الإثنين 06 يناير 2025

رواية الاب الغامض الفصل41-60 بقلم باميلا

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

ظهر ثلاثة رجال لم يكن ستيفن ويوهان منتبهين لكن نظرات صموئيل كانت ثابتة على السيارة المارة وتحديدا على ناتالي وروس الجالسين في مقدمتها 
مرت السيارة سريعا ولم يلتقط صموئيل سوى لمحة عابرة عنها رغم ذلك ظل ذهنه مشغولا بها ولم يلحظ رأسا صغيرا مستندا إلى النافذة
الخلفية 
طوال الطريق إلى منزل باورز بقي صموئيل صامتا أرهقته أفكاره وكأنه عالق في دوامة من المشاعر المتشابكة 
عندما وصل إلى المنزل ألقى نظرة على جافين وسأله بهدوء أين فرانكلين وصوفيا 
في غرفتهما لم يناما بعد 
شكرا 
صعد صموئيل إلى الطابق العلوي وطرق باب غرفة نوم الطفلين 
من هناك 
إنه أنا 
بمجرد أن سمع فرانكلين صوت والده هرع لفتح الباب 
رغم أنه كان معروفا بشقاوته إلا أن فرانكلين لم يكن يجرؤ على تجاوز حدوده أمام صموئيل وقف حافي القدمين ينظر إلى والده بوجه مرتبك وقلق 
أبي لقد تأخر الوقت هل هناك شيء مهم 
بدأت الأفكار تدور في رأس فرانكلين هل يعلم بشأن معركتي مع الطفل البدين هل اكتشف أنني جعلته يبكي 
شعر پخوف يتسلل إليه منتظرا أي توبيخ قادم لكن بدلا من ذلك جاء صوت صموئيل هادئا ومفاجئا 
فرانكلين هل تريد رؤية ناتالي الآن 
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 43 هذا يعتبر كڈبا
بعد سماع اسم ناتالي أضاءت عينا صوفيا بحماس وهي تندفع نحو صموئيل تهز رأسها بحماسة. 
بالطبع نريد رؤيتها يا أبي! كنا نتحدث معها عبر الإنترنت لكن رؤيتها شخصيا سيكون أروع بكثير. 
ألقى فرانكلين نظرة مترددة نحو أخته ثم أومأ برأسه أيضا لكن تعبيره بدا أكثر حذرا. نعم أريد رؤيتها أيضا... 
تجعد حاجباه الصغيران فجأة وهو ينظر بتمعن إلى صموئيل. شعور غريب بدأ يراوده ثم سأل بلهجة مشككة لكن لحظة! ألم تكن تعارض علاقتنا بناتالي هل تخطط لخداعها لتأتي هنا ثم تزعجها لأنها قريبة منا 
رفع صموئيل حاجبا ساخرا وسأل هل يمكنك التوقف عن مناداتها بهذا الاسم المحبب 
لماذا لا لقد سمحت لي بذلك! 
حتى لو سمحت أنا لا أوافق. 
أبي! أنت غير عادل! 
اشټعل الڠضب في عيني فرانكلين. لم يتخيل أبدا أن صموئيل والده سيقف في طريق تعلقه بناتالي. 
ورغم الحدة بينهما حافظ صموئيل على هدوئه. بنبرة منخفضة قال هل تريدان رؤيتها أم لا 
تبادل فرانكلين وصوفيا النظرات وأومآ برؤوسهما بحماس مشترك. 
ثم اقترب صموئيل منهما وخفض صوته وهو يشرح خطته. بدت ملامح فرانكلين متشككة وهو يقول أبي هذه كڈبة أليس كذلك إذا اكتشفت ناتالي الأمر ألن تفكر أنني لست بريئا بعد الآن 
نظر إليه صموئيل بعينين حادتين تحملان مزيجا من الحزم واللين. هل يعني ذلك أننا لن نفعل ذلك 
تردد فرانكلين لوهلة يبدو في صراع داخلي مع نفسه. لكنه في النهاية استسلم لإغراء مقابلة ناتالي وقال بنبرة جادة حسنا أبي. دعنا نكذب. 
في هذه الأثناء كان روس قد أوصل ناتالي وزافيان إلى منزلهما بأمان. 
ذهب زافيان إلى غرفته مباشرة ليلعب على الكمبيوتر بينما توجهت ناتالي إلى غرفتها لتراجع التقارير المالية التي أرسلها ياندل. 
كانت ناتالي نادرة الظهور في الشركة شخصيا لكنها لا تزال تدير العمليات من بعيد بحزم ودقة. 
بعد إنهاء قراءة التقارير خلعت قناعها الواقعي للغاية وهمت بالاستحمام لتخفيف التوتر. 
وفجأة رن هاتفها. 
ألقت نظرة على الشاشة. كان الاتصال من منزل عائلة باورز. تسارعت نبضات قلبها. هل يمكن أن يكون فرانكلين 
مرحبا... 
جاءها صوت رجولي عميق منخفض ومغناطيسي أنا صموئيل. 
اتسعت عيناها بذهول وهي تقول ببرود ماذا تريد 
ماذا تفعلين الآن 
ترددت ناتالي لوهلة وعيناها متعلقتان بقناعها الملقى بجانبها. شعرت بثقل السؤال الذي وجهه لكنها أجابت بعد لحظة من التفكير وهي تحاول أن تحافظ على هدوء صوتها أستعد للاستحمام. 
