قصة السفينة مارى سيليست بقلم اسماء ندا
للغاية بشأن شؤونه الخاصة و الرجل يهمني كدراسة نفسية و عند الإفطار هذا الصباح شعرت فجأة بهذا الشعور الغامض بعدم الارتياح الذي ينتابنى من بعض الناس عندما يحدقون فى عن كثب فنظرت سريعا و قابلت عينيه منحنين إلي بقوة بشكل يميل إلى الشراسة و على الرغم من أن تعبيرهم خف على الفور وقد أدلى ببعض الملاحظات التقليدية على الطقس ولكن من الغريب أن هارتون يقول إنه مر بتجربة مشابهة جدا بالأمس على سطح السفينة ولاحظت أن غورينغ كثيرا ما يتحدث إلى البحارة الملونين وهو يتجول وهي سمة أحبها بالأحرى حيث أنه من الشائع أن تجد أنصاف سلالات تتجاهل سلالة السمر وتعامل أقاربها السود بتعصب أكبر مما قد يفعله الرجل الأبيض وصفحته الصغيرة مخصصة له على ما يبدو و التي تتحدث بشكل جيد عن معاملته له إجمالا و الرجل عبارة عن مزيج غريب من الصفات المتضاربة وما لم يخدعني فيه فسوف يعطيني طعاما للمراقبة أثناء الرحلة.
كانت الرياح باردة لذلك بقيت بحكمة في مقصورتي طوال اليوم ولم أتقدم إلا لتناول العشاء مستلقيا في سريري و يمكنني دون أن أتحرك الوصول إلى كتبي أو أنابيبي أو أي شيء آخر قد أريده وهو أحد مزايا شقة صغيرة وبدأ چرحي القديم يؤلمني قليلا اليوم ربما من البرد.
لذلك جلست اقرأ مقالات مونتين فى رعاية النفس ولقد جاء هارتون في فترة ما بعد الظهر مع دودي طفل القبطان وتبعه القبطان نفسه لذا أقمت حفل استقبال رائع.
لا يزال الجو باردا مع استمرار هطول الأمطار ولم أتمكن من مغادرة المقصورة و هذا الحبس يجعلني أشعر بالضعف والاكتئاب وجاء غورينغ لرؤيتي لكن وجوده لم يكن يميل إلى ابتهاجي كثيرا لأنه لم ينطق بكلمة تقريبا ولكنه كان يكتفي بالتحديق في وجهي بطريقة غريبة ومزعجة إلى حد ما ثم نهض وخرج من الكابينة دون أن ينبس ببنت شفة و بدأت أشك في أن الرجل مچنون و أعتقد أنني ذكرت أن مقصورته بجوار مقصورتي و يتم تقسيم الاثنين ببساطة بواسطة قسم خشبي رقيق متصدع في العديد من الأماكن وبعض الشقوق كبيرة جدا لدرجة أنني لا أستطيع تجنبها لأنني مستلقي في سريري وأراقب حركاته في الغرفة المجاورة بدون أي رغبة في لعب دور الجاسوس أراه ينحني باستمرار على ما يبدو مخطط ويعمل بقلم رصاص وبوصلة و لقد لاحظت الاهتمام الذي يبديه في الأمور المتعلقة بالملاحة لكنني مندهش من أنه يجب أن يتحمل عناء تحديد مسار السفينة ومع ذلك فهي تسلية غير ضارة بما فيه الكفاية ولا شك أنه يتحقق من نتائجه من خلال نتائج القبطان وأتمنى ألا يركض الرجل في أفكاري كثيرا .
فى الثانى والعشرون من تشرين الأول أكتوبر
كان يوم جميل مع وجود سحابة بالكاد في السماء ونسيم منعش من الجنوب الغربي الذي يلهبنا بمرح في طريقنا ومن الواضح أنه كان هناك بعض الطقس القاسې بالقرب منا حيث كان هناك تضخم هائل وكانت السفينة تترنح حتى نهاية الفناء الأمامي تقريبا و تلامس الماء ثم حظيت بنزهة منعشة صعودا ونزولا على السطح الربعي و على الرغم من أنني لم أجد ساقي البحر حتى الآن لكن كانت توجد عدة طيور صغيرة تطفو على ما أعتقد شافينش في الحفارة
الساعى الرابعة والاربعون دقيقة مساء نفس اليوم
بينما كنت على سطح السفينة هذا الصباح سمعت انفجارا مفاجئا من اتجاه مقصورتي وأسرعت إلى أسفل و