السبت 04 يناير 2025

رواية الاب الغامض الفصل41-60 بقلم باميلا

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين 
الفصل 41 الغيرة التي لا يمكن تفسيرها
بدأ صموئيل يتنفس ببطء وثقل ثم سحب ذراعه واستدار ليغادر دون أن ينبس بكلمة 
وقفت ناتالي تراقب ظهره وهو يبتعد وقد تملكتها الحيرة ماذا حدث ألم يكن يبدو غاضبا وكأنه على وشك أن يواجهني لماذا لم يقل شيئا ورحل هكذا 

شعرت بأن عقلها يغرق في دوامة من الأسئلة حاولت تفسير سلوكه الغريب لكنها لم تصل إلى إجابة ماذا فعلت لأغضبه مجددا 
بعد أن قضت حاجتها في الحمام عادت ناتالي إلى المطعم لكنها لاحظت أن روس كان يجلس وحيدا على الطاولة ولم يكن هناك أي أثر لزافيان 
أين زافيان سألت بقلق 
رد روس بهدوء قال إنه يريد استخدام الحمام بشكل عاجل 
قطبت حاجبيها وقالت ولكنني لم أره في طريقي إلى هنا 
خوفا من أن تزداد قلقا اقترح روس بلطف لماذا لا أذهب إلى حمام الرجال وأبحث عنه فهو لا يزال طفلا صغيرا 
ابتسمت ناتالي بسخرية وقالت بثقة لا داعي لذلك لن تجده هناك أظن أنه أراد الذهاب إلى مكان آخر لكنه خاف أن أقلق عليه فاختلق هذه الحجة لا تعامله كطفل يبلغ خمس سنوات فقط إنه أكثر دهاء من معظم البالغين 
بينما كانت تتحدث عن زافيان ارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة مليئة بالفخر يمكن لأي شخص أن يشعر بأنها ترى في ابنها مصدر قوة وسعادة 
بالنسبة لناتالي إذا كانت الليلة التي بدأت منذ ست سنوات مع كل ما تلاها من أحداث كابوسا لا يحتمل فإن كلايتون وزافيان كانا النور الذي بدد ظلامها كانا هديتها الوحيدة من تلك العاصفة 
لو لم يكن الأمر كذلك لما وجدت القوة لأقفز من نافذتي وأهرب بحياتي 
كان روس يستمع بصمت لكنه فجأة قال ببطء أنا فضولي بشأن ما مررت به لماذا أشعر وكأن تجربتك تعكس شيئا مررت به أنا أيضا 
اختفت الابتسامة من وجه ناتالي وتحولت نظرتها إلى برودة مؤلمة ربما لأنهما متشابهان 
أخفضت عينيها ثم أضافت بهدوء لقد كنت يوما ما محاطة بأقرب الناس إلي من اعتقدت أنهم يحبونني أكثر من أي شيء لكن في لحظة واحدة ألقيت في أعمق هاوية يمكن أن يتخيلها الإنسان 
عندما نظر إليها من جانبه أدرك أن ما مرت به ربما كان أعظم وأشد ألما مما يمكن لأي شخص تخيله 
وفي تلك الأثناء كان صموئيل يقف خارج المطعم مراقبا المشهد من بعيد 
كانت عيناه مثبتتين على الطاولة القريبة من النافذة حيث جلس روس مع ناتالي
رأى كيف كانت تتحدث معه وكأنها تتخفف من أعباء ثقيلة أمامه كان بإمكانه أن يشعر رغم بعده أنها كشفت عن ضعفها أمام ذلك الرجل 
من هذا الرجل وكيف استطاع أن يجعل ناتالي تبدو بهذه الطريقة 
تحولت عيناه العميقتان إلى ظلال داكنة وشدت ملامحه الصارمة أكثر فأكثر كان الڠضب يتصاعد داخله بهدوء قاتم كأن الهواء من حوله أصبح باردا بما يكفي لتجميد كل شيء 
وفجأة كسر صوت صغير وواضح شرود صموئيل أنا أشبهك كثيرا يا سيدي 
ضيق صموئيل عينيه قليلا والټفت لينظر إلى مصدر الصوت كان الطفل الصغير يقف أمامه لطيفا بطريقة تثير الإعجاب وجهه الملائكي كان محمرا قليلا وعيناه تتألقان بحيوية وذكاء لا يناسبان سنه الصغيرة 
رغم أن الطفل كان صغيرا جدا ولم تكن ملامحه حادة بعد شعر صموئيل بشيء غريب وهو يحدق فيه لم يكن من السهل أن يرى أحد التشابه بينهما من النظرة الأولى لكن بعد تأمل وجه الطفل عن قرب استطاع أن يلاحظ بعض أوجه الشبه المدهشة 
الأغرب أن هذا التشابه كان أقوى من الشبه الذي يربطه بابنه فرانكلين 
نعم فكر صموئيل في داخله لكنه لم يسمح لأي تعبير بالظهور على وجهه ظل محافظا على جموده المعتاد 
فماذا لو كنا متشابهين قال لنفسه لا أعتقد أن هذا الطفل الصغير هو ابني 
تذكر أنه تعرض للخداع مرة واحدة فقط لم يقترب من أي امرأة غير تلك الليلة الوحيدة التي انتهت بولادة فرانكلين وصوفيا 
لو كان هناك أطفال آخرون لكانت يارا استغلت ذلك حتما لا يمكن أن تتخلى عن فرصة كهذه 
ارتعشت شفتا صموئيل للحظة وارتسمت عليه ابتسامة ساخرة نظر إلى الطفل الصغير بعينيه الباردتين وسأله ببرود لماذا أفعل ذلك 
الفصل 42 الرغبة في رؤيتها
هل أنت عازب يا سيدي 
وقف صموئيل للحظة وقد سلبت الكلمات من شفتيه كأن السؤال قد اخترق أعماقه 
قال الطفل بلهجة واثقة وابتسامة بريئة إذا لم تقل شيئا فسأفترض أن هذا صحيح رفع الطفل وجهه الممتلئ نحو صموئيل وعيناه الصافيتان تشعان براءة وفضولا لا يتناسبان مع عمره أمي أيضا عزباء أعتقد أنكما مناسبان تماما لبعضكما 
كان الطفل يبدو في عمر فرانكلين وصوفيا ربما أربع أو خمس سنوات لكن كلماته كانت تفوح بنضج أذهل صموئيل 
أطفأ سيجارته ببطء وقال بصوت هادئ هل علمتك والدتك أن
تقول ذلك 
هز الطفل رأسه وأجاب بجدية تفوق سنه لم أخبرها أنني أتيت لرؤيتك 
كذبت عليها 
هي لا تعتقد أنك قد تكون زوجها تكرر علي دائما أن أتخلى عن هذه الفكرة 
ثم هز الطفل رأسه بأسى درامي وأردف إنها حقا تقلقني من الصعب جدا أن أكون الابن الوحيد الذي يعتني بشؤون أمي الشخصية 
ابتسم صموئيل بتهكم وقال بلهجة مشوبة بالسخرية حقا 
لكن الطفل لم يتراجع بل تابع كلامه بثقة سيدي لقد بحثت في خلفيتك بصفتك رب عائلة باورز أنت رجل رائع وأمي ليست أقل منك شأنا إنها جميلة وذكية إذا كنت لا ترغب في متابعتها فلا بأس هناك آخرون مستعدون لذلك وأنا يمكنني العثور على شخص آخر يناسبها 
حاول الطفل أن يبدو جادا لكن صموئيل لم يتمالك نفسه وانحنى قليلا وهو يمسح شعر الطفل ببطء 
إذا ابحث عن شخص آخر لأمك 
وقف الطفل مذهولا ولم يصدق أن صموئيل رفض اقتراحه بهذه البساطة تطلع إليه بعينين متسعتين وقال بتلعثم أنت 
قطع صموئيل الحديث ببرود هناك امرأة أريدها بالفعل لذلك لا أهتم بأي امرأة أخرى 
سكت الطفل وشد قبضتيه الصغيرتين في إحباط واضح 
إذا كنت سترفض أمي بهذه الطريقة فستندم يوما ما 
لم يرد صموئيل لكنه ابتسم ابتسامة غامضة قبل أن يستدير للمغادرة 
ترك الطفل خلفه غارقا في مشاعر متضاربة وعيناه تلمعان بمزيج من الحزن والتحدي رغم كل الكلمات التي تبادلوها لم يستطع صموئيل أن يشعر بالكراهية تجاهه ربما لأنه رأى في ذلك الطفل جزءا من نفسه مزيجا من العناد والبراءة 
سوف ټندم عاجلا أو آجلا لأنك اخترت امرأة أخرى بدلا من أمي وإذا أتيت باكيا فلن أساعدك سنرى من سيضحك في النهاية 
بعد قليل دفعوا ثمن وجبتهم وغادروا المطعم وبينما كانوا يتجهون نحو السيارة لاحظت ناتالي تعبير وجه زافيان الغاضب 
عزيزي هل أزعجك أحد 
أجاب زافيان بنبرة مزجت بين الجدية والڠضب قابلت رجلا متعجرفا لكنه سرعان ما غير نبرة صوته بابتسامة لطيفة واثقة وهو ينظر إلى ناتالي قال لي شيئا جريئا لكنه سيندم قريبا 
رجل من هو 
أمي لا تعرفينه لقد التقيت به للتو 
أوه هذا مثير للاهتمام 
في تلك الأثناء أخرج روس السيارة من موقف السيارات وقادهم إلى المنزل جلس زافيان في المقعد الخلفي بينما جلست ناتالي بجانب السائق شغل روس السيارة وانطلق 
خارج المطعم

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات