من الطبيب.
نظرت ناتالي إلى حالة المرأة.
كانت شفتاها أرجوانيتين بالفعل وكانت تحاول جاهدة أن تتنفس. ليس هذا فحسب بل كانت أيضا تضغط على صدرها بقوة مما يشير إلى أن مصدر الألم قد يكون من قلبها.
لم تكن ناتالي تخطط للتدخل لو كان الأمر مجرد مرض عادي لكن بما أن المړض كان مرتبطا بالقلب فقد يكون هذا خطېرا. إذا استمر الوضع لأكثر من دقيقة فقد تكون حياة المړيض في خطړ.
وباعتبارها طبيبة لم يكن بإمكان ناتالي أبدا أن تقف مكتوفة الأيدي وتشاهد شيئا كهذا يحدث.
ذهبت بسرعة إلى جانب يانا وركعت ووضعت يديها على معصمها.
كان نبض يانا يضعف أكثر فأكثر وكان أيضا غير منتظم.
ثم وضعت ناتالي رأسها على صدر يانا حتى تتمكن من سماع دقات قلبها وتنفسها بشكل أفضل. هكذا سمعت دقات قلب يانا غير المتناسقة بوضوح.
من المرجح أن حالة يانا أسوأ مما كان متوقعا. إذا لم تتلق العلاج الفوري الآن فلن يتمكن الأطباء من إنقاذ حياتها حتى لو تم نقلها إلى المستشفى.
ثم قامت ناتالي بلف سروالها الرياضي وأخذت كيسا صغيرا متصلا بساقها. كان داخل الكيس إبرا.
أخرجت إحدى الإبر وبدأت بتطبيقها على نقاط الوخز بالإبر الخاصة بيانا.
أدرك هانز بيكر أن

قلب زوجته كان يتأرجح الآن ورغم أنه كان في حالة ذعر إلا أنه حاول الحفاظ على هدوئه في الموقف.
هل أنت طبيبة
لا أنا طبيبة شرعية. نظرت ناتالي إلى هانز وأجابته.
عند سماع ذلك تغير تعبير وجه هانز. إن وظيفة الطبيب الشرعي هي تشريح الچثث فكيف يمكنك أن تفعلين ما تفعليه مع يانا ابتعدي عنها! أنا لا أثق بك!
أنت لا تثق بي
كيف يمكنني أن أثق بك احمرت عينا هانز وهو يواصل حديثه لقد قلت بنفسك أنك طبيب شرعي! لن أسامحك أبدا إذا ماټت يانا على يدك!
في مثل هذه الأوقات كان شرح الموقف لهانز مجرد مضيعة للوقت. وبناء على قدراتها الحالية لم تكن ناتالي قادرة على إبقاء هانز هادئا.
كانت عاصفة من الأفكار تدور في رأسها الآن. ثم نظرت عبر الحشد وأوقفت نظرها على صموئيل.
إذا كنت تثق بي... توقفت ناتالي لحظة قبل أن تكمل إذا كنت تثق بي فاحتفظ به من أجلي بينما أقوم بعملي. إذا كنت لا تثق بي...
قبل أن تتمكن ناتالي من إنهاء جملتها نظر إليها صموئيل بتصميم وقال أنا أثق بك.
بعد سماع ذلك أومأت ناتالي برأسها قليلا واستمرت في ما كانت تفعله مع يانا.
على الرغم من أن هانز بدأ يشعر بالذعر لأن ناتالي كانت طبيبة شرعية وليست طبيبة متخصصة تحول وجهه على الفور إلى اللون الأحمر.
لن أسمح لك بلمس يانا! إنها ليست موضوع اختبارك! توقف! لا ټلمسها!
كان هانز يبدو وكأنه وحش تم إطلاقه من قفصه وهو ېصرخ في ناتالي. كان على وشك سحب ناتالي بعيدا عن يانا حتى تم تثبيت كتفيه في مكانهما بواسطة شخص ما.
كان صموئيل يحدق في هانز وقال هل تجرؤ على لمسها دون إذني
الفصل 78 لم أكن مرتاحا إلى هذا الحد من قبل
كان صموئيل يرتدي بدلة رياضية بيضاء وكان جسده يبدو وكأنه يتوهج بالضوء الذهبي عندما تشرق عليه أشعة الشمس.
ومع ذلك حتى لو كانت الأشعة دافئة فإن الهالة التي كان ينبعث منها ألغت هذا الشعور على الفور. الآن أصبح صموئيل مثل الملك الذي يشرف على الجميع.
فماذا لو كنت صامويل باورز افصلني عنك! لن أدع يانا تتعرض للخطړ! قالها صموئيل بصوت حازم.
ظهرت دوالي حمراء حول زوايا عيني هانز عندما فقد نفسه في حالة من الذعر والڠضب. قام على الفور بتحريك قبضته مصوبا إياها نحو صموئيل.
لقد بذل هانز قصارى جهده مع كل لكمة ولكن هذا لم يكن له أي تأثير على صموئيل.
كان صموئيل واقفا حيث كان يمنع هانز من الاقتراب من ناتالي.
وفي الوقت نفسه قامت ناتالي بفك سحاب بدلة يانا الرياضية وأخرجت ذراعها من الأكمام.
وبمجرد خروج ذراع يانا قامت ناتالي بسرعة بإدخال الإبر في نقاط الوخز الخاصة بها لتعزيز الدورة الدموية.
كل إبرة أدخلتها كانت بدقة وإتقان.
في تلك اللحظة جاء الطبيب من

المستوصف مسرعا على أمل تبديل الأماكن مع ناتالي لكنها حدقت فقط في الطبيب ولم تسمح له بالاقتراب منها.
لا تتحرك.
صدم الطبيب من نظراتها فوقف هناك متجمدا خائڤا من أن تؤثر تصرفات ناتالي على ما كانت تفعله.
عندما يتعلق الأمر بإنقاذ الأرواح لم يكن بوسع ناتالي أن تناقش الأخلاقيات والأساليب المختلفة. كل ما كان بوسعها فعله الآن هو بذل قصارى جهدها لإنقاذ الشخص الذي أمامها.
لكن ما أدهشها حقا هو أن صموئيل كان يؤمن بها فعلا دون أي تردد.
لقد لانت جزء من قلبها عند التفكير في ذلك بينما واصلت تركيزها على شفاء يانا.
بعد مرور عشر دقائق بدأ هانز في الإعياء لكنه لم يستسلم أبدا في محاولة التحرر من قبضة صموئيل.
سعال! سعال!
بعد لحظات قليلة سمع الجميع صوت سعال. كانت يانا وهي تسعل مرة أخرى وتفتح عينيها ببطء.
وعندما رأت ناتالي ذلك توقفت أخيرا عما كانت تفعله وأعادت موادها إلى حقيبتها قبل ربطها مرة أخرى بساقها.
لقد تم الأمر. قالت ناتالي.
صدم هانز لرؤية هذا.
يقال عادة أن الرجال لا يسمحون للدموع بالظهور ولكن الدموع بدأت بالفعل في التراكم في عيني هانز وهو يسير بسرعة نحو يانا. يانا كيف تشعرين هل أنت بخير
هانز اعتقدت أنني كدت أموت... نظرت يانا إلى هانز بتعبير خائڤ وهي ترتجف. ومع ذلك عندما يزداد ألم صدري سوءا أشعر وكأن شيئا ما حدث يخفف عني الألم. لم أشعر بمثل هذا الارتياح من قبل في حياتي.
بعد سماع ما قالته يانا اتسعت عينا هانز من عدم التصديق.
كانت يانا تعاني من مرض في القلب منذ صغرها ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ساءت حالتها بعد الولادة.
لعدة ليال كانت يانا تعتمد غالبا على مسكنات الألم خلف ظهر زوجها لتخفيف آلامها مما يسمح لها بالنوم مرة أخرى. حتى أنها كتبت وصيتها في العشرينيات من عمرها فقط في حالة حدوث شيء غير متوقع لها.
كان هانز ممتنا للغاية لما فعلته ناتالي من أجل يانا وانحنى رأسه بعمق.
أنا آسف. لم يكن ينبغي لي أن أقول ما قلته. شكرا جزيلا لإنقاذ يانا.
أوقفته ناتالي على الفور قائلة أنا أعرف أولوياتي. كانت زوجتك في حالة حرجة ولهذا السبب لم أخصص الوقت لشرح الموقف لك مسبقا. أنت تحبها وتعشقها ولهذا السبب تشك في قدرتي على إنقاذها وهذا أمر مفهوم. ومع ذلك لا تزال بحاجة إلى التوجه إلى المستشفى لإجراء فحص أكثر شمولا وأقترح عليها الامتناع عن المشاركة في مثل هذه المناسبات قبل أن تتعافى تماما.
يانا هي كل شيء بالنسبة لي وبما أنك أنقذت حياتها فهذا يعني أنك أنقذت حياتي أيضا. سأتذكر إلى الأبد ما فعلته من أجلنا.
كان هانز ويانا تربطهما علاقة عميقة وكان أيضا شخصا ممتنا. سيعيد هذا الجميل مائة مرة.
ابتسمت ناتالي عندما سمعت ذلك شعرت أن القدر
هو الذي جمعهم هنا.
عندما غادرت ناتالي تبعها صموئيل وطفلاه.
ناتالي! لقد كنت رائعة للتو! نظر إليها فرانكلين بإعجاب. هل تعرفين كيفية شفاء الناس أيضا هل يمكنك تعليمي أريد أن أتعلم!
لقد كانت صوفيا منبهرة أيضا وقالت وأنا أيضا!
نظرت ناتالي إليهما وبدأت تضحك عندما رأت وجهيهما مما ذكرها بزافيان وكلايتون. أحدهما يحب أجهزة الكمبيوتر والآخر يحب التمثيل.
لم يكن لدى أي منهما اهتمام بأن يكون طبيبا. لم تعتقد ناتالي أبدا أن فرانكلين وصوفيا سيكونان مهتمين بما كانت تفعله.
ومع ذلك كانت القاعدة التي وضعها جد ناتالي هي أن أحفاد عائلة باير فقط هم من يمكنهم وراثة هذه المهارات الطبية.
لذلك على الرغم من أن ناتالي كانت تحب صوفيا وفرانكلين إلا أنها لم تتمكن من تعليمهما الفنون السرية لأنهما لم يكونا مرتبطين بها پالدم.
أنا آسف صوفيا فرانكلين.
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 79 لماذا يحبها
فجأة خفت بريق عيني فرانكلين وقال انس الأمر لم أكن أرغب في التعلم على أي حال.
على الرغم من أنه حاول أن يبدو غير مبال إلا أن خيبة أمله كانت واضحة في كل تفاصيل وجهه.
ومع ذلك كانت صوفيا مصممة فشدت على كم ناتالي.
صوفيا أستطيع أن أعلمكم أي شيء ما عدا المهارات الطبية قالت ناتالي وهي تهز رأسها.
على الرغم من أن صوفيا كانت حريصة على التعلم إلا أنها لم ترغب في وضع ناتالي في موقف صعب. أومأت برأسها بهدوء بينما احمرت عيناها.
لاحظت ناتالي الدموع في عيون صوفيا وشعرت بالأسف تجاهها.
رغم أنها ليست ابنتي إلا أن رؤية عينيها مليئة بالدموع يجعلني أرغب في حمايتها.
