الجمعة 27 ديسمبر 2024

عشق لا يضاهى اسماء حميدة

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

إنها بعالم آخر وعندما لم يأته ردا أوقف السائق السيارة بعجالة.
انتبهت سيرين عندما خفت اهتزاز المحرك فجأة وهي في حيرة من أمرها إنهم لم يصلوا بعد... إذا لماذا توقف
نظرت إلى السائق ورأته يتكلم بصمت... حينها أدركت أنها فقدت السمع مرة أخرى
آسفة لا أستطيع سماعك. ماذا تقول
أخيرا نطقت تنفس السائق الصعداء وإذا به يضطر إلى كتابة ما يريد قوله على هاتفه ليخبرها عن حالة أذنها التي لاحظها.
مدت سيرين يدها متأخرة بفتور وهي تشعر بالإحساس الدافئ على أذنها... إذ اعتادت على ذلك
الآن تتمتم وهي تحبس شفتها السفلى بين قواطعها تتمتم بحرج
لا بأس... هذا يحدث معي دائما... أنا بخير.
رغم معاناتها من فقدان السمع لم يحدث لها ڼزيف بهذه الطريقة من قبل الأمر الذي جعلها تشعر بالخزي كلما رآها أحدهم وهي على تلك الحالة.
عاودتها الذكريات قبل عامين خلال تجمع بقصر آل نصران حيث دفعها طارق إلى حمام السباحة... لم تكن سيرين تجيد السباحة وكادت أن ټغرق... وفي الوقت نفسه تمز قت طبلة أذنها بسبب ضغط المياه... وعلى الفور نقلت إلى المشفى ولكن الضرر كان قد حدث بالفعل.
حين ذاك وعندما خضعت للفحص قيل لها أن كل شيء على ما يرام. فلماذا يحدث هذا الآن
ظل السائق قلقا فأوصلها إلى أقرب مشفى كما طلبت... وبعد أن شكرته دخلت سيرين من بوابة الطوارئ بمفردها وللصدفة كانت على علم بجميع مداخل ومخارج هذا الصرح الذي ترتاده دوما.
هذه المرة التقت بطبيبها المعتاد تقول
دكتور ياسين ذاكرتي أصبحت سيئة جدا في الآونة الأخيرة... أنسى دائما ما أفعله قالتها وقد استرجعت أحداث قريبة عندما استيقظت في الفندق هذا الصباح إذ استغرقت وقتا طويلا لتتذكر أنها يجب عليها أن تتقدم بطلب الطلاق من ظافر.
نظر ياسين إلى تقريرها الأخير بقلق
السيدة تهامي أعتقد أنه يجب عليك التفكير في إجراء اختبار لأشياء أخرى... على وجه التحديد مشاكل الصحة العقلية.
الصحة العقلية!! أو كان ينقصها! ابتسمت سيرين بكسرة تومأ برأسها وهي تحاول كبح دمعاتها من الانحدار أمام ذاك الذي يرمقها بوله وأعينه تفيض بعشق محكوم عليه بالوئد.
وبناء على توصية ياسين ذهبت سيرين للحصول على تشخيص نفسي... وتبين أنها تعاني من اكتئاب حاد... واكتشفت أن المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد غالبا ما يشتكون من فقدان الذاكرة.
قبل أن تعود سيرين إلى الفندق توقفت واشترت دفترا وقلما وبدأت تكتب كل ما حدث مؤخرا... ووضعت الدفتر بجانب سريرها ليكون أول ما تراه عند استيقاظها في الصباح.
انتشر خبر طلاقها من ظافر بسرعة البرق... وفي تلك الليلة اتصلت بها سارة مرارا وتكرارا لكنها لم ترد على اتصالاتها... وعندما استيقظت في الصباح التالي وجدت مجموعة من الرسائل النصية من سارة.
أين أنت
من تظنين نفسك حتى لو كنت ستحصلين على الطلاق كان ينبغي أن يكون ظافر هو من يطلب ذلك!
أنت حقا مصدر نحس! عندما تزوجت تعرض والدك لحاډث سيارة وتوفي... ماذا سيحدث الآن بعد طلاقك هل تريدين أن تعلن مجموعة تهامي إفلاسها هل هذا كل شيء
حدقت سيرين في الرسائل فقد اعتادت الآن على الإساءة اللفظية... وكتبت ردا مختصرا
أمي لقد حان الوقت لنعيش وفقا لمزايانا الخاصة... لا ينبغي لنا أن نعتمد على الآخرين كثيرا.
كان رد سارة سريعا
أنت حقا جاحدة للنعمة! لم يكن ينبغي لي أن أنجبك في المقام الأول!
لم تهتم سيرين بالرد على هذا الكلام بل
وضعت هاتفها جانبا... فقد كانت تعلم أن عليها الانتظار فقط لمدة شهر... وبمجرد انتهاء إجراءات الطلاق ستتمكن من مغادرة المدينة وبدء حياة جديدة حياة اختارتها هي بنفسها بعيدة عن الظلال الثقيلة التي خيمت على ماضيها.
تدهورت صحة سيرين خلال الأيام القليلة التالية فأصبحت تجد نفسها في كثير من الأحيان صماء تماما... وفي بعض الأحيان كانت قدرتها على السمع تستغرق وقتا طويلا حتى تعود إلى طبيعتها... لم يكن الأمر مقتصرا على حاسة السمع فحسب بل كانت ذاكرتها أيضا تتدهور بشكل مقلق.
ولكن على الجانب المشرق وعلى الرغم من أن فقدان السمع كان غير قابل للشفاء إلا أنها استطاعت على الأقل أن تفعل شيئا حيال الاكتئاب الذي كان يثقل كاهلها... إذ جاهدت سيرين بكل ما أوتيت من قوة لإبقاء نفسها سعيدة فقررت الانشغال بالتطوع عبر الإنترنت... وقضت معظم أوقاتها في رعاية المسنين والأيتام المهجورين وكان هذا العمل يمنحها شعورا بأن حياتها لا تزال ذات قيمة ومعنى.
مرت الأيام وسيرين مستمرة في نمط حياتها الجديد... وذات صباح استيقظت كعادتها وراجعت دفتر ملاحظاتها... إذ كانت تستعد للخروج إلى دار الأيتام وذلك عندما لاحظت وجود العديد من الرسائل غير المقروءة على هاتفها... فتحت الرسائل واحدة تلو الأخرى لتكتشف محتواها.
أول رسالة كانت من سارة
كما أردت تماما أيتها الحمقاء مجموعة تهامي لم تعد موجودة.
ثم جاءت رسالة من أخيها تامر 
استمري في الاختباء... أنت حقا الشخص الأكثر جبنا وقسۏة الذي رأيته في حياتي.
وأخيرا كانت هناك رسالتان من دينا
أتقدم بخالص التعازي سيرين... في الواقع أعتقد أن مجموعة تهامي ستزدهر بشكل أفضل تحت قيادة حبيبي ظافر... ولكن نظرا لأن عائلتك ساعدتني كثيرا في الماضي فأخبريني إذا كنت بحاجة إلى أي شيء كي أساعدك إذا استطعت. وختمت رسالتها بصورة متحركة لمهرج يخرج لها طرف لسانه.
كانت سيرين مذهولة وغير مدركة لما يحدث... وسرعان ما أغلقت تطبيق المراسلة وهي تشعر بالارتباك إذ تلقت إشعارا بأحدث الأخبار مما زاد من حيرتها وقلقها.
ترى ما فحوى هذا الإشعار
رواية عشق لا يضاهى كاملة وحصرية هنا فقط ولمعرفة مواعيد النشر يرجى الانضمام إلى جروب الفيس روايات الأسطورة أسماء حميدة أو متابعة البيدچ الخاصة بي الكاتبة أسماء حميدة.
عشق لا يضاهى تمصير أسماء حميدة.
العاطفة 5
تابعت سيرين الأخبار وشاهدت المؤتمر الصحفي الذي عقدته مجموعة نصران... كان المؤتمر إعلانا عن نجاح ظافر في الاستحواذ على مجموعة تهامي... ابتسمت سيرين بحزن فالآن لم تعد شركة جمال التهامي موجودة في هذا العالم... وأخذت تردد بينها وبين حالها بأن الأمور في نهاية المطاف قد أصبحت أكثر متعة بالنسبة لظافر فها هو قد استحوذ على مجموعة تهامي وانتقم صفقت وهي تقهق بهيستيرا أقرب إلى الجنون حتى أدمعت عيناها واڼهارت باكية تجثو على ركبتيها في وضعية السجود تطرق الأرض بقبضتيها.
لقد حصلت عائلة تهامي أخيرا على ما تستحقه لخداعك في زواج فاشل كهذا منذ ثلاث سنوات. قالها طارق ضاحكا... ولكنه غير الموضوع في اللحظة التالية وسأل ظافر
ظافر هل اقتربت منك سيرين خلال الأيام القليلة الماضية
تجمد ظافر بأرضه أثناء توقيعه على وثيقة ما ولم يكن يعلم السبب في شعوره هذا لكن الأشخاص من حوله ظلوا يذكرون سيرين كثيرا هذه الأيام.
لا
أجاب ظافر ببرود صدم طارق الذي أخذ يفكر كيف استطاعت سيرين ألا تفعل شيئا عندما حدث لعائلتها شيء بشع بهذا الحجم لذا تحدث مرة أخرى
هل من الممكن أنها عادت إلى وعيها أخيرا لقد سمعت أن عائلتها تبحث عنها في كل مكان... ولا أحد يعرف أين ذهبت
ومع استمرار طارق في الثرثرة عنها عبس ظافر وشعر بالانزعاج الشديد بعد أن هاجمه شعور غريب بالغيرة والفضول أيضا ولكنه قاوم أي

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات