الإثنين 06 يناير 2025

رواية الاب الغامض بقلم باميلا ٩

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

والسيدة تريفور بشكل مناسب. أنا لا أنسى معروف أحد وأقدر كل ما فعلتموه من أجلي. 
تأثر مالكولم بكلماتها وقال ممازحا 
يبدو أنني يجب أن أقدم هذه المكسرات لدونا قبل أن آكلها. 
ضحكت ناتالي وهي تدير عينيها قائلة 
درامي كالعادة سيدي. 
بينما استمر الحديث بينهما عرض مالكولم قائلا 
ناتالي كبيرك هنا اليوم أيضا. عندما ينتهي المؤتمر ما رأيك أن آخذك لتقابليه 
ابتسمت ناتالي وأجابت 
بالطبع أريد مقابلته. لكن عليك أن تعدني بألا تحول الأمر إلى جلسة تعارف! 
وأشارت إلى أنفه بمرح 
سيدي أنا جادة. شريكي متملك للغاية. إذا اكتشف أنك تحاول تدبير أمر كهذا فلن يتردد في مهاجمتك! 
ضحك مال كولم وقال مازحا 
ناتالي يبدو أن الرجل الذي تحبينه مچنون قليلا.
الفصل 509 المعرفة الطبية 
في تلك اللحظة سمع صوت عطسة من الغرفة المجاورة حيث كان يجلس صموئيل. 
هل أصبت بنزلة برد سيد باورز هل يجب أن نستدعي طبيبا سأله بيلي بقلق بينما نظر إليه بعينين متسعتين. 
هز صموئيل رأسه ونفى بابتسامة باردة 
لا أعاني من نزلة برد. وحتى لو كنت مريضا فإن خطيبتي لديها معرفة طبية
واسعة. يمكنني ببساطة الاعتماد عليها. 
جعلت ملاحظته المليئة بالاعتزاز الجميع في الغرفة يشعرون بالحرج حيث أدركوا أن صموئيل استغل اللحظة لإظهار حبه العميق لناتالي. 
بيلي الذي كان مهتما بصحة صموئيل تنهد بصمت مدركا أنه لن يفلت أبدا من تعليقات السيد العاطفية. 
في مكان آخر كان الجميع ينتظرون بشغف الخطاب الذي ستلقيه يارا في النصف الثاني من المؤتمر. ولكن عندما صعدت إلى المسرح بدت شاحبة وكأنها فقدت السيطرة على نفسها تماما. 
ألقت خطابها لكن كلماتها خرجت بلا روح فبدت للجميع وكأنها تردد النصوص المعلبة دون أي قناعة. 
غادرت المسرح بخطوات متثاقلة بينما جلس توماس بين الحشد وجهه يعكس مزيجا من خيبة الأمل والڠضب. 
كنت أتوقع منك الكثير ولكن هذا ما تقدمينه لي سألها ببرود لاحقا. 
أما يارا فقد جلست في مقعدها وكأنها في عالم آخر غير مدركة لكل ما كان يحدث من حولها. 
بالرغم من ذلك لم يكن لدى توماس الشجاعة لمواجهتها أمام الجميع لكنه غادر المكان متذمرا من أدائها البائس. بدا واضحا أنه لم يعد يرى فيها سوى ورقة خاسرة في لعبة المكائد. 
في غرفة خاصة بالطابق الثاني كان مالكولم يجادل ناتالي بينما يحتسيان القهوة. 
أريدك فقط أن تلتقي بشيخك الأكبر. من المضحك أنكما لم تلتقيا من قبل رغم أنكما تلميذان لنفس المعلم! قال مالكولم محاولا إقناعها. 
نظرت ناتالي إليه بعينين ضيقتين ثم أشارت إلى أنفه وقالت 
إذا كنت تكذب علي فسأطلب من السيدة تريفور البحث عن جميع الأشياء التي أخفيتها! 
ضحك مالكولم بحرارة وقال بثقة 
أقسم أنني صادق! لن تخيب ظنك أبدا. 
شعرت ناتالي بالراحة لرؤية هذا الجانب الطفولي من معلمها ووافقت قائلة 
حسنا سألتقي به الليلة. لكني أقول لك لا تحاول لعب دور كيوبيد. 
ارتسمت بسمة عريضة على وجه مالكولم وعيناه تتألقان بحماس كأنه قد حقق انتصارا كبيرا. 
بعد انتهاء حديثها معه اتصلت ناتالي بصموئيل لتبلغه بخططها. 
سأعود إلى المنزل متأخرا الليلة صموئيل. 
رد صموئيل بصوت يحمل خيبة أمل طفيفة 
ألا يمكنك المغادرة معي 
لا هناك حفل احتفالي الليلة. 
رغم أن ناتالي لم تخبره بتفاصيل الحفل إلا أنها كانت متحمسة لمقابلة الشيخ الذي لم تره قط من قبل والذي سمعت عنه الكثير من الثناء من سيدها. 
لا تشربي كثيرا. 
تمام. 
ولا تتعاملي مع الرجال الآخرين بشكل حميم. 
تمام. 
واحتفظي بي في ذهنك دائما. 
ضحكت ناتالي بخفة وأجابت حسنا. 
ابتسم صموئيل بارتياح وقال 
لا بأس سأذهب لأخذك لاحقا. 
بعد انتهاء المكالمة سمع صموئيل طرقا على الباب. 
السيد باورز إنه سيدك... 
دعه يدخل. 
تقدم مالكولم نحو صموئيل بابتسامة عريضة وقال 
لم تقابل متدربتي الصغيرة من قبل أليس كذلك سألتقي بها الليلة. كانت متحمسة للغاية لمقابلتك. أليس هذا وقتا مناسبا لتقديم
معروف صغير لي 
الفصل 510 ل الفصل 512
الفصل 510 مختطف 
تأمل صموئيل وجه مالكولم بنظرة متفحصة وقال بلهجة حذرة 
هل أنت متأكد من أنك لا تخطط لشيء آخر 
أجاب الرجل العجوز بابتسامة بريئة ووجه يحمل ملامح الجدية 
بالطبع لا! كل ما أريده هو أن تعرفني على الشاب الذي لديك. إذا كنت أكذب فسأسمح لدونا بمصادرة كل ما أخفيته من أموال ومخصصات! 
صمت صموئيل لوهلة قبل أن يوافق 
حسنا لكن لدي عمل لأقوم به الآن. ربما نلتقي لاحقا. 
رد مالكولم بحماس 
لا بأس بذلك. فقط أرسل لي العنوان وسأنتظرك في المطعم مع صديقك. 
غادر مالكولم الغرفة بابتسامة عريضة بينما هز صموئيل رأسه في استسلام. 
لا يهمني إذا حاول المعلم أن يدفعني للارتباط بتلك الفتاة لكنني وجدت بالفعل حب حياتي. لا امرأة أخرى تستطيع جذب انتباهي مهما كانت. 
في مكان آخر كانت ناتالي تواجه موجة من الأشخاص الذين حاولوا التقرب منها بعد أن كشف عن أنها رئيسة شركة دريم. كانت تلك اللحظات مصدر إزعاج كبير لها لكن الحراسة المحكمة التي رتبها زاكاري لصالح مالكولم ساعدتها على الخروج بسلام. 
بينما كانت السيارة التي تقل ناتالي ومالكولم تغادر المكان مرت بجانب يارا التي كانت تسير في الشارع كدمية مکسورة وجهها شاحب وكأنها فقدت الروح. 
تمتم مالكولم بامتعاض 
يا لها من خاسرة سيئة! 
ردت ناتالي ببرود وهي تنظر إلى يارا من نافذة السيارة 
ليست خاسرة بالكامل. ما زال هناك الكثير مما يحمله اسمها. 
ابتسم مالكولم بخبث وهو يتأمل ناتالي 
إنها قاسېة تماما مثل صموئيل. إنهما متشابهان إلى درجة الكمال حتى في القسۏة. لا شك أنني سأجعل هذه الليلة مميزة لكليهما. 
