رواية الاميرة المفقودة الفصل الاول
بشعورها الحزين جعلتني أشعر كيف أن كل فرد من أفراد الأسرة في ذلك المنزل الفسيح منعزل بسبب غرور شخصية والدها وكبريائها هى نفسها على الاعتراف بالوحدة؛ تضاعفت ثواني الطيران إلى ما لا نهاية ، لأنه في أركان الأحلام يندمج الوجود ، مثل روح موسيقي في حالة شرود، وهكذا تراجعت الذاكرة ، مرارًا وتكرارًا أثناء النوم.
يبدو أنه لا توجد راحة تامة حتى في جنات عدن ، تطل الأفعى برأسها من بين أغصان شجرة المعرفة، صمت الليل الخالي من الأحلام ينكسر بفعل هدير الانھيار الجليدي، هسهسة الفيضانات المفاجئة تدق جرس المحرك الذي يشير إلى اكتساحه لمدينة أمريكية نائمة؛ قعقعة المجاذيف البعيدة فوق البحر، مهما كان، فهو يكسر سـحړ عدن ، يبدو أن مظلة المساحات الخضراء فوقنا، والمزينة بنقاط ضوئية من الماس ، ترتجف في إيقاع المجاديف المستمر ؛ ويبدو الجرس المضطرب كما لو أنه لن يتوقف أبدًا.
تم فتح أبواب النوم على مصراعيها مرة واحدة ، واستقبلت أذني اليقظة بسبب الأصوات المزعجة، كان هناك إصرار وراء صوت النقر المستمر على الباب، عند التفكير في حاجة شخص ما لى، كنت من دون سابق إصرار خارج السرير، نظرت غريزيًا إلى ساعتي حيث كانت الساعة الثالثة صباحا، نزلت مرتديا ثوب النوم والنعال إلى باب القاعة
وعندما فتحته كان يقف أمامي رجل من هيئته علمت انه كبير خدم لأسرة ما، كان يضغط بإحدى يديه بلا تردد على الجرس الكهربائي ، بينما يضرب بالأخرى على الباب، يصنع ضجيجًا متواصلًا، في اللحظة التي رآني فيها توقف الضجيج، رفع يد واحدة غريزيًا إلى حافة قبعته ، والأخرى أخرج رسالة من جيبه، وكانت خيول السيارة خلفه تتنفس بصعوبة كما لو أنها جاءت مهرولة مسافة كبيرة.
-عفوا يا سيدي، أنا آسف لإزعاجك، لكن أوامري كانت إلزامية؛ بأن لا أترك لحظة دون أن أطرق وأقرع حتى يأتي شخص ما، هل لي أن أسألك يا سيدي، إذا كان السيد مالكولم روس يعيش هنا؟
-أنا السيد مالكوم روس
-أذن هذه الرسالة لك يا سيدي