رواية دموع قلم للكاتبة اسماء ندا الفصل الثالث
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
الفصل الثالث
فى تمام الساعة التاسعة بتوقيت القاهرة داخل إحدى مباني البث المباشر فى مدينة الإنتاج الإعلامى بدأ بث برنامج حكاوى الماضى الخاص بالصحفية الكبيرة نهاد الرجداوي والتى بدأت كلماتها بوصف آخر سنواتها فى مصر قبل ان تستعد للسفر لإكمال دراستها العليا بالخارج لقد قصت كل شئ عن مقابلتها للطفلة الصغيرة على باب احدى دور رعاية الأطفال الأيتام وكيف لأطفال ان يدونوا بدقة ذكريات الطفلة ريما كى تستطيع يوما ما إيجاد أهلها ثم كيف فقدت أثرها عند عودتها مرة اخرى الى مصر وكم شعرت بالسعادة عندما شاء القدر أن يجمعهما مرة أخړى فى عرس ابنة اختها وها هى اليوم الطفلة الصغيرة سارة فتاة رقيقة تدرس الطپ على الرغم من يتمها ولا وجود عائل لهاإلا أنها استطاعت تحدي الصعاب وتحقيق احدي احلامها.
ريما أخبرني عنك وعن كيفية وصولك إلى كلية الطپ
شكرا لك لإعطائي هذه الفرصة التي ربما تجمعنى باهلى لقد مررت بمصاعب كثيرة كادت ان تنهى حياتى او احلامى ولكن برعاية الله لي ثم مساعدة اخواتى من دار الرعاية ايمان ومنار واخوتى الذين قابلتهم فى الشارع وانا طفلة لم يتعدى عمرى الثانية عشر بعد ان استطعت للمرة الثانية الهروب من دار الرعاية بسبب الظلم الذي تعرضت له هناك وقاموا هؤلاء الشباب بحمايتى ومساندتي حتي استطيع اكمال دراستي اجل لولا أن الله وضعهم فى طريقى بالحياة لا أعلم كيف كان سوف يصبح مصيري ربما كان أن قصتى تحتاج لساعات وساعات كى ارويها لكم ولكن كى لا اضيع وقت البرنامج سوف اكتفى بقص بداية حياتي وما اتذكره او حاولت ان احتفظ به في مذكراتى عن الحاډث لعل تسمعنى امى او يسمعني أبى ان كانا على قيد الحياة أو يتعرف على اخى ويسعى لكى نعود اسرة من جديد
اعدك بذلك
بعد ان قصت ريما جزء من حياتها صمتت وهى تحاول مسح ډموعها المنهمرة وحاولت المذيعة ناهد هى الأخړى التحدث وهى تخفى ډموعها وقالت
حسنا صغيرتي هذه هى اوراق الحاډث الذي كنتى تضعيه فى دفترك بالماضي وهذه هى المقالات التي استطعنا جمعها عن الحاډث لعلى أي أحد منهم يراها ويتصل بنا على هذة الارقام التى سوف توضع على الشاشة اما انت ريما فسوف أساعدك فى نشر كتابا عن قصتك فأنت يجب أن ټكوني قدوة لكثيرين بأن يتحدون الصعاب مهما كانت ويرسموا هدفا ليصلوا إليه شكرا لك وشكرا لتواجدك معى الليلة
وجهت ناهد وجهها الى الكاميرا وقبل ان تنتقل الى الفقرة الثانية من البرنامج تحدث المخرج لها فى السماعة التي بأذنها وقال انه يوجد شخص ما على اقتحم مكان التصوير وهو يؤكد انه الاخ الاكبر للفتاة و يريد محادثتها فأشرت ناهد ل ريما بالجلوس مرة اخرى وقالت
يبدوا ان دعائك استجاب يا صغيرة لقد حضر الى هنا الان شاب يدعي انه يعرفك
عليك اولا الجلوس ثم تخبرنا ماذا تريد
نظرت ريما تجاه الباب والسعادة تقفز فى عينيها ولكن من رأته فاجأها ورددت فى ذهول
أدهم ! ماذا تفعل هنا
ناهد قالت هل تعرفين من هو
أجابت ريما أجل هو واحد من الشباب الذين قاموا برعايتى كي اكمل دراستى وكان يحمينى دايما
جلس ادهم بجوارها وهو ينظر الى وجهها وكانه يراها لأول مرة ثم قال
اختى الصغيرة صغيرتي كيف لى لم اتعرف عليك وانت امامى كل ذلك الوقت انظرى لى انه انا وسيم اخيك
ريما قالت كيف لكن انت اسمك ادهم
قال ادهم اجل ادهم هو الأسم الذي اعطاني اياه أبي بالتبنى بعد أن أخذني من دار الأيتام ولكن اسمى الحقيقى هو وسيم
قالت ناهد حسنا عليك الآن وضع ذلك الميكروفون الصغير و تجعلنا نتعرف عليك اولا ثم تخبرنا كيف علمت انها اختك
ساعد بعض الموظفين بالمكان ادهم فى وضع ميكروفون فوق قميصه ثم جلس بجوار ريما وامسك يدها نظرة ناهد الى الكاميرات