الأحد 24 نوفمبر 2024

قمر الدكان بقلم دكتور محمد مسافر

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

قمر الدكان

في زقاق ضيق من أزقة القاهرة القديمة، حيث تندمج رائحة  الدخان مع رائحة طعام الفقراء، وحيث يجتمع الماضي الحزين والحاضر الغامض. كان يقف دكان صغير عتيق، لا يُلفت الانتباه، إلا لمن يعرف ما يخبئه وراء جدرانه. كان الدكان ملكًا لرجل عجوز اسمه حسن، وكان لديه ابنة تدعى قمر. كانت قمر فتاة جميلة كالورد البلدي ولطيفة كنسمة الصباح، وكانت تدير شؤون الدكان بعد القبض على والدها لعمله في تجارة البرشام المخدر الذي يسلب الأرواح.

يتهافت شباب الحي والأحياء المجاورة علي الدكان، لكي يستعيروا الكتب الكتب القديمة مقابل ريالات معدنية. وكان مصطفي الطالب النحيف الفقير يتعجب من ذلك.. هل تعلق الشباب فجأة بالقراءة أم أن أنهم افتتنوا بالقمر؟

وكان مصطفى يتيم الأبوين، ويعيش مع عمه وزوجته. كان يتحمل ظلمهما وسوء معاملتهما، ولا يجد عندهما رحمة أو حنان.

وكان مصطفى مجتهدًا في دراسته، ويحب القراءة بشغف وعشق، وكان يهرب من بيت عمه البائس، إلى دكان الكتب الصغير لينير عقله.

كان مصطفى يأتي إلى دكان حسن كل يوم بعد المدرسة، وكان يقضي وقتًا طويلًا في التهام الكتب. كانت قمر تساعده في اختيار الكتب التي يريدها، وكانت تتحدث معه عن الروايات التي قرأتها.

في أحد الأيام، كانت قمر تتحدث مع مصطفى عن رواية قرأتها مؤخرًا.. عن عالم خيالي مليء بالمغامرات. كانت قمر تتحدث بشغف عن الرواية، مما أثار اهتمام مصطفى.

بعد أن انتهت قمر من الحديث عن الرواية، قال مصطفى: "أتمنى أن أعيش في عالم مثل عالم هذه الرواية."

قالت قمر: "أتمنى ذلك أيضًا."

ثم صمتا لبعض الوقت، وبدا عليهما رغبة حزينة.

قالت قمر: "أعرف مكانًا يمكننا أن نذهب إليه لنعيش في عالم مثل عالم هذه الرواية."

انت في الصفحة 1 من صفحتين