الإثنين 06 يناير 2025

رواية الاب الغامض بقلم باميلا ٩

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

يراقب المشهد بصمت. 
صموئيل يشعر باسترخاء مفاجئ. نظر إليها بابتسامة خفيفة مما أظهر جانبا لطيفا لم يظهره أمام أي شخص آخر. 
مما جعل ناتالي تضيق عينيها بتذمر 
وسيم جدا لدرجة أنه يجذب المتاعب أينما ذهب. 
من جانبها كانت شيرين تقف مذهولة. 
مستحيل... فكرت شيرين وهي غير قادرة على تصديق ما تراه. 
كانت قد بذلت كل ما في وسعها لإثارة إعجاب صموئيل لكنه ظل باردا وغير مهتم. ومع ذلك أمام ناتالي لم يكتف فقط بالسماح لها بمساعدته بل بدا وكأنه يستمتع بذلك. 
الفصل 513 ل الفصل 515
الفصل 513 المنافس غير الجدير 
كانت شيرين تشعر بالذل والإهانة بعد أن رفضها صموئيل ببرود 
صړخت بحدة 
لماذا تسمح لامرأة مثلها بمسحك بدلا مني! 
لكن صموئيل وكعادته لم يبد أي رحمة أمسك بيد ناتالي الصغيرة ضغطها وقال بتهكم 
هل تعتقدين حقا أنك تضاهينها بأي شكل 
تلعثمت شيرين پصدمة 
ما الخطأ في أين أفشل 
أجابها صموئيل بنظرة باردة 
من رأسك حتى قدميك ثم أضاف بحدة غادري لا أريد أن أرى وجهك هنا مرة أخرى 
أثرت كلماته القاسېة بشدة على شيرين فانسابت دموعها بغزارة وهي تهرول مبتعدة لكنها تعثرت بكعبها العالي وسقطت أرضا ألقت نظرة أخيرة على صموئيل على أمل أن يظهر أي قلق تجاهها لكنه لم يعرها أي انتباه مما زاد من چرح كبريائها 
نهضت شيرين بصعوبة وغادرت المكان بينما كانت الدموع تملأ عينيها 
أما ناتالي فقد حاولت الإفلات من قبضة صموئيل قائلة 
دعني أذهب! يمكنني القيام بعملي بدوني! 
لكنه شد ذراعها وجذبها نحوه بابتسامة ساخرة 
قميصي لا يزال مبللا أليس من واجبك إنهاء العمل 
تمتمت ناتالي بنبرة ممتعضة 
ذراعي تؤلمني لم أعد أرغب في الاستمرار 
لكن قبل أن تتمكن من تحرير يدها بالكامل شد صموئيل خصرها نحوه بيده الأخرى وقال بابتسامة ساخرة 
هل ما زلت غاضبة 
حاولت ناتالي إنكار مشاعرها قائلة 
لا شيء يدعو للڠضب! 
أجابها صموئيل بجدية وهو ينظر في عينيها 
أريد فقط أن أوضح شيئا لم أسمح لأي امرأة بلمسي مطلقا ولا أنوي السماح بذلك أبدا 
ناتالي رغم محاولتها التظاهر بالبرود شعرت بحرارة كلماته ودفء نواياه 
ابتسم صموئيل فجأة بمكر لم يحصل على مبتغاه إذ اعترضت يد ناتالي طريقه وقالت بنبرة جادة 
توقف! لدي موعد مع شخص مهم لا أريد أن أبدو غير لائقة 
رفع صموئيل حاجبيه وقال بتهكم 
شخص مهم 
أكدت ناتالي بثقة 
نعم إنه مدربي إنه بمثابة أخي الأكبر 
لكن قبل أن تنهي كلماتها جذبها صموئيل نحوه 
للحظة قبل أن يبتعد عنها أخيرا بابتسامة منتصرة 
الآن يمكنك الذهاب قال لها بينما لكن تذكري ألا تخلعي قناعك الواقعي اتصلي بي عندما تنتهين وسأكون هناك لأخذك 
غادر صموئيل المكان بثقة تاركا ناتالي متجمدة في مكانها تلتقط أنفاسها بصعوبة 
إنه متسلط جدا! فكرت ناتالي وهي تشعر بالضيق من تصرفاته لكنها في الوقت ذاته لم تستطع إنكار شعورها بالأمان قربه 
في الغرفة الخاصة كان مالكولم يسترخي بملل لكنه نهض فور رؤية صموئيل يدخل الغرفة 
صموئيل! أخيرا أنت هنا!
الفصل 514 اللعب پالنار 
دخل صموئيل الغرفة الخاصة وألقى تحية مقتضبة على مالكولم الذي لم يستطع منع نفسه من التعليق
صموئيل حاول ألا تبدو مخيفا وجهك الحجري قد يرعب تلميذك الجديد! 
رد صموئيل ببرود 
وجهي دائما يبدو هكذا 
رفع مالكولم حاجبه محذرا 
استمع لي جيدا الجميع بمن فيهم أنا ودونا معجبون بتلميذتك الجديدة إذا فكرت في التنمر عليها فلن يسامحك أحد 
هز صموئيل كتفيه بلا مبالاة وأجاب 
لا يهمني أي شيء عنها إذا كنت تخطط لترتيب شيء بيننا أنصحك بالتخلي عن الأمر 
ابتسم مالكولم بمكر وقال 
احتفظ بكلماتك حتى تراها 
ولكن صموئيل أصر 
لا يهمني كيف تبدو حتى لو كانت تمتلك جمالا قادرا على قلب الأمم فلن أكون مهتما 
كانت تلك الكلمات آخر شيء توقعته ناتالي عند دخولها الغرفة توقفت عند الباب للحظة بينما كان جانبها المرح يتحفز عند رؤية وجه صموئيل المألوف 
يا له من لقاء غريب صموئيل هو زميلي الأكبر يا له من حظ! حان الوقت لأستمتع قليلا بمضايقته! فكرت ناتالي وهي تتقدم بخطوات واثقة نحو الرجلين 
قالت ناتالي بابتسامة ماكرة 
سيدي طالما أن كبيري ليس مهتما بي لماذا تستمر في محاولة الإيقاع بنا 
وأضافت وهي ترفع حاجبيها باستهزاء 
بصراحة هناك الكثير من كبار السن الآخرين أنا متأكدة أن هناك من هم أكثر لطفا منه بكثير! 
تغير تعبير مالكولم إلى القلق ونهض لتهدئة ناتالي قائلا 
لا تهتمي بما قاله صموئيل يتحدث دائما دون تفكير لا تدعي تعليقاته تؤذيك 
وبعد أن طمأنها استدار ليوبخ صموئيل 
أيها الأحمق! لقد أفسدت كل شيء هل كان عليك أن تكون وقحا بهذا الشكل 
حينها الټفت صموئيل ليرى ناتالي تقف عند الباب تصلبت ملامحه عندما أدرك وجودها وشدد قبضته على فنجان الشاي مما أدى إلى ارتجاف الكوب 
قال بصوت هادئ لكنه مشحون بالغيرة 
من هو الشخص المميز الذي أردت مقابلته غيري 
ابتسمت ناتالي بتحد وأجابت 
طلابي الكبار الآخرون أي شخص غيرك بصراحة ألم تقل للتو أنك لن تهتم بي مهما كنت جميلة 
رد صموئيل بحدة 
انتبه لما تقوله 
لكن ناتالي استمرت في مضايقته قائلة 
كنت أكرر كلماتك فقط أين الخطأ في ذلك 
قال صموئيل بصوت منخفض محذر 
أنت تلعبين پالنار 
ردت ناتالي بابتسامة ماكرة 
وماذا عن ذلك 
شعر مالكولم بالإحباط وهو يشاهد تبادلهما الحاد وبخ صموئيل قائلا 
حقا هل كان عليك التحدث بهذه الطريقة إذا استمررت في التنمر على ناتالي فسأطردك من هنا! 
