رواية الاب الغامض بقلم باميلا ٩
وأحدهما غطى أنفها بقطعة قماش جعلتها تفقد الوعي.
من هناك! صړخت يارا وهي تنظر حولها پذعر. أين أنا ماذا تريدون مني لدي الكثير من المال. أخبروني كم تريدون وسأعطيكم!
رد صوت رجل من الظلام بنبرة ساخرة
غطرسة لا حدود لها! هل تعتقدين أن مال عائلة نيكولز يساوي شيئا حتى شركتك ديكسميد للأدوية لا تعدو كونها شيئا تافها.
من... من أنت لماذا اختطفتني سألت بصوت مرتجف.
كنت أتوقع منك أن تكوني نجمة المؤتمر اليوم... قال الرجل بنبرة خالية من الحماس. لكن بدلا من ذلك سحقتك تلك المرأة من دريم تحت قدميها. مقارنة بها لا زلت بعيدة عن تحقيق أي إنجاز.
ابتسم الرجل بخبث وقال أنت تعرفين من أعني. تلك المرأة التي تدوسك الآن وستظل تدوسك إلى الأبد إذا لم تفعلي شيئا. لا يمكنك هزيمتها بمفردك.
بدأت كلماته تخترق أعماقها وتذكرت كيف فقدت كل شيء تدريجيا شركة ديكسميد وحب صموئيل وحتى مكانتها. كان الرجل محقا لقد بدأت تخسر كل شيء.
لماذا تخبرني بكل هذا سألت بتردد. من المستحيل أن تكون لطيفا معي دون سبب. ماذا تريد مني
اقترب الرجل بخطوات هادئة وقال بهدوء شديد
جئت لأحقق لك رغبتك... تلك المرأة لم تغير حتى اسمها فقط غيرت وجهها وعادت. ورغم ذلك أنت لم تشكي بها إلا الآن. قبل خمس سنوات كنت السبب في خيانتها من خلال استغلالها عاطفيا. والآن استحوذت على حب صموئيل مجددا. كيف ستواجهينها وحدك
تملكتها مشاعر الخۏف واليأس. إن خسارة كل شيء وخاصة صموئيل كان كابوسا لا تستطيع احتماله.
انحنت إلى الأرض تزحف نحو الرجل وقالت بتوسل
أرجوك ساعدني! لا أستطيع أن أفقد صموئيل. سأفعل أي شيء تطلبه مني فقط ساعدني على استعادته!
بما أنك توسلت إلي فسأمنحك فرصة. ولكن تذكري لا تخيبي ظني. الثمن الذي ستدفعينه قد يكون أغلى مما تتصورين.
الفصل 518 لا يجب أن تستفزه
في صباح اليوم التالي استيقظت ناتالي لتجد نفسها
في حضڼ صموئيل. كان لا يزال نائما وملامحه هادئة قريبة شفاهه مطبقة بخفة لتشكل خطا رفيعا.
ابتسمت بلطف وبدأت تمرر إصبعها على جسر أنفه ثم حركته . لماذا تبدوان شرستين فكرت بخبث.
فجأة سمعت صوتا أجشا يقول هل يعجبك ما تراه
تجمدت ناتالي في مكانها وقد شعرت بالحرج عندما أدركت أنها قد أمسكت متلبسة. كان الوقت مبكرا جدا لتستفز رجلا مثل صموئيل فقررت أن تلعب بأمان.
قالت بخجل صباح الخير... سأذهب لتفقد الأطفال.
ثم قفزت من السرير وأسرعت للخروج قبل أن يرد عليها.
شاهدها صموئيل وهي تهرب وابتسامة دافئة ترتسم على وجهه. استند برأسه إلى ذراعه وقال لنفسه كيف لي أن ألومها أريد فقط أن أبقيها قريبة وألا أتركها أبدا.
بعدما اغتسلت ناتالي توجهت إلى غرفة الطعام لتناول الإفطار. هناك كان الأطفال الأربعة يجلسون حول الطاولة يثرثرون بسعادة أثناء تناولهم الطعام.
ما إن جلست ناتالي حتى اندفعوا لوضع الطعام في طبقها.
ماما هذا الطبق المفضل لديك!
ماما جربي هذا اللحم المقدد!
ماما شرائح الجبن لذيذة!
ماما هذا الزبادي بالفراولة رائع!
ضحكت ناتالي وهي ترى طبقها الفارغ قد امتلأ بسرعة
شكرا لكم يا أحبائي. سأحرص على إنهاء كل ما قدمتموه لي.
عندما نزل صموئيل إلى الطابق السفلي رأى الأطفال الأربعة يحيطون بناتالي بابتسامات بريئة. شعر بالغيرة لكنه لم يستطع إلا أن يبتسم عندما رأى وجوههم السعيدة.
