الإثنين 06 يناير 2025

رواية الاب الغامض بقلم باميلا من ١الى ٤٠

انت في الصفحة 3 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

مثبتتان على سيارة البنتلي التي كانت ما زالت هناك في الخارج.
هل ما زلت تفكرين في صموئيل سألت ناتالي بنبرة هادئة.
إفي التي شعرت بأنها مكشوفة أنكرت قائلة لا توقفي عن الكلام الفارغ.
لكن ناتالي بنظرتها الباردة ردت دون تردد أنت فقط من تعرفين إذا كنت أتحدث هراء أم لا. لن أتدخل في حياتك الخاصة ولكن إذا أثرت مشاعرك على واجباتك سأجعلها أولويتك المقبلة... وهذا يشمل حتى إذا كان جدك هو رئيس وحدة الچرائم الكبرى.
تراجعت إفي في صمت عضت شفتيها لكنها لم ترد. كانت تعلم جيدا أن ناتالي لا تمزح وقد نصحها جيرالد مسبقا بالسيطرة على أعصابها والتعلم من ناتالي. لم تكن تريد أن تجد نفسها تحت رحمة تصنيف أو أن يتم طردها من عملها.
في غرفة التشريح بدأ العمل على الفور. كانت ناتالي تسير بخطوات سريعة ومهنية تنجز كل مهمة بثقة ودقة تاركة تأثيرا كبيرا على براندون الذي كان يشاهدها بدهشة. رغم أنه كان يعلم أن ناتالي استثنائية في مجالها إلا أن رؤيتها وهي تعمل بهذا الشكل المحترف كان أمرا مدهشا.
تسك تسك تسك ألا تستطيعون أن تشموا الرائحة الكريهة قالت ناتالي بينما كانت تواصل عملها باحتراف.
بعد الخياطة بدأوا في فحص الأنسجة التالفة وهي عملية استغرقت وقتا طويلا. كان التركيز الكامل على العمل إذ أن كل لحظة كانت مهمة.
في تلك الأثناء كانت يارا قد أنهت جلسات التصوير الخاصة بها وهرعت إلى منزل باورز. رغم أنها كانت قد ذهبت لرؤية التوأم كان هدفها الحقيقي هو رؤية صموئيل. قبل خمس سنوات كانت قد ظنت أنها تستطيع استغلال مكانتها كأم للتوأم لكي تصبح زوجة صموئيل لكن على الرغم من سنوات من الجهود لم يعترف صموئيل بها كأم حقيقية للتوأم. في نظر الجميع كانت مجرد أم التوأم وليس أكثر.
حتى داخل عائلة باورز لم يتم التعامل معها كعشيقة أو جزء من
العائلة بل كأم للتوأم فقط. هذا الوضع لم يغيره مرور السنوات وها هي يارا تجد نفسها ما زالت تقف على هامش حياة صموئيل.
عندما وصلت إلى منزل باورز استقبلها جافين فورد بلطف. السيدة نيكولز هل صموئيل في المنزل سألته.
أجاب جافين لم يعد السيد صموئيل بعد لكن السيد فرانكلين والسيدة صوفيا في المنزل. ثم نظر إليها بتقدير لم ترونهما منذ فترة طويلة أليس كذلك
شعرت يارا بشيء من الاستياء فقد كانت تأمل في أن ترى صموئيل ولكنها أجابت بابتسامة متكلفة نعم أفتقدهم كثيرا. لكنها لم تستطع إنكار الشعور بالخۏف الذي بدأ يتسلل إلى قلبها.
جافين الذي لم يلحظ هذا التوتر قال مبتسما لا تفكري كثيرا في الأمر. سأحضرك لمقابلتهم الآن.
اتبعت يارا جافين إلى الطابق الثاني ثم طرق جافين باب غرفة فرانكلين وصوفيا. السيد فرانكلين والسيدة صوفيا من فضلكم افتحا الباب أمكما هنا لرؤيتكما.
ظنت يارا أنهم سيتجاهلونها كما كان الحال دائما ولكن صوتهما وصل منها إلى الخارج السيد جافين دعها تأتي بمفردها. أنا وصوفيا نريد أن نكون بمفردنا معها.