لكن صموئيل لم يستجب تقدم نحو ناتالي مما جعل طبيعة علاقتهما واضحة 
اندفع مالكولم بقلق وقال پغضب 
صموئيل! ماذا تحاول أن تفعل لناتالي 
لكن صموئيل اكتفى بالتحديق في ناتالي بنظرة غامضة مما زاد الأمور توترا 
الفصل 515 القدر يجمعهما 
اڼفجرت ناتالي ضاحكة عندما رأت ارتباك مالكولم وهو يحاول فهم الوضع لكن ضحكتها سرعان ما توقفت عندما شعرت
بصموئيل يسحبها
قال صموئيل بحزم وهو ينظر إلى مالكولم 
سيدي إذا كانت ناتالي هي الطالبة الأصغر التي كنت تتحدث عنها فأنا أعتذر عن كل ما قلته سابقا ناتالي هي حب حياتي وإذا طلبت منك في المستقبل أن تقدمها لأي رجل آخر فارفض ذلك فورا وقل لها أن تكف عن المزاح 
رفع مالكولم حاجبيه محاولا استيعاب كلمات صموئيل بينما نظر إلى ناتالي الواقفة في أحضان صموئيل سأل بصوت متردد 
هل أنتما زوجان 
أجاب صموئيل بثقة 
نعم 
لم يستطع مالكولم إخفاء حماسته وقال 
هذا رائع! من كان يعتقد أن تلاميذي سيلتقون دون تدخلي ويقعون في الحب 
لكن ناتالي ضيقت عينيها وأجابت ساخرة 
صموئيل هل حقا لا تعرف كيف تمزح كنت أقول ذلك فقط للمزاح 
رد صموئيل بجدية وهو يرفع حاجبيه 
وهل تعتقدين أنني سأسمح لامرأتي بمثل هذه المزحات 
أجابت ناتالي وهي تحاول فك قبضته 
فهمت لن أفعل ذلك مرة أخرى 
رغم علاقتهما شعرت ناتالي بالخجل من إظهار أي مظاهر حب أمام الآخرين اقترحت لتغيير الجو 
سيدي كبيري دعوني أعد لكما بعض الشاي 
أعدت ناتالي الشاي بمهارة وقدمت كوبين لصموئيل ومالكولم بينما كان الأخير يحتسي الشاي بابتسامة قال بمرح 
لا بد أن هذا هو القدر! لم أعتقد أبدا أنكما ستلتقيان بهذه الطريقة 
نظرت ناتالي إلى صموئيل وسألته بهدوء 
هل تعرف شيئا عن الأدوية والطب 
أجاب صموئيل بابتسامة هادئة 
لم أقل أبدا إنني لا أعرف 
تذكرت ناتالي أنها أتت لتتعلم الطب من مالكولم لكنها فوجئت بمعرفة صموئيل العميقة في المجال أدركت فجأة أن صموئيل ليس مجرد رجل أعمال بل يمتلك مواهب متعددة كانت تخفيها الظروف 
التقت عيونهما عندما وضع صموئيل كوبه وقال 
لكن خبرتي الطبية لا تقارن بخبرتك لقد عملت في هذا المجال لعام واحد فقط قبل أن أعود إلى إدارة أعمال عائلتي 
علق مالكولم بفخر 
رغم قلة خبرته فقد تعلم خلال عام ما يستغرق عشرين عاما لتعلمه 
سأل صموئيل بفضول 
بالمناسبة لماذا اخترت ناتالي كمتدربة لك 
أثناء السؤال ارتبكت ناتالي وسقط الشاي على يدها مما تسبب بحروق خفيفة 
أمسك صموئيل بيدها بقلق وسأل 
هل أنت بخير لماذا أنت مهملة هكذا 
حاولت ناتالي التخفيف من الأمر قائلة 
إنه لا شيء 
لكن صموئيل أجاب بحزم 
لا شيء يدك حمراء بالكامل 
التقط زجاجة ماء بارد وسكبها على يدها بلطف فيما ظل القلق واضحا في ملامحه
الفصل 516 ل الفصل 518
الفصل 516 بلا كلام 
رفرفت رموش ناتالي وهي تقول بهدوء 
إنه حقا لا شيء. 
لكن صموئيل لم يقتنع خاصة عندما رأى يدها المصاپة. بدا عليه الانزعاج لكنه عندما رفع عينيه إليها لاحظ عجزا غريبا في نظرتها. 
كانت ناتالي دائما قوية وواثقة لكن هذه اللحظة بدت مختلفة وكأن هناك ذكريات مؤلمة تخالجها. 
أمسك صموئيل يدها بلطف وأكمل معالجة جرحها بصمت محاولا تهدئتها. 
جلس مالكولم يراقب المشهد بنظرات هادئة ثم ارتشف من كوب الشاي وتنهد قائلا 
إنها ليست المرة الأولى التي أرى فيها هذا الحزن في عينيها. 
عاد بذاكرته إلى لقائه الأول مع ناتالي حينما كانت مڼهارة تماما بعد ماض مظلم يثقل كاهلها. حتى الآن كان هذا الچرح النفسي حاضرا رغم محاولاتها المستمرة للابتسام. 
تجنب مالكولم وصموئيل الحديث عن هذا الموضوع الحساس. ثم قال مالكولم محاولا تغيير الأجواء 
حسنا بما أن الأمور هدأت لماذا لا نتناول العشاء ناتالي أزيلي قناعك ودعينا نرى وجهك الحقيقي. أفضل مظهرك الطبيعي. 
امتثلت ناتالي لطلبه وأزالت قناعها الواقعي كاشفة عن جمالها الطبيعي الساحر. 
جلس الثلاثة حول الطاولة حيث أحضروا الطعام واحتفلوا على طريقتهم. استغل مالكولم الفرصة لشرب الكثير من الشراب بعيدا عن رقابة زوجته دونا التي تمنعه عادة. 
ومع السكر بدأ مالكولم يتحدث بصوت حنجري 
صموئيل عليك أن تعتني بناتالي جيدا! بالنسبة لي ولزوجتي هي كابنتنا التي لم ننجبها أبدا. إذا آذيتها يوما ما سأطاردهما أنا ودونا شخصيا لكسر ساقيك! 
ابتسم صموئيل بهدوء ورد عليه بثقة 
لا تقلق يا سيدي. ناتالي هي حب حياتي. سأفعل كل ما بوسعي لأجعلها سعيدة. 
بدت السعادة على وجه مالكولم وهو يربت على يد صموئيل قائلا 
حسنا صموئيل. سأصدقك. ولكن تذكر سأراقبك حتى آخر يوم في حياتي. 
شعرت ناتالي بامتنان عميق تجاه كلمات مالكولم. رغم أنها كانت تحب مشاكسته إلا أنها أدركت كم يعني لها هذا الرجل الذي اعتبرها عائلته. 
بعد انتهاء اللقاء طلب صموئيل من أحد السائقين إيصال مالكولم إلى الفندق. ثم أعاد ناتالي بنفسه إلى منزل عائلة باورز. 
جلست ناتالي في المقعد الأمامي وهي تتذكر أحداث اليوم. ابتسمت وهي تفكر في رحلتها الطويلة والصعوبات التي تجاوزتها محاطة الآن بأشخاص يهتمون بها. 
مع تكييف الهواء المريح وضوء القمر الهادئ شعرت ناتالي بالنعاس وغفت أثناء الرحلة. 
عندما توقف صموئيل أمام المنزل استدار ليخبرها أنهم وصلوا لكنه وجدها نائمة. 
كانت تبدو هادئة وارتفعت وانخفضت أنفاسها بانتظام. ارتعشت رموشها بخفة وبدا وجهها مضيئا تحت نور القمر الفضي. 
نظر إليها صموئيل بابتسامة دافئة وهمس لنفسه 
أستطيع قضاء الأبدية فقط وأنا أشاهدك. 
لم يوقظها بل ظل يتأملها بصمت ممتنا لوجودها في حياته.
الفصل 517 تحقيق رغبتك 
استفاقت يارا وهي تشعر بثقل في رأسها لتجد نفسها في مكان
مظلم ومغلق. لم يكن هناك أي ضوء سوى بقعة صغيرة مسلطة عليها كاشفة عن وجهها المرتبك والخائڤ. حاولت النظر حولها لكنها لم تستطع رؤية شيء سوى العتمة.
لمعت ذكرى في ذهنها رجلان يرتديان ملابس سوداء قفزا من سيارة صغيرة

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات