السبت 23 نوفمبر 2024

قصة بعد فوات الأوان بقلم مروة حمدى

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الليل للنهار ولا بأشعه الشمس المسلطه عليه هو فقط شارد بها هى.
أخرجه من حالته تلك يد وضعت على كتفه هزته برفق حتى ينتبه ليرفع نظره لصاحبها لينقبض قلب الاخر من تلك العيون الحمرا الدامعه ليجلس إلى جواره.
_ انا شايفك هنا من بالليل على قعدتك دى متحركتش مالك يا ابنى فيك ايه
لا يجيب فقط ينظر له وهو صامت بشكل مخيف.
_طب انت كويس
مرت لحظات ليهز رأسه نافيا.
أطلق الرجل زفيرا صغيرا وقد تألم قلبه ورق لذاك الشاب متحدثا بحنو ابوى اسمع يا بنى انا مش عارف ال عندك ولا انت عارف ال عندى بس ال كل الناس عرفاه ان الدنيا دى مالهاش مالكه يوم فى العالى ويوم فى النازل مش بتمشى على سطر واحد.
لم يزح عينيه عنه ولكنه أيضا لا يجيب ليتنهد الرجل بقله حيلة يا بنى ال اقصده ان دنيتنا دى مافيهاش حاجه دايمه لا فرح ولا حزن.
أغمض عينيه يتمنى بشده ان ينزاح ذاك الألم ويرفع عن قلبه ولكن كيف وما بداخله من قهر و حسرة تعجز الكلمات عن وصفه.
الرجل متابعا بعدما شعر انه على الطريق الصحيح بس ربك ليه حكمه فى كل حاجه يعنى كل حاجه وراءها سبب والمهم اننا نعرف السبب ايه ونحله بالعقل مش باللى انت عامله فى نفسك ده خالص.
فتح عينيه على وسعهما يناظر الرجل وقد نطق اخيرا بعدما شك الرجل بأنه لا يستطيع الحديث.
_السبب ايوه صح انا انا لازم اعرف السبب ليه ليه قالت كده لازم اسمع منها لازم
قالها بهيستريا يلتف حوله يرفع رأسه لأعلى لتلفحه اشعه الشمس وقد تدارك الان فقط وجودها.
نظر للرجل الجالس متابعا لكل ما يصدر منه بالراحه يابنى بالهداوة.
كريم يتفقد جيبه ولا يجد هاتفه او حتى ساعه يده نظر لما يرتديه وجد حاله لا يزال بملابس البيت.
نظر للرجل من جديد هى الساعه كام دلوقت
الرجل ٨
كريم بسرعه راكضا لم ينتبه لحديث الرجل بأن يتمهل وينتظر حتى يهدئ فقط ثم يرحل بينما الاخر بعالم اخر يتمتم لنفسه 
لازم الحقها لازم اعرف منها السبب وإلا عمرى ماهعرف اعيش مرتاح.
بسيارة الأجرة تجلس شاردة تسأل حالها وملامح وجهها تعبر عن ما بها شمس هو فى ايه هو راح فين فوق ومش عايز ينزل ولا مش موجود وساب عربيته معقول من امبارح ما يكلمنيش ياترى فى حاجه ضروريه وراه
رجعت تشير بيديها نافية لا كان قالى.
تسائلت مرة أخرى عاقدة لحاجبيها لا تنتبه للسائق المتابع لها من المرآة بريبه ينعتها داخله بالمچنونة.
طب مخاصمنى 
عادت تهز رأسها نافية من جديد لا كان جه قالى انا مخاصمك.
عادت تسأل بحيرة طب زعلان!
أجابت على حالها بصوت عالى من ايه معملتش ليه حاجه تخلي..
صمتت واتسعت عيناها پخوف ممكن يكون منى قالتله! 
دق قلبها بړعب تكمل وعلشان كده زعل منى
عند هذة النقطة وتوالت الضربات بجنبات قفصها لتبلع غصة بحلقها تستند برأسها على النافذة الزجاجية والحزن ولمحه من الندم رسمت على وجهها.
يحاول عقلها استلام الرايه من جديد يهدئ من أمر ذاك القلب المضطرب قائلا 
__يمكن كده احسن لو بعدنا شويه وادينا فرصة لناس جديدة حد جديد يدخل هنعرف وقتها نقييم مشاعرنا صح.
انقبض وجهها بعدم رضا عما تفوهت به تردده.
ارتفع صوتها بإستنكار نبعد! ابعد عن كريم!
ازاى يعنى مش هرخم عليه كل يوم الصبح و يوديني الشغل زى ما كان بياخدنى من ايدى المدرسة وزى ماكنا بنروح سوا الجامعه ونذاكر سوا على السطح ! 
ده انا نزلت الصبح وانا ناوية على خناقة علشان مبعتليش رسالة يقولى تصبحى على خير 
ابعد ازاى طب هو انا هعرف طب يعنى ايه حد جديد! يعنى وحده تانية وحده تشاركنى فيه يضحك يهزر يتكلم يشكيلها غيرى!
تذكرت أمرا ذاك التعليق بالأمس لتشتعل الڼار بقلبها من جديد
اغمضت عينيها هزت رأسها هزة خفيفة ترفض مجرد التفكير ليبدأ العقل من جديد بإستماته على الرغم من تلك الرجفة التى تسرى بأوصالها من اثر تلك النبضه يعلن بها يسارها اعتراضه وخرجت بصوتها.
_يمكن احساسى ده بسبب اننا قافلين حياتنا على بعض يعنى اليوم بيبدأ وهو بيوصلنى الصبح وبينتهى وهو بيشيت معايا على الفيس بالليل.
أكملت بحنين له كلمه تصبحى على جنه اللى لما بيقولهالى ببقا مرتاحه مغمضة عينى وانا مطمئنة.
تنبيه قوى لعيناها الشاردة فوقى اوعى تنسى الملل ال خاېفة منه
صوت ساخر صدح بداخلها وقد أعلن القلب تمرده يجيب بنبضاته المتتالية ملل! وهل شعرتى يوما بالملل برفقته
بوجوده ضحكاته تدغدغ جوانبى ملامحه الهادئة الرائقة تهدئ من روع دقاتى تخبرنى صراحا.
اهدئ هو هنا الان
فعن اى ملل تتحدثين وعند النوم تحلمين بما سيكون عليه يوم غد برفقته تتشوقين تتوقعين تتلهفين لرؤياه لحديثه وحتى لصمته.
ابتلعت تلك الغصة تغمض عينيها تشعر بانها ټغرق بتلك الدوامة بين القلب والعقل لتنادى بهمس مسموع للوحيد القادر على انتشالها منها انت فين يا كريم
أخرجها من شرودها صوت السائق وصلنا يا انسه.
الټفت حولها

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات