رواية ومجبل على الصعيد بقلم رانيا الخولي الفصل السادس و العشرون

بس مش أساسي
التزم الصمت قليلا جعلها تشعر بالقلق عليه وقبل أن تتحدث سبقها هو 
_ تعرفي انا كتير اوي بفكر في الشخص اللي هيتبرعلي ده هو مين وياترى هو عاېش دلوقت وسعيد بأيامه ياترى عارف انه ھېموت وقلبه ده هيكون من نصيب حد تاني.
ليه حبيبة قلبه بيدق ليها
ديما الأفكار دي ملزماني ومش بعرف اھرب منها.
رغم الألم الذي يأرق قلبها إلا إنها تحدثت بابتسامة
_ أولا التبرع مش پيكون بالشكل اللي انت بتفكر فيه بمعنى إن واحد عنده سکتة دماغية ده مېت بالفعل بس كل أعضائه شغالة وبتقوم بدورها ف بالتالي مش هيفضل عاېش تحت الاجهزة كدة أحيانا الأهل بيطلبوا رفع الأجهزة عنه وهنا المستشفى بتسألهم لو يوافقوا على التبرع وبيبقى الشخص ده عاېش جوة كتير أوي اللي محتاج زرع كبد او كليه أو قلب او قرنية.
وفي تاني اللي بيتبرع بأعضائه لو اتعرض لحاډث هنا مش بناخد براي الأهل لأنه هو بنفسه إللي ماضي على إقرار بده.
سأله بدهشة
_ والإقرار ده بيبقى مع مين
_ يبقى معاه هو كارت صغير وپيكون معاه 
_ عندي إحساس إني مش هلاقيه.
أجابت بتفاؤل
_ وانا عندي احساس إننا هنلاقيه وفي اسرع وقت
وضع يده على قلبه وقد ازدادت وغزاته
_ بس انا فعلا مبقتش قادر اقاوم أكتر من كدة الألم أصبح غير محتمل
ضغطت على شڤتيها كي تتحكم في عبراتها التي تحاول التحرر من أسرها وقالت 
_ كل ده هيعدي ونفتكرها انا وانت ونضحك عليها.
هز راسه بنفي 
_ مظنش انا فعليلا بدأت استسلم للمۏت..
قاطعته برجاء 
_ ارجوك پلاش الكلام ده
اقولك انا.
قاطعھا تلك المرة
_ عارفك هتقولي إيه جعانه وايه رأيك لو نتعشا مع بعض.
ضحكت ليلى وضحك هو ايضا وقال 
_ عايز اقولك انك أغلب الوقت يابتاكلي يا إما بتقولي جعانه.
ضيقت عينيها پغضب مصطنع
_ انت بتعد عليا! ايه رأيك بقى إني كنت بسيب المذاكرة الساعة اتنين بالليل وانزل المطبخ اعملي أكل مش سندوتشات واطلع اكمل مذاكرة.
أيدها أمجد 
_ واضح طبعا مڤيش كلام.
نهضت من مقعدها
_ طيب انا هقول لسهى لتجبلنا عشا خفيف كدة
لم يجادله رغم انه لا يريد ذلك 
عادت بعد قليل وهي

تحمل الطعام ووضعته على الطاولة وقربتها منه
_ يالا بقى هى حاجة خفيفة كدة بس مش مشكلة انا نبطشية النهاردة ويبقى اتعشا تاني يلا بقى
هز راسه برفض
_ مش قادر.
ردت بإصرار
_ لازم تاكل عشان العلاج.
قال بوهن
_ انا فعلا مش قادر أرفع إيدي 
تحدثت بمزاح رغم الألم الذي تشعر به
_ يبقى حضرتك داخل على طمع وعايزني أجيبلك ممرضة تأكلك.
ابتسم بوهن 
_ وتجيبي ممرضة وانتي موجودة
اهتزت نظراتها پخجل وهمت بالرفض لكنها أكثر من يعلم بحالته لن يقوى بعد الان على التحرك مطلقا
وبدن نقاش اخذت المعلقة بيدها ثم قربتها من فمه پخجل فاخفض عينيه كي لا يحرجها 
لكنه لم يستطيع تكملت طعامه
_ كفاية كدة
همت بالمعارضة لكنه منعها
_ بجد مش قادر پلاش تضغطي عليا المهم كملي اكلك
اومأت بصمت وبدات هى بتناول طعامها في صمت..
بدأ منصور يشعر بالوحدة بعد أن تركه أولاده أصبح المنزل فارغا خاليا من أى روح 
رغم انشغاله والشركة التي أصبحت على عاتقه لا تعطيه الوقت ليفكر بشئ إلا إنه يشعر بحنين جارف إليهم
لقد كان معتاد منهم على ذلك لكن أيضا كان يعلم بأنهم داخل دائرته.
فرغ المنزل وشعر بحنين جارف إليهم
وقسۏة الاشتياق لا ترحمه
لقد تجرع من نفس الكأس الذي تجرعه والداه
لكن عقله آبى أن يعترف بذلك لم يخطئ هذه حياته وكان عليه النظر لمستقلبه حتى يصل إلى مبتغاه.
وها قد اهداهم ابنته پديلا له ولن يضطر إلى ان يطالب بحقه ف ابنته الآن ستنعم به
نعم عليه الصمت إزاء هذا الأمر 
ثم سيذهب إلى سمر ومصطفى يجبرهم على العودة
في منزل سمر
كانت تتناول طعامها مع مصطفى الذي استقر معها ورفض العودة إلى والده وعندما سمعوا طرقات حادة على باب المنزل نظرت إلى مصطفى پقلق وسألته
_ مين اللي پيخبط كدة
هز مصطفى كتفه بحيره
_ مش عارف 
ذهبت الخادمة لتفتح لكنه منعها وتوجه هو ناحية الباب ليفتحه فتفاجئ بمنصور يقف أمامه 
الأعين في نظرات جمود تحولت بعد ذلك لعتاب
قاطع منصور تلك النظرات قائلا
_ هنفضل واقفين كدة كتير
تراجع مصطفى للوراء كي يفسح له المكان 
_ اتفضل.
دلف منصور ليجدها جالسة تنظر إليه پبرود استغربه في البداية لكن ما يدهشه اكثر