رواية الاب الغامض بقلم باميلا ١١

الأحجار لكن قبل ذلك 
ألقى الجميع نظرة على بعضهم البعض وعرفوا بالضبط ما يجب عليهم فعله 
هل هناك شيء يمكننا القيام به سأل روس 
أعطت ناتالي تعليماتها لكل واحد منهم ثم بدأوا في تنفيذ مهامهم بينما بقيت هي في مكانها لترى كيف ستسير الأمور لم يكن هناك أي أثر للرحمة في عينيها وهي تحدق في توماس والمرأة 
حدث في ذلك اليوم أن هناك كومة جديدة من الصخور الخام قد وصلت إلى السوق السوداء كانت معظمها كبيرة ومغطاة بقشور التجوية وبالنظر إلى مظهر تلك الأحجار اعتقد الزبائن الحاضرون أن لديها إمكانية التحول إلى يشم ثمين لكن ناتالي هزت رأسها عندما رأت تلك الأحجار 
كانت القشور على الحجارة جزئيا طبيعية وجزئيا صناعية لقد تم رسمها يدويا بشكل متقن حيث كان هناك طلب كبير على أحجار اليشم التي تحتوي على قشور متآكلة كان البائعون يستغلون هذا الطلب وكانوا ينجحون في تقليد أحجار اليشم الحقيقية بشكل مذهل في الواقع كان من الصعب على معظم المقامرين المبتدئين اكتشاف الفرق 
بينما كانت ناتالي تراقب الحجارة اقترب منها ياندل وهمس في أذنيها لقد سارت الأمور كما خططت لها تلك المرأة سقطت في الفخ 
أعطني دقيقة سأذهب لأتغير إلى زي أكثر إقناعا قالت ناتالي 
بالطبع كان ياندل يعلم تماما ما تفكر فيه ناتالي وفكرة الأمر أشعلت حماسه 
عادت ناتالي بعد قليل وعندما ظهرت كانت قد ارتدت القناع الذي كانت قد ارتدته سابقا في منزل عائلة نيكولز عندما قدمت نفسها ك السكرتيرة 
ضع يدك على كتفي قالت ناتالي وهي تمسك بذراع ياندل 
هل أنت متأكد سأل ياندل بقلق وعيناه تتخيلان رد فعل صموئيل إذا شاهدهما معا 
وعد السعادة الفصل 458
صموئيل هنا أيضا
تعال يا ياندل فقط افعل ما أقوله لك نظرت ناتالي إلى

ياندل من زاوية عينيها وأصرت 
كان ياندل غير متأكد من الأمر لكنه مع ذلك قرر أن يتبع تعليماتها لم يكن يعلم أن صموئيل كان بالفعل جالسا في مكتبه يشرب كوبا من الشاي بينما يراقب كل تحركاتهم عبر شاشة في مكتبه 
بدأ صموئيل هذه السوق السوداء عندما كان في الثامنة عشرة من عمره فقط ولأن المشروع لم يكن تحت اسم العائلة كان يعتبر ملكا شخصيا له وضعه تحت إدارة وكيل آخر يدعى ويستون يونغ لذلك لم يكن أحد يعرف أن صموئيل هو المالك الحقيقي كل ما كان يعرفه الجميع هو أن السوق السوداء كانت تساوي مبلغا ضخما من المال 
في ذلك اليوم قرر صموئيل أن يزور السوق ليعرف كيف تسير الأمور لم يكن يتوقع أن يلتقي بناتالي هناك لو لم يكن لديه عمل عاجل كان عليه الانتهاء منه لكان قد اقترب منها ومع أنه لم يكن يستطيع قضاء الوقت معها إلا أنه كان لا يزال يود معرفة ما تفعله في هذه المنطقة فطلب من ويستون أن يظهر له لقطات كاميرات المراقبة 
ويستون الذي كان يعتقد أن صموئيل يريد ببساطة متابعة سير العمل في السوق قدم له اللقطات بكل جدية لاحظ صموئيل أن ناتالي اختفت لبعض الوقت وعندما ظهرت مجددا كانت ترتدي قناعا لم يسبق له أن رآه ومع ذلك استطاع أن يتعرف عليها 
ماذا تفعلين بالضبط تساءل صموئيل مبتسما وهو يراقب تلك المرأة المشاغبة 
في الوقت نفسه كان ويستون لا يزال منهمكا في متابعة جميع خطوات العملية التي كان يقوم بها صموئيل لم يكن يدرك أن صموئيل لم يكن يهتم بما يفعله حتى سقط كوب الشاي من يده فاستفاق على صوت تحطمه!