جاء صوته مليئا بالاستفزاز وكأنه يبحث عن رد فعل مع حبيبك 
رفعت حاجبيها بتعبير ساخر وابتسامة صغيرة لم تلامس عينيها انتهى من الاستحمام للتو. سنذهب إلى النوم قريبا. 
كان الرد كافيا ليجعلها
تدرك فجأة أن إجابة أسئلته لم تكن ضرورية. لا يحق له التطفل على حياتها أليس كذلك ومع ذلك وجدت نفسها قد أجابت بالفعل وشعرت بارتباك طفيف يختبئ خلف هدوئها الظاهري. 
رأى صموئيل التوتر الخفي الذي خلفته كلماته لكنه لم يكن في مزاج للمزيد من النقاش. بعينين مليئتين بالجدية ونبرة قاتمة قال أحتاج منك أن تأتي إلى منزل باورز الآن. 
اتسعت عيناها بدهشة وقاطعته بصوت منخفض لكنه مشحون بالتعب صموئيل إنها الساعة العاشرة تقريبا! 
رد بصوته المألوف ذي العمق الذي يحمل مزيجا من الرجاء والتوتر فرانكلين يعاني من اضطراب في المعدة لكنه لا يريد رؤية الطبيب. إنه يريد رؤيتك. توقف لبرهة وكأن الكلمات تثقل عليه ثم أضاف بنبرة حملت أكثر مما كان يظهر على وجهه لا أعرف ما إذا كان هذا حقيقيا أم مجرد تمثيل. لكنني... أتذكر أن شخصا ما أخبرني أن الأطفال بحاجة إلى اللطف أكثر مما نظن. 
كانت كلماته الأخيرة كافية لتحرك شيئا بداخلها. رغم أن الشك كان يتسلل إلى قلبها بشأن حقيقة مرض فرانكلين إلا أن فكرة ترك طفل ينتظرها كانت أكثر مما تستطيع احتماله. 
عضت شفتيها وشعرت بتمزق بين رغبتها في الحفاظ على حدودها وشعورها بالمسؤولية تجاه الأطفال. في النهاية حسمت الأمر. 
فهمت. سأذهب. 
عندما نطقت بهذه الكلمات لاحظت التغيير الذي طرأ على وجهه. عينيه الباردتين تحولت إلى شيء أكثر دفئا وابتسامة خفيفة شقت طريقها إلى شفتيه كأن الحمل الذي كان يثقله قد خف قليلا. 
قال بنبرة هادئة ولكن مليئة بالتصميم سأصل إلى منزلك في غضون خمسة عشر دقيقة. 
الفصل 44 اعتاد النوم وحيدا
خرجت ناتالي من منزلها بخطى مترددة وقد اجتاحتها موجة من القلق لم تستطع التخلص منها. هناك تحت ضوء مصباح الشارع الأصفر وقفت السيارة تنتظرها. انعكس الضوء على صورة الرجل الطويل الذي وقف ظهره إليها تاركا ظله يمتد طويلا على الأرض. 
حتى من دون أن ترى وجهه كان هناك شيء ما في هيئته يثير انطباعا بالوسامة والهيبة. ارتعشت ناتالي قليلا وهي تحدق فيه غارقة في أفكارها التي لم تستطع السيطرة عليها. 
ما إن سمعت وقع خطواتها على الدرج استدار الرجل ببطء. كانت نظراته محملة بمعان يصعب تفسيرها. صمتت للحظة تحاول تهدئة نبض قلبها المتسارع لكنها تذكرت قلقها الأول وسألت بصوت متهدج 
كيف حال فرانكلين 
رد صموئيل بنبرة ثقيلة 
ليس جيدا جدا. 
بدت كلمات صموئيل كأنها تثقل الهواء من حولها. عضت ناتالي على شفتيها وقد ارتسمت على وجهها نظرة لم تستطع إخفاءها خليط من القلق والحزن. 
دون أن ينطق بكلمة أخرى فتح لها باب السيارة. جلست في المقعد بجواره تحمل على كاهلها أثقالا لا يمكنها الإفصاح عنها. أثناء القيادة قطع صموئيل الصمت بصوت منخفض وساخر 
قد
لا تتمكنين من العودة إلى المنزل الليلة. 
أجابت بهدوء 
أنا أعرف. 
ثم أضاف بسخرية ظاهرة 
ألن يزعج ذلك حبيبك 
تفاجأت ناتالي بسؤاله وحولت عينيها نحوه في ذهول. أجابت بهدوء ممزوج بتوتر 
اطمأننت عليه قبل خروجي. كان نائما ولن يزعجه غيابي. 
راقبها صموئيل للحظة قبل أن يعلق بنبرة تحمل شيئا من الفضول 
ألستما تنامان معا في نفس الغرفة 
هزت رأسها بابتسامة صغيرة 
لا أنا معتادة على النوم وحدي. 
لاحظ صموئيل هذا الرد وابتسم بدوره بطريقة جعلتها تشعر بعدم الارتياح. لكنها قررت مواجهته 
صموئيل يبدو أنك مهتم جدا بحبيبي. 
رد بضحكة قصيرة 
نعم وإذا سنحت لي الفرصة أود

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات