الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصه قصيرة للكاتب الدكتور محمد مسافر بعنوان نرجسية

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

قصه قصيرة للكاتب الدكتور محمد مسافر 
بعنوان نرجسية
هذه هي المرة الألف التي ينظر فيها إلي ساعة يده ... المحاضرة بطيئة ثقيلة كقطار البضائع الذي يمر أمام منزله كل يوم..
سأل صديقه الذي يجلس بجواره عن الوقت وكأنه فقد ثقته في ساعته أخبره أنه لم يتبقى من عمر المحاضرة سوى دقائق معدودة ليته الرجل الخارق ليرفع القطار حتى يستطيع المرور.

نظر إلى صاحبه متسائلا وكأنه رأى أبخرة الأفكار تتصاعد من رأسه التي تغلي
أما زلت مصرا على إخبارها 
صمت وكأنه لم يسمع السؤال.
استرسل الأخر حديثه وهو يرى عدم الرد من صديقه قائلا
هذا لن يكون دعك من هرائك واستجب لنداءات الواقع فهي كالجدار الأصم لن تستطيع أن تخترقه لن تجد منها إلا التعالي فهي تتنفس الكبرياء وتلوك الغرور هي النرجسية ذاتها كف عن أحاديثك هذه التي لا تنتهي أرجوك اصمت.
قالها في ضيق وضجر ورفع يده طالبا الاستئذان للانصراف فأذن له المحاضر بالخروج وهو في قمة الدهشة فقد شارفت المحاضرة بالفعل على الانتهاء.
خرج وقد وارى دمعاته بيديه حمد ربه من أن أحدا من أصدقائه لم يلحق به حتى لا يحاول أحدهم أن يرده عما قرر فعله فالكل يراها متغطرسة لكنه يراها خجولة دمثة الخلق.
فهي لا تخالط الآخرين لأنها لا ترى نفسها بينهم وهم يفسرون احتجابها عن الحديث والكلام بأنها تحب الظهور في صورة الغامضة ولكنه يراها كالأميرة.. كالأميرة الحالمة الهادئة التي قرأ عنها وهو طفل ... الأميرة التي تتنظر فارسها يفكك الأغلال عن لسانها لتطلق له العنان أجرها الذي يملك مفاتيح الأقفال الذهبية لقلبها الدافيء ليتحدث ويثرثر هم يجمعون على أنها تحمل الكثير من صفات النرجسية والتسلط.
أما هو فيراها بقلبه يزورها كل ليلة.. يختبئ في حقيبة يدها بين كراساتها التي تحوي آلاف الأبيات والكلمات التي تدمع لها النفوس .. يحتضن قلمها الړصاص الصغير الذي تدون به كل شيء عن حياتها في الكتيب الذي تدسه بين كتبها الدراسية.
هو وحده الذي يعرفها والجميع يجهلونها فقد أخبره قلبه الصغير كقلب العصفور بذلك وها
هو قد قرر أن يسمعها قسم قلبه إنه يحبها .. يحبها .. يحبها
لم ينتظر طويلا.. رآها تخرج من المدرج الذي هو فيه.. ها هي الآن بين الطالبات.
سرت إلى أنفه الروائح العطرة تتهادى بين ذرات الهواء بقدومهن إلا أنه يميز رائحة الشانيل الذي تتعطر به هي...
نعم هو ليس خبيرا في عطور النساء وخاصة العذارى منهن إلا أنه يحب هذا العطر فهو يسري كالدم في شرايينه.
اقترب منها يحدوه الأمل
صباح الخير كيف حالك بخير شكرا
ما اسم هذا العطر الذي تستعملينه 
أجابت مستنكرة أنا لا أضع أية عطور 
. تعجب قليلا ثم أردف أرجو أن تكوني قد علمت أني أريدك في موضوع مهم.
نعم لقد أخبروني بذلك.. هل

انت في الصفحة 1 من صفحتين