لكن سرعان ما عادت أفكاره إلى الليلة الماضية في أكابيلا. مشهد ناتالي وهي تسقط فنجان الشاي وصمت مالكولم حينها كانا عالقين في ذهنه. لماذا أصابها الذعر كان من المفترض أن قبولها كتلميذة لمالكولم مناسبة سعيدة.
بعد الإفطار صعد صموئيل إلى السيارة مع بيلي الذي استعد لإطلاعه على جدول الأعمال. لكنه قاطعه قائلا
لن أذهب إلى الشركة. خذني إلى فندق إمبريال. أحتاج إلى التحدث مع سيدي.
حاول بيلي الاعتراض
ولكن لديك اجتماع صباحي سيدي...
نظر إليه صموئيل بصرامة وقال
ألغ الاجتماع.
عند وصوله إلى فندق إمبريال كان مالكولم يتحدث مع السيدة تريفور عن أمور حياتهم اليومية. رحب بصموئيل بابتسامة وسكب له كوبا من الشاي.
قال مالكولم بخفة وهو يرفع حاجبيه
سمعت السيدة تريفور أنك قريب من ناتالي. أرادت أن تبلغك أنها ستأتي لتموتك إذا أزعجتها!
ضحك صموئيل بخفة وأومأ
أعتقد أن ذلك متوقع. ناتالي محبوبة للغاية.
لكن مالكولم لم يبتسم طويلا وسأل بجدية
لماذا أتيت هل الأمر يتعلق بناتالي
تناول صموئيل رشفة من الشاي وقال
سيدي أريد أن أعرف الحقيقة. لماذا تبدو ناتالي دائما متوترة عندما أذكر التدريب معك ماذا حدث
لها في الماضي
الفصل 519 ل الفصل 521
ا لفصل 519 ذكريات مؤلمة وندوب الماضي
كان مالكولم مذهولا للحظة وجيزة ولكنه لم يبد دهشة كبيرة عندما سأله صموئيل عن ماضي ناتالي. بدا وكأنه كان يتوقع هذا السؤال منذ فترة طويلة.
أنهى السيد باورز فنجان الشاي بهدوء ثم رفع عينيه بثبات إلى صموئيل وقال بجدية
هل أنت متأكد أنك تريد أن تعرف
أجاب صموئيل بحزم
سيدي أريد حقا أن أعرف كل شيء عنها.
كان صموئيل يدرك أن ناتالي تحملت الكثير من الأڈى في الماضي مما زاد من إصراره على كشف الحقيقة حول ما مرت به خلال السنوات الخمس الماضية.
تنهد مالكولم ووضع فنجان الشاي على الطاولة قائلا
ناتالي التي تراها الآن الذكية والمخادعة كالثعلب لم تكن كذلك عندما قابلتها لأول مرة. السيد جونز هو من أحضرها إلي. قال إنها حفيدة صديقه العزيز وطلب مني إنقاذ حياتها مهما كلف الأمر.
أخذ مالكولم نفسا عميقا وتابع حديثه بصوت مشوب بالحزن
عندما رأيتها لأول مرة كان جسدها مغطى بالډماء والحروق وكانت تحتضن طفلين صغيرين بين ذراعيها. رفضت السماح لي بفحصها وطلبت مني أولا إنقاذ الطفلين. كانت خائڤة عليهما بشدة رغم أنها كانت الأقرب إلى المۏت.
شعر صموئيل بالذهول. كان يتوقع أن ناتالي قد عانت لكن القصة التي سمعها زادت من شعوره بالعجز والڠضب.
قال مالكولم بعينين مغرورقتين بالدموع
لقد كانت إصاباتها أسوأ بكثير من إصابات الطفلين لكنها أجبرت نفسها على البقاء واعية حتى تأكدت من سلامتهما. عندما حاولت علاجها أخيرا كانت على وشك المۏت. ومع ذلك نجحت في إنقاذ حياتها لكنني أعلم أن إرادتها الفولاذية هي التي أبقتها على قيد الحياة.
توقف قليلا قبل أن يكمل
بسبب الصدمة الشديدة فقدت ناتالي قدرتها على الكلام لمدة نصف عام. كانت تعيش بهدوء معي ومع السيدة تريفور وتحاول إعادة بناء حياتها. ومع كل هذا الألم كانت تجد الوقت لتسديد ديني. ساعدتني في المختبر وتعلمت زراعة الأعشاب الطبية وأنقذت أعشابا نادرة من المۏت.
نظر صموئيل إلى مالكولم بدهشة وقال
هل كانت تعاني من فقدان القدرة على الكلام
هز مالكولم رأسه بتأكيد وأضاف بحزن
نعم. لقد كانت تبذل كل جهدها لرعاية طفليها وتسديد الجميل لي وللسيدة تريفور. حتى عندما كنت أعرض عليها أن تصبح تلميذتي لم تستطع التعبير بالكلمات لكنها سجدت تعبيرا عن امتنانها. لم أر في حياتي شخصا بإخلاصها وقوة إرادتها.
شعر صموئيل أن قطع الأحجية بدأت تكتمل. فهم الآن لماذا كانت ناتالي ترفضه باستمرار وكيف أن ذكريات الماضي وندوبها الداخلية جعلتها تبدو بلا قلب بينما هي في الواقع مغطاة بجراح لا تندمل.
سأل صموئيل بصوت مبحوح
كيف استعادت قدرتها على الكلام
رد مالكولم بابتسامة خفيفة
لأجل طفليها. أرادت أن تكون جزءا من كل لحظة في حياتهما. كانت مصممة على تعليم زافيان وكلايتون التحدث. لذا أجبرت نفسها على
التعلم من جديد وكأنها تبدأ من الصفر. يوما بعد يوم استعادت صوتها بفضل إرادتها التي لا تنكسر.
الفصل 520 لقد كان حزينا
خرج صموئيل من فندق إمبريال بملامح جامدة وهالة مخيفة.
وقف بيلي بجانبه ولم يجرؤ على سؤاله عما دار بينه وبين مالكولم لكنه شعر أن شيئا مهما قد حدث.
بينما كان صموئيل في السيارة أعاد التفكير في كلمات مالكولم
لم تكن السنتان اللتان قضتهما على الجبل فترة سعيدة لها. بناء على شخصيتها العنيدة أعتقد أنها لا تريدك أن تعرف ذلك. لذا لا تفصح لها أنني أخبرتك.
كما يجب أن تدرك أن ناتالي على الرغم من مظهرها الودود هي أكثر فخرا من أي شخص عرفته. لذلك لا تتدخل فيما تريد أن تفعله خصوصا إذا كان يتعلق بالاڼتقام.
صمت صموئيل وهو يتأمل تلك الكلمات.
كان يعلم أن ناتالي قد عانت كثيرا وعادت إلى ديل مور عازمة على رد الظلم الذي تعرضت له.
إذا كان الاڼتقام هو رغبتها فلن أمنعها. سأكون معها أدعمها حتى النهاية.
في الوقت نفسه كان عالم الأعمال يتحدث عن خبر تولي ناتالي منصب رئيسة شركة دريم كوربوريشن.
حضر كبار الشخصيات في مجال الطب منذ الصباح الباكر إلى حفل الاستقبال حيث رغب الجميع في التعرف على هذه الشابة المبدعة التي أسست شركة دريم كوربوريشن في وقت قصير.
قال أحد الحاضرين
لم أكن أعلم أن رئيسة شركة دريم أصغر سنا من ياندل وهذا أمر مذهل!
أضاف آخر
لقد حضرت المؤتمر أمس ويبدو أن شركة دريم لديها القدرة على أن تصبح الرائدة في مجال الأدوية في خانيا.
في تلك اللحظة مرت امرأة ترتدي ملابس رياضية زرقاء وقبعة بين الحشود دون أن يلاحظها أحد. توجهت نحو مصعد خاص ووضعت بصمة إصبعها لدخوله. صعدت مباشرة إلى الطابق العلوي حيث مكتب رئيسة اللجنة.
في الداخل كان ليا روس وياندل يشاهدون تسجيلات المؤتمر السابق.
خلعت المرأة قبعتها وقناعها الشديد الواقعية كاشفة عن وجه ناتالي المليء بالنمش الاصطناعي. جلست على الأريكة وقالت
كان يجب أن أكون أكثر حذرا. يبدو أنني بحاجة إلى حمل هذا القناع معي دائما.
ابتسم روس بتوتر وقال
لقد تحدثت أكثر مما ينبغي في المؤتمر. لم يكن من المفترض أن أكشف عنك.
لوحت ناتالي بيدها وقالت بلطف
لا ألومك يا روس. الشائعات التي نشرتها يارا بشأننا كانت تستوجب توضيح طبيعة علاقتنا. الكشف عني كرئيسة خطوة صحيحة فلا تشعر بالذنب.
علق ياندل ضاحكا
روس بفضل إعلانك قل العبء عني. لم يكن لديك فكرة عن الجهد الذي بذلته لإخفاء حقيقة أن ناتالي هي الرئيسة.
وأضافت ليا
مع الكشف عن هويتها ستصبح يارا أكثر حذرا. لن تجرؤ على التسبب في مشاكل جديدة.
لكن ناتالي قطعت
حديث ليا