حمل صموئيل صوفيا بين ذراعيه وواسى الأطفال قائلا أعلم أنكما تعشقان ناتالي وهي تعشقكما أيضا. لا داعي لأن تتعلما الطب لتبقيها بجانبكما. إذا افتقدتماها فأنا أعتقد أنها ستقضي وقتا ممتعا معكما.
نظر الأطفال إلى ناتالي على الفور بعد سماع ما قاله صموئيل. من ناحية أخرى فوجئت ناتالي بكلمات صموئيل ولم تعرف كيف تتفاعل.
كيف يعرفني هذا الرجل جيدا
هل هذا صحيح يا ناتالي سأل صموئيل وهو يرفع حاجبيه.
استعادت ناتالي وعيها وقرصت خدي صوفيا برفق وقالت هذا صحيح. أنا حقا أعشق صوفيا وفرانكلين.
مع غروب الشمس كانت صورة الأربعة معا في بدلات رياضية بيضاء متطابقة جميلة كأنها لوحة فنية.
نتيجة للنوبة القلبية غير المتوقعة التي أصيبت بها يانا تم إنهاء زيارة الوالدين في الروضة مبكرا ذلك اليوم.
عندما وصلت يارا بسيارتها الصغيرة وسارت نحو مدخل المدرسة أبلغها أحد حراس الأمن أن جميع الأطفال وأولياء أمورهم قد غادروا بالفعل.
عندما سمعت يارا هذه المعلومة أصبح وجهها غارقا في الڠضب.
في الواقع كانت تعلم أن اليوم هو يوم زيارة الآباء للمدرسة ولهذا قررت أن تتعجل إلى هناك. كانت تريد أن تعجب صموئيل والتوأم.
أوه لقد تأخرت في التصوير بلا سبب! فكرت في نفسها.
نظرت إلى دميتي الترامان وباربي في يدها ورغبت في رميهما على الأرض.
كما هو متوقع التوأمان يشبهان أمهما تماما! كل شيء عنهما يجلب لي أسوأ حظ! إنهما مثل عدوي اللدود!
كانت يارا غاضبة جدا لكنها كانت تسيطر على نفسها حتى لا تفقد أعصابها أمام الآخرين. اتصلت بمساعدها وطلبت منه العودة بسرعة لأخذها.
بينما كانت تنتظر وصول سيارتها الصغيرة سمعت بعض المعلمات يتحدثن.
ما نوع العلاقة التي تعتقدين أنها تربط السيدة باورز بالسيد باورز حتى أنها شاركت في سباق التتابع العائلي مع فرانكلين وصوفيا.
إنه سباق تتابع عائلي أليس كذلك أليس هذا واضحا هي بالتأكيد زوجة صموئيل.
كيف فازت امرأة مليئة بالنمش بقلب السيد باورز أنا أشعر بالغيرة!
أعلم أليس كذلك لن يكون له معنى أن يغازلك الكثير من الرجال عندما يكون

لديك رجل مثل السيد باورز الذي يعشقك كثيرا!
بينما استمرت المعلمات في حديثهن سارت يارا نحوهن بوجه فولاذي. هل ذكرتم امرأة مليئة بالنمش
تفاجأت المعلمات. أممم... نعم.
هل صامويل معجب بها قالت يارا وهي تدفع نظارتها الشمسية لأعلى جسر أنفها. ألا تعتقدون أنكم تتابعون الكثير من المسلسلات التلفزيونية لماذا يحبها على الإطلاق بصفتكما معلمات لا ينبغي لكما التحدث هكذا. فقط لأن صامويل لم يكشف أبدا عن الأم البيولوجية للتوأم لا يعني أنها غير موجودة.
لقد ټوفيت ناتالي منذ خمس سنوات وأنا التي جلبت فرانكلين وصوفيا إلى عائلة باورز. وبالتالي فأنا الأم البيولوجية للأطفال!
الفصل 80 اهدأ
بعد قليل وصلت السيارة الصغيرة وقفزت يارا بسرعة إلى داخلها تاركة المعلمات خلفها.
خلعت نظاراتها الشمسية وكانت عيناها ملتهبتين بالڠضب.
في البداية كانت جين مساعدة يارا تفكر في سؤالها عن سبب انتهاء الحدث بهذه السرعة. لكن بمجرد أن رأت وجه يارا المظلم قررت أن تلتزم الصمت.
عضت يارا طرف نظارتها الشمسية بقلق. لا بد أن تلك المرأة ذات النمش هي ناتالي. الحقيقة أن تلك التوأمين الشريرتين يفضلان تلك المرأة القبيحة في المقام الأول أمر محير بالنسبة لي. ولكن الآن حتى صموئيل أصبح منجذبا إليها
قبل ذلك لم تكن يارا معنية بناتالي لأنها كانت تعتقد أن شخصا غير جذاب مثلها لن يستطيع جذب انتباه صموئيل.
الآن تجاوزت الأمور توقعات يارا بكثير. كانت الأخبار التي سمعتها للتو بمثابة صڤعة على وجهها.
لا يمكنني السماح لتلك ناتالي أن تصبح عقبة في حياتي كما فعلت تلك المرأة المېتة الأخرى.
جين اطلبي من لويس أن يبحث عن شخص ما من أجلي.
من تريدين أن يبحث عنه آنسة يارا
ناتالي نيكولز أجابت يارا ببرود. افعلي ذلك في أقرب وقت ممكن. أريد أن أعرف ما هو اتفاقها.
تمام.
في تلك الأثناء بعد مغادرة المدرسة توجه الأربعة لتناول العشاء في أكابيلا مثل أي عائلة نموذجية.
وبمجرد أن انتهوا من وجبتهم قاد صموئيل ناتالي إلى منزلها بينما جلس طفلاه في المقعد الخلفي للسيارة.
عندما توقفت السيارة أمام منزل ناتالي التفتت لتوديع الأطفال لتجدهم نائمين في مقاعدهم.
مع خدودهم الممتلئة ورموشهم التي تشبه رموش الدمية وشفاههم الكرزية المفتوحة كانوا يبدوون رائعين للغاية.
إنهم لطيفون جدا لدرجة أنني فقط أريد أن أقرص خدودهم! قد يكون الأطفال مفرطي النشاط لكن طاقتهم محدودة بالتأكيد. لا بد أنهم كانوا متعبين للغاية اليوم لدرجة أنهم ناموا في سيارة متحركة.
لم تستطع ناتالي أن تتحمل إيقاظهم فقالت لهم وداعا بهدوء وهي تبتسم.
عندما استدارت كان وجه صموئيل قريبا من وجهها مباشرة. من الواضح أنه كان ينظر أيضا إلى التوأم وفجأة لامس كف يديها دون قصد مما أثار شعورا بالخۏف في عينيهما.
كانت ناتالي في حالة من الارتباك بسبب صموئيل بينما كان صموئيل مرتبكا بسبب هذه اللمسة الغير المقصود.
لم تعد ناتالي قادرة على تحمل نظراته
الحاړقة عليها. قالت فجأة شكرا... شكرا لك. سأذهب الآن.
فكت حزام الأمان بسرعة مصممة على المغادرة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
لكن صموئيل كان قد تنبأ بالفعل بخطوتها التالية فأمسكها من ذقنها حتى لا تتمكن من النظر إلى أي مكان سوى عينيه.
لا أستطيع أن أشرح نفسي إذا استيقظ التوأم الآن ورأيانا الاثنين بهذا الشكل.
صموئيل... هل يمكنك أن تهدأ همست ناتالي تقريبا لأنها لم تكن تريد إيقاظ التوأم.
لقد اعتقدت أن صموئيل على الأقل سيكون مراعيا في حضور أطفاله. ولكن للأسف قللت من تقدير جرأته.
أنا... لا أستطيع أن أفعل ذلك قال صموئيل بصوت عميق.