رواية الاميرة المفقودة الفصل الثاني والثلاثون
كان صوته الوحيد وكأنه يواجه شيئا ما هو الصوت الوحيد في الغرفة، ومرة اخري نما الضباب الأسود بشكل أعمق وأكثر كثافة وبدأت نفاذه في مهاجمة أنفي وكذلك عيني. الآن يبدو أن حجم الدخان المتصاعد من الوعاء قد انخفض ، وأصبح الدخان نفسه أقل كثافة. عبر الغرفة رأيت شيئًا أبيض يتحرك حيث كانت الأريكة. كانت هناك عدة حركات. يمكنني فقط التقاط وميض أبيض سريع من خلال الدخان الكثيف في الضوء المتلاشي ؛ في الوقت الحالي ، بدأ وهج الصندوق يهدأ بسرعة. ما زلت أسمع سيلفيو ، لكن مواجهته جاءت من أسفل ؛ بعد لحظة شعرت به وهو يربط على قدمي.
ثم اختفت شرارة الضوء الأخيرة ، ومن خلال الظلام رأيت الخط الأبيض الباهت حول ستائر النوافذ. شعرت أن الوقت قد حان للتحدث لذلك خلعت جهاز التنفس الصناعي وصرخت:
"هل علي أن أشعل الضوء؟"
أن الصمت المنتشر بالغرفة يزيد الخوف بقلبى، وذلك الشكل الأبيض الذي المتحرك بتلك السرعة ثم اختفى قد زاد من قلقى، رفعت صوتى بالنداء مرة اخرى
"هل على ان اشغل الاضواء يا سيد ترولانى"
لم يكن هناك جواب لذلك قبل أن يخنقني الدخان الكثيف ، ناديت مرة ثالثة ولكن بصوت أعلى:
"السيد تريلاوني ، هل علي أن أشعل الضوء؟"
لم يقم بالاجابة؛ لكن من جميع أنحاء الغرفة سمعت صوت مارغريت بهدوء ، بدا حلوًا وواضحًا مثل الجرس:
"نعم مالكولم"
أدرت المفتاح و أومضت المصابيح وبدأ الضوء يتسلل بين الدخان رويدا، لكنها كانت مجرد نقاط ضوء خافتة في وسط كرة الدخان الغامضة تلك،و في ذلك الجو الشبه معتم لم تكن هناك إمكانية للإضاءة اكثر داخل الكهف، ركضت إلى مارغريت مسترشدة بردائها الأبيض، والقلق يملأ قلبى، رفعت يدى وأمسكت بيدها، التى كانت دافئة، ف أدركت قلقي وقالت على الفور:
"أنا بخير."
أجبتها "الحمد لله كيف حال الآخرون؟ هيا، بسرعة دعينا نفتح كل النوافذ ونتخلص من هذا الدخان"
لدهشتي أجابت بصوت يتضح عليه النعاس وكانها أستيقظت للتو :
"اطمأن مالكوم، سيكونون بخير لن يصابوا بأي ضرر"
لم أتوقف لأستفسر عن كيف أو على أي أرضية شكلت مثل هذا الرأي ، لكنني رميت الوشاح السفلية لجميع النوافذ ، وسحبت الجزء العلوي لأسفل ثم فتحت الباب و وقفت انتظر قليلا، أحدثت بضع ثوان تغييرًا ملموسًا حيث بدأ الدخان الأسود الكثيف بالتصاعد من النوافذ، ثم بدأت الأضواء تزداد قوة واستطعت أن أرى الغرفة.
ولكن الصدمة انه تم التغلب على جميع الرجال بالغرفة فبجانب الأريكة حيث كان يقف الطبيب نظرت هناك فكان قد استلقى الدكتور وينشستر على ظهره كما لو كان قد غرق في الأرض وتدحرج ؛ وعلى الجانب الآخر من التابوت حيث مكان وقوف السيد تريلاوني والسيد كوربيك ايضا منظرا مقاربا فقد كانوا سقطوا أرضا والاقنعة ليست على وجوههم، رغم قلقى كان من دواعي ارتياحي أن أرى أنه على الرغم من أنهم كانوا فاقدين للوعي فإن الثلاثة كانوا يتنفسون بصعوبة كما لو كانوا في ذهول.
نظرت الى مكان مارغريت التى ما زالت تقف خلف الأريكة، وقد بدت في البداية وكأنها في حالة ذهول جزئي ولكن يبدو أن كل لحظة تحصل على مزيد من السيطرة على نفسها، لحظات و تقدمت إلى الأمام وساعدتني في رفع والدها وسحبه بالقرب من النافذة، ثم وضعنا الآخرين معًا بطريقة مماثلة ، تركتني معهم وذهبت إلى غرفة الطعام وبعد قليل عادت مع دورق من البراندي.
ولقد شرعنا في محاولة جعلهم يتذوقونها جميعًا بدورهم، لم تمر عدة دقائق بعد أن فتحنا النوافذ عندما كان الثلاثة يكافحون للعودة إلى وعيهم، و خلال هذا الوقت ، تركزت أفكاري وجهودي كلها على تجميع الأحداث وترتيبها ولكن الآن بعد أن تم إيقاف هذه السلالة من التفكير، نظرت داخل الغرفة لأرى تأثير التجربة فكان الدخان الكثيف قد تلاشى تقريبًا ؛ لكن الغرفة كانت لا تزال ضبابية وكانت مليئة برائحة نفاذة غريبة.