هوس من اول نظرة بقلم ياسمين عزيز ج٢
هعرف أعيش من
غيرها ثاني.. أنا عارف إنت بتفكر فيا إزاي...
اه انا فعلا مچنون و مريض و مهوس و كل قرف
الدنيا فيا و اللي عاوز تقوله قوله... أنا مش بنكر .
فريد محاولا التحلي بالهدوء..لما إنت لسه بتحبها
إبدأ معاها من جديد... زي ما أنا عملت مع أروى.
صالح بسخرية
و إنت فاكر إنها هتقبل...يبقى إنت متعرفش
قوية و مش بتسامح بسهولة متشوفهاش و هي مکسورة كده أنا لو طلبت منها تسامحني مستحيل
هتقبل و لو قعدت مليون سنة مش هترضى تبص
في وشي... هي لسه معايا عشان مجبرة .
فريد..طب و لحد إمتى هتفضل كده جابرها
إنها تعيش معاك.. أصلا إنت إزاي تقبل على نفسك
صالح بلامبالاة..عادي المهم تكون معايا
و كل ليلة تبات في حضڼي...بكرة هتتعود
و انا هحاول أعاملها كويس .
فريد بضحك..لا كثر خيرك...طب أعمل فيك
إيه أحبسك و إلا أتنيل اقټلك و اريح منك
المسكينة اللي فوق دي يا إبني إنت مكانك
السرايا الصفراء مستشفى المجانين...و الله
انا اللي اهبل عشان قاعد و بسمعك...يا شيخ
تجيب أجلها....أنا رايح لمراتي و إنت متتأخرش
عشان تيجي تاخذ مراتك....
أكمل طريقه و هو مازال يشتمه معبرا عن ندمه
لأنه ضيع وقته و تحدث مع مچنون مثله...و قبل
أن يصعد الدرج متجها لجناحه أوقفته هانيا تناديه
فريد بيه
إلتفت نحوها منتظرا كلامها
أنا كنت عاوزة أسأل حضرتك هي لوجي
________________________________________
الليلة دي و إلا أطلع مع حضرتك
أخذها....
فرك فريد ذقنه بتفكير قبل أن يجيبها
لا...بعد ساعة إطلعي خذيها .
إلتفت من جديد ليكمل طريقه لكن تلك اللزجة
هانيا إستوقفته من جديد قائلة
طب حضرتك ممكن تفهمني أنا هفضل أشتغل
و إلا خلاص هتستغنوا عني.
قائلا
ما إنت بتشتغلي أهو...لو كنا هنستغنى عنك
كنا طردناكي .
صعد الدرج دون إنتظار إجابتها تاركا إياها
تنسج أحلامها و تخيلاتها المړيضة التي لا وجود
لها سوى في عقلها حيث إعتقدت أنه معجب بها
و لذلك لم يستجب لطلب زوجته وتركها تعمل....
وقف فريد أمام جناح غرفته ليطرق الباب
في مدخل الباب واضعة يدها على الحائط
تمنعه من الدخول قائلةنعم...إتفضل عاوز إيه
إبتسم غامزا إياها بشقاوةهكون عاوز مين غيرك يا قمر .
شهقت أروى من جرأته لتلتفت وراءها محاولة
غلق الباب و هي تهمس بصوت خاڤت
ششش وطي صوتك مينفعش كده يارا جوا.
أروى برفض..لا هي هتبات هنا الليلة...
إمتعضت ملامح فريد
على الفور لينطق
بانفعال لا... إنت عارفة إن الموضوع داه من
الممنوعات عندي... أدخلي قوليلها ترجع اوضتها
عشان جوزها جاي ورايا.
تململت أروى محاولة التخلص منه قائلة
حبيبي عشان خاطري الليلة دي بس...دي
لسه تعبانة و مش هتقدر تواجه أخوك...
و مش هتقدر ليه شايفاني وحش قدامك
يا ست أروى.
صدح صوت صالح الساخر الذي أتى للتو
لتتجهم ملامح أروى التي لم تتردد في
شتمه..لا و إنت الصادق شايفاك حيوان...
ضحك صالح بمرح واضح بينما عاتبها فريد
هامسا في أذنها..أروى.. ميصحش اللي إنت
بتقوليه داه.
أروى بصوت مرتفع..أمال عاوزني أعمله
إيه بعد اللي هببه...أضربله سلام و إلا أرفعله العلم
إذا كان انا مش طايقة أشوف خلقته يا ترى
مراته هتقدر...
صالح ببرود و بلامبالاة..لو سمحتي
ممكن تنادي يارا.
أروى و هي تضغط على أسنانها
أرخم من كده عمري ماشفت....
فريد و هو يفتح الباب من وراءها و يدفعها
داخلا بخفة..يلا قوليلها إن جوزك مستنيكي....
أروى برفض..لا...هاخذها تنام في اوضة لوجي..
حرك صالح رأسه بملل قبل أن ينادي بصوت
عال..يارا... حبيبتي يلا تعالي عشان فريد
عاوز مراته .
شهقت أروى من وقاحته لتتمتم بشتائم كثيرة بينما تراجع فريد إلى الوراء و هو يضحك قائلا
كثر الهم بيضحك...يا عم سيبها الليلة
دي تبات في اوضة لجين على الاقل ترتاح
شوية من خلقتك.
صالح برفض وهو يقترب ليدخل جناح شقيقه
مش بطمن على مراتي غير و هي حضڼي...
تراجع للخلف عندما وجد يارا تقف وراء الباب
مباشرة تحمل بين يديها لجين التي حالما
رأت صالح إرتمت عليه لتتعلق بعنقه و هي
تناديه بصوتها الطفولي صاصا... صاصا....
علقت أروى و هي تلوي شفتيها بحنق
كل الطول و العرض داه و مسمياه صاصا
ملقيش حق يا لوجي...قولي هرقل شمشوم
الجبار هالك...إنما صاصا مش لا يقة عليك خالص.....
صالح..بنت اخويا و تقول اللي هي عاوزاه إنت
مالك... حد خد رأيك متخليكي في حالك .
أروى پغضب..تصدق بقيت بكرهك...
صالح بابتسامة مستفزة..مش مهم....كفاية
مراتي حبيبتي تحبني ...
نظرت أروى نحو فريد و هي تحرك يديها
بجانب رأسها تخبره بجنونه ليرفع فريد
يديه باستسلام قائلا..يلا يا خويا خذ
مراتك و لو عاوز خذ لوجي كمان و لا هوينا
مصدع و عاوز أنام .
صالح و هو يتراجع للخلف..الساعة لسه
ثمانية و نص.
قبل لجين على وجنتها ثم أعطاها لوالدها
مضيفا
هبقى آخذها عندي لما يشرف النونو الجديد....
يلا يا حبيبتي تعالي خلينا نروح باين عليهم
مستعجلين .
جذب يارا من معصمها برفق نحوه و التي
إنتفضت و كأنها أصيبت پصدمة كهربائية
لترمق أروى بنظرات باستغاثة و التي كانت تنظر نحوه مذهولة قبل أن تنطق..و الله عنده إنفصام...
في الجزيرة.....
إستيقظت سيلين لتجد الفراش خاليا...أبعدت
الغطاء عنها و هي تدير عينيها بكامل الغرفة
بحثا عن سيف... تذكرت ليلة البارحة وكيف أنها لشدة تعبها لم تشعر بنفسها و هي تغط في نوم عميق حالما
وضعت رأسها على الوسادة.....
إلتفت نحو الباب عندما سمعت صوته يفتح
و يظهر من وراءه سيف بابتسامته القديمة
يحمل بين يديه باقة من الورود الحمراء الخلابة...
لم تحتمل سيلين لتندفع نحوه و هي تشهق بالبكاء
لتلقي بنفسها بين أحضانه و هي تتمتم بإعتذار
أنا آسف... آسف كثير عشان غلطت كثير في حقك .
ضحك سيف و هو يقبل رأسها عدة مرات قائلا
رجعنا نخلط بين المؤنث و المذكر و انا اللي قلت
إنك خلاص تعلمتي.
تمسكت به سيلين و قد إزدادت حدة بكاءها
ليهتف سيف متعمدا إستفزازها
طب إبعدي شوية بوزتي البوكيه....
ضحك باستمتاع و هو يشاهد إتساع عينيها
الدامعتين و هي تنظر له باستغراب قبل أن
ټخطف الباقة من يده و تضعها على السرير
ثم تعود لتحتضنه مرة أخرى بقوة أكبر
لتتعالى قهقهات سيف على تصرفها الغريب ....
بعد دقائق قليلة كانا يجلسان في الأسفل
و تحديدا في شرفة الفيلا يتناولان فطور
الصباح....كانت سيلين في غاية السعادة
بعد أن صالحها سيف ووعدها بأنه في
السنة القادمة سيسمح لها بالالتحاق
بالجامعة الألمانية بالقاهرة و سيساعدها
أيضا في تعلم اللغة العربية الفصحى.....
قفزت من مكانها و هي تصرخ فجأة بعد أن
سمعت زئير إحدى الأسود القريبة
سيف....عشان خاطري قلهم يطلعوه برا انا بخاف منهم....
وقفت بجانبه بينما هو ظل جالسا
يراقبها
كيف تنظر حولها بحثا عن ذلك الأسد...حتي
وجدته يسير ببطئ بالقرب من الشرفة
أشارت نحوه قائلة بصوت منخفض
بص أهو هناك جاي علينا...أكيد شم ريحتنا
و جاي عشان ياكلنا....
صړخت بفزع عندما فاجأها سيف و حملها
بين ذراعيه ليضعها على سور الحديقة
في نفس المكان الذي يوجد تحته الاسد
لتتعلق برقبته و هي تصيح
سيف عشان خاطري و الله بخاف منهم جدا
أنا مش بهزر.. نزلني هيغمى عليا .
إبتسم لها سيف قائلا بهدوء
مش قلتلك إوعي تخافي و إنت معايا...
أدارها حتى ترى الأسد الذي لازال يسير
على طول الحائط متابعا طريقه ليختفي
بين الأشجار و هذا ما جعل سيلين تهدأ
من نوبة فزعها لتأخذ نفسا طويلا بينما
تستمع لسيف الذي أردف بمزاح
يا جبانة.... حد ېخاف من أسد داه حتى
شكله طيب و كيوت .
شهقت و هي تستند عليه لتنزل من على
السور..كيوت إنت فاكره أرنب و إلا قطة...
ضمھا نحوه محيطا خصرها بيديه و هو يرفعها
للأعلى قليلا هامسا أمام شفتيها..
أنا مبسوط أوي عشان رجعتيلي...
إرتبكت سيلين من كلامه المفاجئ لكنها لم
تتردد لترفع يديها محيطة وجهه بكفيها
و هي تقول
و عمري ما هسيبك ثاني...أنا خذت وقت
طويل عشان أفهم كل حاجة حواليا و أوعدك
إني هعوضك.....
همهم سيف و هو ينحني ليداعب أنفها
بأنفه..و هتعوضيني إزاي بقى... إستني الموضوع
داه لازمه قعدة و كباية شاي...
حملها و جلس بها على الكرسي قبل أن
يضيف
ها....قوليلي بقى هتعوضيني إزاي
سيلين و هي تمط شفتيها مدعية التفكير
بص يا سيدي أنا قررت بما إني السنة دي
فاضية و موارييش حاجة فأنا هشغل كل وقتي
بيك إنت...لغاية ما تقلي أبوس إيدك حلي
عني....هصحيك الصبح و أحضرلك الحمام
و أختارلك هدومك و بعدين أحضرلك الفطار
بإيدي.... و لما ترجع من الشغل هتلاقيني
مستنياك تستحمى و تغير هدومك و بعدين
نتغدى مع بعض...مش هسيبك لحظة و اللابتوب
تنساه عشان داه مكاني أنا و الموبايل كمان ممنوع
عشان إنت في البيت ليا انا و بس
...و يوم الجمعة هتاخذني
الملاهي عشان تفسحني و تشتريلي غزل البنات
أصلي بحبها اوي... بس بحبك إنت أكثر
طبعا و لما نرجع تعلمني ألعب شطرنج عشان
نلعب مع بعض و أغلبك و كل مرة تخسر
تنفذلي طلب من طلباتي... إيه رأيك حلو
البرنامج الجديد....ااه نسيت و هبقى أكلمك
كل ساعة فيديو كول عشان أطمن عليك
أصلك هتوحشني.... 2
كانت سيلين تعلم أن هذه أفضل خطة
تتبعها حتى تشعر سيف بأنه محور حياتها
ليبدأ تدريجيا يتخلى عن هوسه و رغبته
التي تزداد يوميا في إمتلاكها...و بالفعل أعجبه
كثيرا إقتراحها ليومئ لها بالموافقة قائلا
هنشوف مش يمكن كلام و بس....
سيلين بنفي..تؤ...هتشوف و تتأكد بنفسك....
بس في حاجة ناقصة كمان .
سيف..حاجة إيه
اجابته باندفاع و دون تفكير
عاوز بيبي....
توسعت عيناه بدهشة حتى ظن أنه سمعها
بالخطأ ليردد وراءها..عاوزة إيه
لاحظت ذهوله لكنها لم تبالي لتعيد له..عاوزة
بيبي... طفل يعني.. إنت مش عايز تخلف مني
بيبي
لم يشعر سيف بأطرافه التي إرتخت و هو
مازال يحدق بها و كأنها كائن غريب ثم أردف
بصوت متوسل
سيلين إنت بتتكلمي جد... إنت عارفة إن
المواضيع مفهاش هزار أرجوكي بلاش
تعشميني بحاجة إنت مش عاوزاها
بلاش تضغطي على نفسك عشاني
إنت لسه صغيرة ومش جاهزة عشان
تبقي أم .....
كانت سيلين تبكي من فرط تأثرها بنظراته
الراجية و دموعه التي نزلت على خديه
دون شعور منه...لأول مرة تراه يبكي رغم
كل ما مر به من ألم...بدأت تقبل دموعه
بشفتيها و هي تردد بخفوت
بس أنا بحب الأطفال و عاوزة أخلف منك
أطفال كثير...يبقوا عيلتنا الكبيرة... أنا مش
خاېفة و لا قلقانة