وَحيده مَنسِيّه بقلم الكاتب احمد فايز

العماره التي تقطن بها المطله علي البحر مباشرة
_إسمعي بقا إنت هتقضي اليوم معايا ومش عايزه اي إعتراض.
زفرت بقوه وأردفت
_معلش ي منال سبيني علي راحتي أنا جايه تعبانه من السفر وعايزه أرتاح فين الشقه اللي قولتلك تأجريها ليا والشريحه الجديده
تذمرت منال متأففه وقالت
_ أمري لله عارفكي عنيده مش هاخد معاك حق ولا باطل وأدي ياستي مفتاح الشقه اللي فوقينا علي طول عشان لو إحتجتيني تلاقيني علطول وأديي الشريحه ياستي وهسيبك النهاردة بس عشان جايه من سفر لكن بكرا مش هرحمك..
ضحكت علي تصرفاتها المچنونة وفرحت من قلبي أن الغريب قادر علي إحتوائي أكثر من القريب كما تمنيت أن تكون أختي 
_شكرا من قلبي ي منمن بجد لو أختي مش هتعمل معايا اللي إنت عملتيه ده.
مطت شفتيها ساخره كالأطفال
_ عيب عليكي يابت يعني أنا مش أختك ولا ايه والله أزعل منك.
_مقدرش علي زعلك يا جميل.
_يا بكاشه أنت تعالي أما أفرجك علي الشقه وإن شاء الله تعجبك.
صعدنا إلي الشقه وكانت عبارة عن غرفيتن وريسبشن ومرحاضومطهي وشرفه كبيره مطله علي البحر لطالما تمنيت أن أسكن في الاسكندرية والآن تحققت أمنيتي وأقف في الشرفه أنظر للبحر وأمواجه الهائجه ولكن يظل البحر ونسيمه ملجئي ومقصدي حين لا أجد قلبا يستوعب ۏجعي.
دلفت إلي الصالون وإستضائت الشاشة لأجد مسلسل وجوه جلست أستمع لحين إنتهي وأتي التتر 
متفصلة ع الچرح ظابطة وبالمقاس
وتايهة يكن عامله قاصده كده وخلاص
جوة سجن ووحدتي أنا بلقى نفسي وقوتي
وأي ضعف من نحيتي يبقا انعكاس
شعرت إن الأغنيه متفصله علي چرحي فعلاأغلقت الشاشه وولجت إلي الغرفه كي أستريح من عناء السفر أطلقت العنان لشعري الأسود الحالك نظرت لإنعكاسي في المرأه لأجد الهالات السوادء تسكن أسفل عيني موضحه فرق في بشرتي الخمريه وشفتاي الممتلئة بشكل متساو وطبيعي على كل من أعلى وأسفل تنهدت بحسره علي هذا الجمال المهدر حقه. نمت مكاني من شده الآنين والإرهقاق.
في اليوم التالي 
إستيقظت آخذت شاور وصليت فرضي وإتصلت بمنال لنخرج سويا وبالفعل ذهبنا إلي البحر ف الصباح الباكر ومن ثم سيرنا إلي عربه فول وتناولنا وجبه الإفطار وبعد ذلك جلسنا علي البحر مره أخري نحستي قهوتنا..وأكملنا بقيه اليوم في مرح وركض وطوي شوارع الإسكندرية الجميله..
وطلبت منها أن تبحث لي عن عمل قريب من السكن حتي أصرف علي دراستي ومأكلي ومشربي
وبالفعل أتت لي بعمل في مكتبه بدأت أتعود علي هذا الروتين الجديد والذي كان يهون علي وجود البحر والهواء المنعش وبات يلازمني يوميا وخاصه الكافيه القريب من المكتبه بعد أن أنتهي من العمل أذهب وأجلس في الطاوله الملطه علي البحر ويشاركني وحدتي قلمي ومذكراتي لأسرد يومياتي البائسه كحياتي..
تمر الأيام كمرور السيارات بعد إشاره مروار إستوقفتها وفي يوم من الأيام كنت جالسه كعادتي شارده الذهن وإذا بشخص يقتحتم عزلتي يقول بلكنه بريطانية
_Sorry for intruding. Can I sit with yoy.
آسف علي تطفلي هل يمكنني الجلوس معك.
ألجمتني الصدمه من جرأته وكيف تجرأ أن يتحدث مع شخص لا يعرفه نظرت له نظره ناريه من أعلي لأسفل كان شاب طويل الساق يبدو في أواخر العشرين شعره أسود حالكعينه زرقاء يرتدي ملابس سوادء كسواد الليلجسده متناسق البنيهمفتول العضلات.
كرر سؤال وهو مازال واقف وتحدث هذه المره باللغه العربيه الفصحي
_سأظل واقفا كثيرا.
_إذهب إذا شئت.
_حسنا سأجلس.
أيها الأبله كم أنك مستفز للغايه قلتها في داخلي بعدما جلس أماميإستأنف قائلا
_رأيتك تجلسين شارده الذهن كل يوم في نفس المكان أصابني الفضول لأعرف ما بك.
_وما شأنك بحالي أكنت