قفز ويستون فجأة وأحس بالحرج لرؤية تحفة قديمة تتكسر أمام عينيه هل قلت شيئا خاطئا قال مرتبكا سأحضر لك كوبا آخر فورا سيد باورز 
كان يقسم في ذهنه أنه لم يرتكب أي خطأ هل التنفس خطيئة الآن
بينما كان يهرع للحصول على كوب شاي آخر استمر صموئيل في النظر إلى ياندل عبر الشاشة 
وفي تلك اللحظة عطس ياندل فجأة شعر وكأن هناك من يراقبه فأرسل ذلك شعورا غريبا عبر عموده الفقري 
هل أنت بخير ياندل سألت ناتالي نظرتها تلتقي بعينيه 
كان ياندل يريد بشدة أن يخبرها أنه لا يشعر أنه قادر على التعامل مع هذا الموقف لكن بما أن روس كان قد تم تكليفه بمهمة أخرى فلم يكن أمامه خيار سوى المضي قدما بالطبع أجاب 
حسنا أريدك أن تكون في قمة تركيزك قالت ناتالي بنبرة حادة لست في مزاج جيد اليوم سأجعله يدفع ثمن ما فعله 
ارتجف ياندل عندما سمع هذا لكنه ثبت عينيه وأومأ برأسه دون تردد سأفعل كل ما
بوسعي لمساعدتك يا رئيس 
جيد قالت ناتالي بينما أمسكت بكتفه بقوة وذهبت مع ياندل باتجاه توماس 
كانت المرأة قد عادت إلى جانب توماس ومن تعبير وجهها بدا أن الأمور لم تسر كما كانت تأمل حاول توماس تهدئتها قائلا ما الأمر يا ييفا كنت أعتقد أن كل شيء كان على ما يرام قبل لحظات 
بجدية ردت ييفا پغضب أنا أفضل من زوجتك إنها مجرد امرأة عجوز مرهقة الشيء الوحيد الذي يجعلك تبقيها هو أنها زوجتك بينما أنا عشيقتك هذا ما كنت أفكر فيه للتو وأغضبني حقا 
تعالي ربما هي زوجتي لكنك أنت الأهم في حياتي قال توماس وهو يقرص خدها مازحا أنا أغدق عليك كل أموالي وما تملكينه الآن هو جزء صغير مما تحصلين عليه أخبريني هل تريدين شيئا من هذا المكان سأحضر لك كل ما تحتاجين 
أريد الحصول على بعض أحجار اليشم أريد أن أجرب حظي أجابت ييفا مشيرة إلى الأسهم التي وصلت حديثا 
ألم تقولي أنك فقط تريدين المشاهدة منذ متى أصبحت مهتمة بالمقامرة بالحجارة
أشعر فقط أنني أريد ذلك 
عندما رأى توماس أن حبيبته غاضبة فعل ما طلبته منه دون أن يظهر أي علامة على الڠضب 
بينما اقتربت ناتالي وياندل منهما نظرت ناتالي بعيدا لتخفي كراهيتها لتوماس الذي لاحظها وقال فجأة أوه مرحبا! أليس هذا السيد نيكولز من شركة ديكسميد للأدوية
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين 
الفصل 459
الرجل العجوز اللعوب
تفاجأ توماس أيضا برؤية ياندل في سوق المقامرة بالحجارة.
ياندل... قال توماس ونظره يتجه نحو ناتالي. ألست مع ميليسا ماذا تفعل مع... سكرتيرتك
نظر ياندل إلى ييفا مبتسما وقال تعال يا سيد نيكولز. أنت رجل متزوج ولكنني أرى أنك لا تزال تستمتع بوقتك خارج المنزل. نحن نعمل بجد كل يوم لذا يجب علينا أيضا أن نلعب بجد.
كان توماس يرغب في البداية في توجيه انتقادات لاذعة إلى ياندل بسبب خيانته لابنته ولكن بعد أن انتقده ياندل بهذا الشكل لم يعد بوسعه فعل ذلك. كان من النفاق أن يدين تصرفات ياندل فابتسم الرجل العجوز في النهاية.
ميليسا جيدة لكنها سريعة الانفعال. سكرتيرتي أفضل بكثير علق ياندل وهو يقرص وجه ناتالي.
فعل ياندل هذا لأنه أراد اللعب معها لكن أصابعه كانت ترتجف قليلا أثناء فعله ذلك. حتى أنه لم يكن قادرا على شرح السبب.
أخذت ناتالي إشارته وأخفضت رأسها خجلا. وعندما رأت ييفا هذا شعرت وكأنها تواجه تحديا. وضعت يديها على توماس وسألته هل تعتقد أنني أفضل من زوجتك العجوز
ماذا تتحدثين عنه انتبهي لما تقولين! قال توماس بجدية لكن كلماته لم تكن ټهديدا على الإطلاق.
ماذا تعنين لا يهمني ما تفعليه عندما تكونين معها لكنك معي الآن. عليك على الأقل أن تسعديني عندما نكون معا ردت ييفا. إلى جانب ذلك أنت تعلمين أنني أتصرف بهذه الطريقة لأنك تدلليني كثيرا.
كان توماس يعرف جيدا أن ييفا شخص مليء بالدراما. في بعض الأحيان كان يتساءل لماذا وقع في حبها. ربما كان ذلك لأن الرجال في سن معينة يميلون إلى الرغبة في استنشاق هواء نقي والابتعاد عن النساء اللاتي يهتممن بالأسرة فيبحثون عن نساء يحتاجون إلى الاعتناء بهن بدلا من ذلك.
خفف توماس من حدة نبرته قائلا أنت أجمل وأكثر جاذبية من إيفون. أتمنى حقا أن تكوني الشخص الذي تزوجته بدلا منها.
أثارت هذه الكلمات اشمئزاز ياندل. وفي تلك الأثناء كانت قبضتا ناتالي مشدودتين بقوة لدرجة أن راحة يديها بدأت تصبح شاحبة. هل هو حقيقي تساءلت في نفسها. لم يتصرف كأب فحسب بل إنه يتصرف أيضا بشكل متودد مع هذه المرأة.
على الرغم من كراهية ناتالي لهما إلا أن المشاعر في عينيها تلاشت بسرعة وارتدت ابتسامة مصطنعة. قالت لياندل سيد موس انظر إلى هذا! أليس هذا مثيرا أريد أن أراهن أيضا. هل تعتقد أنه يمكنك المساهمة ببعض المال من أجلي
نظر ياندل إلى عينيها وعرف ما كانت تفكر فيه. كم تريدين الرهان يا عزيزتي يمكنني شراء أي عدد تريده من أحجار اليشم. بل وسأشتري كل ما لديهم إذا كان ذلك يسعدك!
لا داعي لذلك يا سيد موس ردت ناتالي بخجل وهي تنظر

إلى ييفا.
التقت أعينهما لفترة وجيزة وكان من الواضح أن هناك شعورا بالفخر والتفوق على كلا الجانبين. استفزت ييفا من هذا التحدي ولم تعد قادرة على تحمل الأمر. شعرت برغبة في الفوز في هذه المعركة السلبية فسحبت توماس وقالت أريد أن أفعل ذلك أيضا! تكلفتها بضعة آلاف فقط للجنيه. أريد حقا أن أجربها. لقد عانيت بما فيه الكفاية بسبب زوجتك. يجب أن أحصل على بعض التعويض على الأقل.
لقد ذكرت ييفا مرارا وتكرارا حقيقة أنها كانت مضطرة دائما إلى البقاء مختبئة عن أعين الناس بسبب مكانتها كعشيقة لتوماس. بالنسبة لها كان هذا خللا في علاقتهما لم تتمكن من التغلب عليه. لم تستطع أن تفهم لماذا تتمتع ناتالي بمعاملة أفضل رغم أنهما كلتا العشيقتين لرجل آخر. شعرت ييفا أنها تستحق نفس المعاملة أيضا.
أما توماس فقد كان رجلا حكيما. فقد كان يعلم أن الاحتمالات ضئيلة في أن تتحول هذه الأحجار إلى يشم حقيقي لذا كان يفكر في شراء حقيبة يد محدودة الإصدار لييفا بدلا من ذلك.
ماذا عن حقيبة يد مصممة سأل.
أدركت ناتالي خطأ توماس على الفور. السيد نيكولز أنت مالك شركة ديكسميد للأدوية. لماذا لا تلعب دورا كبيرا هذه المرة بما أنك هنا بالفعل لا يمكنك ببساطة شراء حقيبة لها. يجب عليك على الأقل إظهار بعض الصدق.
الفصل 460
تقديم تضحيات صغيرة من أجل مكاسب كبيرة
ألقى توماس أخيرا نظرة جيدة على ناتالي التي لم ينتبه إليها في المرة السابقة حين جاءت إلى مكانه مع ياندل. الآن بعد أن تحدثت لاحظها توماس وأدرك أن سلوكها كان لا يقل عن سلوك ياندل نفسه. لم تكن ملامحها رائعة فحسب بل كانت أيضا تحمل شعورا بالټهديد والثقة مما يجعل الناس من حولها يستمعون إليها.
منذ أن وصل توماس إلى ما هو عليه بفضل عائلة باير كانت حياته سهلة نسبيا.