لكن يارا لم تكن تعلم أن ناتالي كانت في السيارة التي مرت بجانبها. أما سيارة رولز رويس التي تبعتها فقد كانت تخص والدها توماس. 
شعرت بالخذلان وهي ترى السيارة تمر بجانبها دون توقف. ابتسمت بسخرية مريرة وهمست لنفسها 
إنه والدي البيولوجي... يتجاهلني وكأني لا شيء. تحدث معي بلطف حين احتاجني والآن بعد أن أصبحت بلا فائدة أدار ظهره لي. 
كانت تلك الحقيقة التي تعلمتها يارا منذ طفولتها ورغم كل ذلك لم تكن تشعر بالحزن بقدر ما شعرت بخيبة الأمل. 
لكن الألم الحقيقي الذي اعتصر قلبها كان إدراكها أنها لم تستطع طوال خمس سنوات أن تصبح السيدة التي تحلم بأن تكونها لعائلة باورز. كل محاولاتها للاقتراب من صموئيل باءت بالفشل وكان يبتعد عنها أكثر مع كل يوم. 
سارت يارا ببطء تتأرجح بين الضحك والبكاء وكأنها فقدت السيطرة على مشاعرها تماما. 
فجأة توقفت سيارة صغيرة بيضاء بجانبها. نزل منها رجلان يرتديان نظارات شمسية وملابس سوداء واتجها نحو يارا بسرعة. 
ومن أنتما سألت يارا وقد اتسعت عيناها پخوف. تابعت بصوت مرتعش 
سأصرخ إذا حاولتما لمسي!
لكن ټهديدها لم يثر قلق الرجلين. قام أحدهما بتغطية فمها بقطعة قماش مبللة برائحة نفاذة من الأثير. 
ممم... حاولت يارا المقاومة لكن بعد لحظات تراجعت عيناها إلى الخلف وأغمي عليها. 
حملها الرجلان بسرعة إلى السيارة الصغيرة وانطلقا بها بعيدا في أقل من دقيقة. 
الفصل 511 من سمح لك بلمسي 
في أجواء هادئة داخل أكابيلا كانت ناتالي ومالكولم ينتظران وصول صموئيل في غرفة خاصة. دخلت امرأة ترتدي فستانا ضيقا لتقديم الشاي لهما بينما بدأ مالكولم حديثه بطلب غير متوقع 
ناتالي ألا تعتقدين أن الوقت قد حان لخلع هذا القناع الواقعي لا أقول إنك تبدين سيئة به لكنني لست معتادا على رؤيتك هكذا. 
رفعت ناتالي كوب الشاي مترددة للحظة قبل أن ترد بابتسامة ساخرة 
لماذا تسأل عن هذا الآن يا عجوز 
أجاب مالكولم بحذر 
لأنك ستقابلين رئيسك اليوم. ألا تعتقدين أن من غير المناسب أن تظهري له وجها ليس لك 
ابتسمت ناتالي ببرود وهي تحرك الشاي في كوبها 
هذا يعتمد على حالتي المزاجية. 
تراجع مالكولم دون تعليق آخر وبدأ يشعر أنه مهما حاول لن يتمكن من تغيير طريقة تفكيرها. 
في المساء وصل صموئيل إلى أكابيلا. كان يرتدي بدلة داكنة وأزرار أكمام من الياقوت الأزرق تضيف لمسة من الفخامة إلى مظهره الأنيق. مع هيئته الجذابة ووجهه الوسيم جذب الأنظار من اللحظة التي دخل فيها. 
في طريقه إلى الغرفة الخاصة لاحظ مشهدا بين مديرة المطعم وإحدى العاملات شيرين. 
كانت المديرة تصرخ على شيرين بحدة 
لقد مر شهر على عملك هنا شيرين ومع ذلك تقدمين الطبق الخطأ إذا حدث هذا مرة أخرى من الأفضل أن تتركي المكان. 
حاولت شيرين الاعتذار مرارا وعيناها مليئتان بالدموع. 
صموئيل الذي شاهد كل شيء ظل غير مبال. كان معروفا بعدم تعاطفه مع الآخرين باستثناء ناتالي التي احتلت مكانة خاصة في قلبه. 
لكن الأمور لم تنته هنا. أثناء ابتعاد شيرين عن المديرة اصطدمت بصموئيل عن طريق الخطأ. انسكب الشراب الذي كانت تحمله على صدره فتجمدت في مكانها من الصدمة. 
حاولت على الفور مسح الشراب بيدها لكن صموئيل أمسك بمعصمها بقوة قائلا ببرود 
من سمح لك بلمسي 
ارتبكت شيرين وبدأت بالاعتذار بسرعة 
أنا آسفة جدا! لم أفعل ذلك عن قصد. أردت فقط أن أساعدك... 
رفعت عينيها لتنظر إليه فتجمدت مرة أخرى. وسامته جعلتها عاجزة عن الكلام كما لو كانت ترى شخصا من عالم آخر. 
ترك صموئيل معصمها وقال بصوت حاسم 
لا داعي لذلك. 
ثم توجه إلى الحمام لتنظيف نفسه متجاهلا نظراتها المتفاجئة. 
شيرين التي كانت تقف في مكانها تحدق في ظهره شعرت بشيء غريب داخلها. لأول مرة في حياتها اختبرت شعور الوقوع في حب شخص من النظرة الأولى. 
دفعتها زميلتها بمرفقها قائلة
هذا الرجل وسيم جدا. صحيح أنه بارد لكنه لم يحاول إهانتك بسبب ما حدث. هذا شيء جيد. 
أومأت شيرين برأسها ببطء ثم ترددت للحظة قبل أن تقول زميلتها 
اذهبي واحضري له منشفة. 
مع شعور بالارتباك والأمل هرعت شيرين للقيام بما قيل لها. 
داخلها شعرت وكأنها حصلت على فرصة من القدر ولم تكن مستعدة لتفويتها.
الفصل 512 الغيرة 
في غرفة الانتظار الخاصة كان مالكولم يحتسي الشاي مع ناتالي منتظرين وصول المتدرب الذي تأخر. بعد لحظات من الانتظار نهضت ناتالي متجهة إلى الحمام. 
في حمام الرجال كان صموئيل يغسل بقع الشراب عن قميصه. عيونه الباردة والمستاءة كانت تعكس مدى انزعاجه. فجأة دخلت شيرين التي ارتدت فستانا أنيقا بشق جانبي وكان مظهرها يجمع بين البراءة والقوة 
اقتربت منه بابتسامة خجولة وقالت 
سيدي قميصك مبلل. دعني أساعدك بتنظيفه. 
رفع صموئيل حاجبيه ببرود وقال بصرامة 
اخرجي. 
صدمت شيرين من ردة فعله الحادة. كانت تعتقد أن وسامتها قد تكسبها فرصة للتقرب منه. لكنها لم تستسلم وأردفت 
أعتذر عن الإزعاج. أريد فقط مساعدتك. سأقوم بعمل جيد وأعدك أنك سترضى عن النتيجة. 
صموئيل تجاهل كلماتها لكن قبل أن تتمكن من الاستمرار توقفت فجأة عندما ظهرت ناتالي عند الباب. 
ماذا تفعلين هنا سألت ناتالي بنبرة هادئة لكنها حادة متقدمة بخطوات ثابتة نحو شيرين. 
ردت شيرين وهي تحاول الحفاظ على رباطة جأشها 
هذا لا يعنيك. إنه بيني وبينه. 
ابتسمت ناتالي بسخرية وقالت 
حقا هل كنت ستساعدينه بالتنظيف لو لم أكن هنا 
شعرت شيرين بالتوتر لكنها لم ترغب في التراجع. قررت تحدي ناتالي وقالت 
حسنا إذا كنت تظنين أن بإمكانك القيام بذلك بشكل أفضل خذي المنشفة. 
أخذت ناتالي المنشفة بابتسامة واثقة ثم استدارت نحو صموئيل الذي كان

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات