قصه قصيرة للكاتب الدكتور محمد مسافر بعنوان نرجسية
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قصه قصيرة للكاتب الدكتور محمد مسافر
بعنوان نرجسية
هذه هي المرة الألف التي ينظر فيها إلي ساعة يده ... المحاضرة بطيئة ثقيلة كقطار البضائع الذي يمر أمام منزله كل يوم..
سأل صديقه الذي يجلس بجواره عن الوقت وكأنه فقد ثقته في ساعته أخبره أنه لم يتبقى من عمر المحاضرة سوى دقائق معدودة ليته الرجل الخارق ليرفع القطار حتى يستطيع المرور.
أما زلت مصرا على إخبارها
صمت وكأنه لم يسمع السؤال.
استرسل الأخر حديثه وهو يرى عدم الرد من صديقه قائلا
هذا لن يكون دعك من هرائك واستجب لنداءات الواقع فهي كالجدار الأصم لن تستطيع أن تخترقه لن تجد منها إلا التعالي فهي تتنفس الكبرياء وتلوك الغرور هي النرجسية ذاتها كف عن أحاديثك هذه التي لا تنتهي أرجوك اصمت.
خرج وقد وارى دمعاته بيديه حمد ربه من أن أحدا من أصدقائه لم يلحق به حتى لا يحاول أحدهم أن يرده عما قرر فعله فالكل يراها متغطرسة لكنه يراها خجولة دمثة الخلق.
هو وحده الذي يعرفها والجميع يجهلونها فقد أخبره قلبه الصغير كقلب العصفور بذلك وها
لم ينتظر طويلا.. رآها تخرج من المدرج الذي هو فيه.. ها هي الآن بين الطالبات.
سرت إلى أنفه الروائح العطرة تتهادى بين ذرات الهواء بقدومهن إلا أنه يميز رائحة الشانيل الذي تتعطر به هي...
نعم هو ليس خبيرا في عطور النساء وخاصة العذارى منهن إلا أنه يحب هذا العطر فهو يسري كالدم في شرايينه.
صباح الخير كيف حالك بخير شكرا
ما اسم هذا العطر الذي تستعملينه
أجابت مستنكرة أنا لا أضع أية عطور
. تعجب قليلا ثم أردف أرجو أن تكوني قد علمت أني أريدك في موضوع مهم.
نعم لقد أخبروني بذلك.. هل