أصاب جافين شعور من الارتياح وقال السيدة نيكولز هناك دائما صلة بين الأم وأطفالها. أطفالك أيضا يفتقدونك كثيرا.
ابتسمت يارا ابتسامة قسرية لكنها لم تستطع التخلص من شعور غريب يملأ صدرها.
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل السابع خائڤة من ذكائها
فتحت يارا الباب بخطى مترددة ودخلت الغرفة. لم تكن تطيق التوأمين لكن وجهها ارتسمت عليه ابتسامة زائفة في محاولة يائسة لكسب ودهما. قالت بصوت مفعم بالتصنع 
مرحبا يا أطفالي الأعزاء جئت لرؤيتكم.
كان فرانكلين وصوفيا يجلسان على سجادة صوفية يتبادلان نظرات خفية. تسللت قشعريرة غريبة عبر جسديهما عندما سمعا كلماتها الباردة رغم أن صموئيل والدهم قد أكد أنه لا شك في أمومتها لهم إلا أن قلوبهم الصغيرة كانت ترفض قبولها. في الواقع ربما كان الوصف الأدق هو الكراهية.
رفع فرانكلين عينيه ببطء نحوها نظرة وقحة تلمع فيهما. سأل ببراءة مصطنعة 
هل يمكنك القدوم إلى هنا
توجست يارا خيفة لكن فضولها دفعها للامتثال. لم تكن تعرف ما الذي يخبئه لكنها اقتربت على مضض. قال بصوت مليء بالحماس 
لدي شيء مهم جدا أود أن أريك إياه.
حاول فرانكلين جاهدا إخفاء ابتسامته الماكرة متصنعا ملامح بريئة بقدر استطاعته. تقدمت يارا بحذر فسألته بلطف مصطنع 
بالتأكيد. دعني أرى ما لديك.
ببطء أخرج فرانكلين يده من خلف ظهره. كان يحمل ثعبانا صغيرا أبيض اللون يلتف حول يده كأنه قطعة من الحرير الحي. ابتسم بفخر وقال 
هذا حيواني الأليف موني.
حدقت يارا في الثعبان بذهول وقد تملكها الړعب. كانت عينا موني الكهرمانيتان تركزان عليها ولسانه يتحرك بحماس كأنه يعرف أنه محور الاهتمام. تراجعت يارا فجأة وصړخت بصوت مرتجف 
أبعده عني! الآن! لا تقترب!
ظل فرانكلين يربت على الثعبان بلطف ثم تقدم خطوة نحوها عن عمد 
أنا وصوفيا نحبه كثيرا. إذا كنت تخافينه فهذا شأنك. قالها ببرود.
أومأت صوفيا برأسها دون أن تنبس بكلمة موافقة على كلام شقيقها. شعرت يارا بالڠضب يغلي في أعماقها وكادت تفقد السيطرة وتصفعهما لكنها تراجعت بعد لحظة من التفكير في العواقب. ضغطت على أسنانها وقالت بنبرة صارمة 
أنا أمكما وهذا تجاوز للحدود! لا تكرروا هذا التصرف!
ثم استدارت وغادرت الغرفة بخطى غاضبة تغلي بداخلها مشاعر القهر.
أما فرانكلين فقد تبادل نظرة مليئة بالازدراء مع صوفيا. قال ساخرا 
إنها عديمة الفائدة حقا. لا أصدق أنها خاڤت بهذا الشكل من موني. لا بد أن أبي كان أعمى ليحبها.
أومأت صوفيا برأسها مرة أخرى مستذكرة المرأة التي التقت بها في المطار. تمنت لو أن تلك المرأة كانت أمها بدلا من يارا.
في تلك اللحظة دقت الساعة معلنة الحادية عشرة ليلا. عاد صموئيل إلى المنزل وكان جافين بانتظاره. أبلغه جافين بهدوء 
يارا زارت التوأمين.
سأل صموئيل ببرود 
كم من الوقت بقيت 
أطول من المعتاد... حوالي خمس عشرة دقيقة.
أومأ صموئيل وقال 
يمكنك الانصراف الآن.
بدأ يخلع قميصه ببطء ليكشف عن جسد منحوت بدقة. استعاد في ذاكرته لحظات قبل ست سنوات حينما كان ضحېة مؤامرة
انتهت بوجود فرانكلين وصوفيا في حياته. حينها كان معجبا بيارا رغم توسلاتها لكن شيئا ما تغير خلال السنوات الخمس الماضية لم يعد يشعر تجاهها بشيء سوى المسؤولية.
فكر للحظة في ناتالي المرأة الوحيدة التي تثير اهتمامه الآن. التقط هاتفه واتصل ب بيلي 
كيف حال ناتالي سأل بلهجة آمرة. 
لا تزال تعمل عبء العمل ثقيل عليها اليوم. أجاب بيلي.
ألقى صموئيل نظرة على الساعة المعلقة على الحائط ثم قال ببرود 
أرسل لها عشاء باسمي.
تردد بيلي للحظة قبل أن يقول بتحفظ 
سيدي إنها لا تستحق ذلك. لماذا تهتم
قطعه صموئيل بحدة 
منذ متى وأنت تعطي محاضرات 
تلعثم بيلي وأجاب 
أعتذر سيدي.
أغلق صموئيل المكالمة وتوجه نحو النافذة الكبيرة التي تطل على الفناء. تأمل الورود البيضاء المتفتحة وأفكاره مشغولة بأمر واحد ناتالي. لم يكن يهتم بالصعوبات أو الثمن الذي سيدفعه. كل ما يهمه هو علاج صوفيا كي يسمعها يوما ما تناديه 
أبي.
الفصل الثامن اصطحابها شخصيا
أطفأت ناتالي الضوء الأخضر في غرفة التشريح وخلعت قناعها ونظاراتها الواقية قبل أن تتجه بخطوات مثقلة إلى مكتبها. كانت مرهقة وتنتظر لحظة هدوء لكنها فوجئت برؤية حاويات طعام مكدسة على مكتبها طبع على الأكياس البلاستيكية اسم بحروف ذهبية أنيقة.
عقدت حاجبيها وقالت بصوت خاڤت وهي تنظر إلى مساعدها 
ما هذا يا براندون
رد براندون وهو يقف بجانبها وقد ظهر الحسد في عينيه 
أحدهم طلب توصيل الطعام لك يا رئيسة. مطعم أكابيلا أتعرفين إنه المطعم الأكثر فخامة في ديلمور. العضوية فيه تكلف مليون دولار ومن النادر أن يقبلوا توصيل الطعام لأي أحد.
حدقت ناتالي في الحاويات بحيرة وقالت 
من طلب ذلك
التقط براندون بطاقة صغيرة بجانب الحاويات وقرأها بصوت مرتفع 
لا بد أن العمل في وقت متأخر من الليل شاق يا آنسة نيكولز. مع تحياتي صموئيل باورز.
تجمدت الأجواء في الغرفة. أصيب براندون بالذهول بينما حاولت إفي زميلتهم استيعاب الأمر. صموئيل باورز الاسم وحده كان كافيا لزرع الرهبة. 
بدا براندون مذهولا وقال 
صموئيل باورز هذا جنون. ما نوع العلاقة التي تجمعكما يا رئيسة
ناتالي رفعت رأسها وأجابت بحزم 
لا علاقة لي به.
لا بد أنك تمزحين! قال براندون غير مصدق. 
ردت ببرود 
صدق ما تشاء.
انتزعت البطاقة من يده وألقتها في سلة المهملات ثم نظرت إلى الحاويات وأمرت بصرامة 
وزعها على العاملين في قسم الطب الشرعي وإن كان هناك فائض فأعط الحراس بعضا منها.
لم تهتم بالطعام الفاخر أمامها بل أخرجت قطعة بسكويت من حقيبتها وبدأت في مضغها بهدوء. 
تساءل براندون بدهشة 
لن تأكلي هذا الطعام من أكابيلا لماذا تأكلين البسكويت بدلا من ذلك 
نظرت إليه ببرود وقالت 
هل لديك مشكلة مع ذلك 
هز رأسه بسرعة وقال 
لا بالطبع لا! سأوزع الطعام فورا.
غادر براندون الغرفة بينما واصلت ناتالي مضغ البسكويت دون أن
تعير الحاويات الفاخرة أدنى اهتمام. لم يكن يهمها مدى فخامة المطعم فهي ترفض قبول ما لا تستحقه. ومع ذلك قررت أن الأفضل هو مشاركة الطعام مع الآخرين.
لاحظت إفي ناتالي وهي تتناول البسكويت وسألت بابتسامة 
هل يمكنني الحصول على بسكويتة يا رئيسة
ابتسمت ناتالي ابتسامة خفيفة وناولت إفي قطعة 
تفضلي.
سألت إفي بينما تأخذ قضمة من البسكويت 
ألن تأكلي الطعام الذي اشتراه صموئيل
ردت ناتالي بهدوء 
قلت إنني لا أعرفه ولا أقبل هدايا لا أحتاجها.
ابتسمت إفي وقالت 
سأقف إلى جانبك يا رئيسة. لقد شهدت احترافيتك بنفسي.
نظرت ناتالي إلى إفي بابتسامة ناعمة. للحظة تبادلتا نظرات مليئة بالفهم المتبادل. كانت عينا ناتالي رغم بساطة مظهرها تحملان شيئا خاصا بريقا هادئا ونظرة يصعب نسيانها.
في صباح اليوم التالي وقف صموئيل أمام نافذة ضخمة في مكتبه الفخم يراقب المدينة التي كانت تستيقظ ببطء. انعكس ضوء الشمس على وجهه الوسيم البارد بينما كان يرتدي قميصا أسود يبرز كتفيه العريضتين وخصره النحيل. 
قال مساعده بيلي بقلق 
أعتقد أنها تستخدم شبكة قديمة للهروب من التتبع سيدي. ناتالي لا تدرك ثقل اسم عائلة باورز.
استمر صموئيل في مراقبة المشهد من نافذته الزجاجية غارقا في أفكاره بينما كانت عيناه تحملان بريقا غامضا. قال بيلي وهو يزن كلماته بحذر 
في ديلمور ولا أعتقد أنها تدرك مدى فخامة مطعم أكابيلا. لقد رأيتها الليلة الماضية وهي توزع الطعام على الحراس.
ارتعشت زاوية شفتي صموئيل وهمس بصوت منخفض 
ليس بالضرورة أن يكون الأمر كما تعتقد.
تجرأ بيلي وأبدى رأيا أكثر جرأة مشددا على أسنانه 
إذا كانت ناتالي على علم بمكانتك فهناك احتمال كبير أنها تتظاهر بأنها صعبة المنال. ربما تفعل ذلك لتجعلك مدمنا عليها وتثير فضولك باستمرار. وإذا كانت ماكرة لهذه الدرجة فقد تستغل صوفيا لمصلحتها.
صمت صموئيل للحظة ثم ألقى نظرة باردة على بيلي وقال بإيقاع هادئ بينما يطرق بأصابعه على الطاولة 
أرى أن خيالك خصب جدا بيلي.
حاول بيلي التراجع 
سيدي لم أقصد الإساءة فقط أردت...
قاطعه صموئيل بنبرة صارمة 
حتى أفضل أفرادنا لم يتمكنوا من العثور على معلومات كافية عنها. هل ما زلت تعتقد أنها شخص عادي
جلس على كرسيه الجلدي الفاخر ونظرة قاتمة تلوح في عينيه بينما ارتسمت على وجهه ابتسامة بالكاد تلاحظ 
وظيفتها كطبيبة شرعية ليست سوى قمة جبل الجليد.
أدرك بيلي خطأه وأومأ بسرعة 
لقد قللت من شأنها سيدي. أعتذر.
صموئيل ببرود متعمد 
لا بأس. تعلم من أخطائك.
ثم عقد ذراعيه وأصدر أمرا نهائيا 
أجل جدول أعمالي الليلة. سأذهب لاستلامها بنفسي. 
بيلي ابتلع ريقه بصعوبة مدركا أن هذه الليلة لن تكون عادية.
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 9 سحبت إلى هامر
في ظهر اليوم التالي خيم صمت ثقيل على قاعة المؤتمرات. كان الجميع في حالة من الترقب والقلق تتقاذفهم التساؤلات دون إجابات واضحة.
جلس ضابط الشرطة جون ويليامز محاولا جمع الأوراق المبعثرة أمامه على الطاولة. بنبرة مقتضبة قال "إذا لم يكن هناك ما يضاف فإن الاجتماع انتهى." ثم أضاف وهو ينظر إلى الجميع بعينين مرهقتين "الليلة سنراجع قائمة الفتيات المختفيات. يجب أن نحدد هوية الضحايا بدقة."
لكن فجأة وعلى نحو غير متوقع وقف شخص في الزاوية ببطء.
"لدي سؤال."
توجهت الأنظار نحو مصدر الصوت. وقفت ناتالي بثبات تضع يدها في جيب معطفها الأبيض وكأنها تحمل في طياتها سرا كبيرا. كان الهدوء الذي يحيط بها أشبه بدرع من الثقة مما أثار دهشة الجميع.
تبادل الزملاء النظرات المشحونة بالدهشة والهمس.
"وجه جديد من هذه طبيبة شرعية جديدة"
"من أين تأتي كل هذه الجرأة حتى المخضرمون هنا لم يجرؤوا على فتح أفواههم."
لكن ناتالي لم تعر تلك الهمسات أدنى اهتمام. تقدمت نحو جون وانحنت بهدوء لتلتقط ورقة ممزقة من الأرض عليها بصمة قدم.
قالت بنبرة هادئة لكن حازمة "هذا ليس مجرد ورق مهمل. يحتوي على بصمة ودليل هام كما يتضمن معلومات كتبتها بخط اليد."
كان صوتها منخفضا لكنه يحمل وژنا أثقل من أي ضجيج في القاعة. نظراتها الثاقبة كأنها تخترق قلوب الحاضرين تزرع فيهم شعورا بالمسؤولية والخطړ.
شعر جون بالحرج. مد يده وأخذ الورقة قائلا "أعطني إياها سأراجعها."
لكن ناتالي لم تتراجع. قالت بحدة "بالنظر إلى الطريقة التي تعاملت بها مع هذه الورقة سابقا لدي شك بأنك ستفعل الأمر نفسه مجددا."
واصلت تنظيف الورقة من الغبار قبل أن تضيف "تقرير التشريح لا يتضمن فقط وقت الۏفاة أو معلومات الحمض النووي. الضحيتان رغم تشويه وجهيهما تحملان علامات واضحة تدل على أنهما كانتا تعيشان حياة مترفة وتتلقيان علاجات تجميلية منتظمة."
صمت الجميع وانشغلوا بمراقبة تحليلاتها الدقيقة.
"بناء على ذلك لدينا ثلاث مرشحات فقط في قائمة المفقودين. وعند تضييق النطاق حسب العمر يبقى اسمين فقط ليزا مور وجين جراي. نحتاج الآن إلى استدعاء عائلاتهما لإجراء اختبارات الحمض النووي."
توقفت لبرهة ثم تابعت بنبرة أكثر جدية "يجب أن نسرع في العثور على الضحېة الثالثة. القاټل ليس فقط متسلسلا بل يعاني من اضطراب نفسي حاد. إذا لم نتحرك بسرعة سنجد أنفسنا أمام چريمة جديدة قريبا."
وضعت الورقة أمام جون بثبات الذي تصفحها بإمعان. كان كل ما قالته دقيقا وصائبا.
"أنا ناتالي نيكولز المحققة الشرعية الجديدة في وحدة الچرائم الكبرى. أتطلع للعمل معكم جميعا."
عمت القاعة ضجة متزايدة بين دهشة وإعجاب.
"لم أكن أتوقع أن تكون المحققة بهذا الصغر."
"هل يعني ذلك أننا لن نحتاج لمراجعة كل الأسماء"
لكن ناتالي لم تعر تلك التعليقات اهتماما.
قالت بابتسامة خفيفة "آمل أن نبذل جميعا قصارى جهدنا حتى لا أضطر للعمل لساعات إضافية."
غادرت القاعة بهدوء تاركة الحاضرين في حالة من الذهول. لم يكن أحد يتوقع أن تكون بهذه الكفاءة رغم صغر سنها.
في غرفة تبديل الملابس

انت في الصفحة 3 من 13 صفحات