السبت 23 نوفمبر 2024

قصة السفينة مارى سيليست   بقلم اسماء ندا

انت في الصفحة 6 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

للغاية بشأن شؤونه الخاصة و الرجل يهمني كدراسة نفسية و عند الإفطار هذا الصباح شعرت فجأة بهذا الشعور الغامض بعدم الارتياح الذي ينتابنى من  بعض الناس عندما يحدقون فى عن كثب  فنظرت سريعا  و قابلت عينيه منحنين إلي بقوة بشكل يميل  إلى الشراسة و على الرغم من أن تعبيرهم خف على الفور وقد  أدلى ببعض الملاحظات التقليدية على الطقس ولكن  من الغريب أن هارتون يقول إنه مر بتجربة مشابهة جدا بالأمس على سطح السفينة ولاحظت أن غورينغ كثيرا ما يتحدث إلى البحارة الملونين وهو يتجول وهي سمة أحبها بالأحرى حيث أنه من الشائع أن تجد أنصاف سلالات تتجاهل سلالة السمر  وتعامل أقاربها السود بتعصب أكبر مما قد يفعله الرجل الأبيض وصفحته الصغيرة مخصصة له  على ما يبدو و التي تتحدث بشكل جيد عن معاملته له إجمالا و الرجل عبارة عن مزيج غريب من الصفات المتضاربة وما لم يخدعني فيه فسوف يعطيني طعاما للمراقبة أثناء الرحلة.
يتعصب  القبطان بشأن الكرونومتر الخاص به  والذي لا يسجل نفس الوقت بالضبط و يقول إنها المرة الأولى التي يختلفون فيها و لم نتمكن من الحصول على مراقبة الظهيرة بسبب الضباب و بالحساب اليدوي  قطعنا حوالي مائة وسبعين ميلا في الأربع وعشرين ساعة و لقد أثبت البحارة السمر  كما تنبأ الربان أنهم عمالة  رديئة للغاية  ولكن نظرا لقدرتهم على إدارة العجلة جيدا استمروا في القيادة وبالتالي ترك الرجال الأكثر خبرة للعمل على السفينة وهذه التفاصيل تافهة بما فيه الكفاية  و لكن شيئا صغيرا يخدم كغذاء للقيل والقال على متن السفينة وتسبب ظهور الحوت في المساء في رفرفة كبيرة بيننا من ظهره الحاد وذيله المتشعب و يجب أن أعلن أنه كان حشېشة أو رفيعة كما يسميها الصيادون.
فى التاسع عشر  تشرين الأول أكتوبر 
كانت الرياح باردة لذلك بقيت بحكمة في مقصورتي طوال اليوم  ولم أتقدم إلا لتناول العشاء مستلقيا في سريري و يمكنني دون أن أتحرك الوصول إلى كتبي أو أنابيبي أو أي شيء آخر قد أريده  وهو أحد مزايا شقة صغيرة وبدأ چرحي القديم يؤلمني قليلا اليوم  ربما من البرد. 
لذلك جلست اقرأ مقالات مونتين فى رعاية النفس ولقد  جاء هارتون في فترة ما بعد الظهر مع دودي طفل القبطان وتبعه القبطان نفسه لذا أقمت حفل استقبال رائع. 
 فى العشرون و الواحد والعشرون أكتوبر 
لا يزال الجو باردا مع استمرار هطول الأمطار ولم أتمكن من مغادرة المقصورة و هذا الحبس يجعلني أشعر بالضعف والاكتئاب وجاء غورينغ لرؤيتي لكن وجوده  لم يكن يميل إلى ابتهاجي كثيرا لأنه لم ينطق بكلمة تقريبا  ولكنه كان يكتفي بالتحديق في وجهي بطريقة غريبة ومزعجة إلى حد ما ثم نهض وخرج  من الكابينة دون أن ينبس ببنت شفة و بدأت أشك في أن الرجل مچنون و أعتقد أنني ذكرت أن مقصورته بجوار مقصورتي و يتم تقسيم الاثنين ببساطة بواسطة قسم خشبي رقيق متصدع في العديد من الأماكن وبعض الشقوق كبيرة جدا لدرجة أنني لا أستطيع تجنبها لأنني مستلقي في سريري وأراقب حركاته في الغرفة المجاورة بدون أي رغبة في لعب دور الجاسوس أراه ينحني باستمرار على ما يبدو مخطط ويعمل بقلم رصاص وبوصلة و لقد لاحظت الاهتمام الذي يبديه في الأمور المتعلقة بالملاحة لكنني مندهش من أنه يجب أن يتحمل عناء تحديد مسار السفينة ومع ذلك فهي تسلية غير ضارة بما فيه الكفاية  ولا شك أنه يتحقق من نتائجه من خلال نتائج القبطان وأتمنى ألا يركض الرجل في أفكاري كثيرا .
 كان لدي كابوس في ليلة العشرين ظننت فيه أن سريري كان نعشا  وأنني وضعت فيه  وأن غورينغ كان يحاول تثبيت الغطاء الذي كنت أدفعه بعيدا بشكل محموم و حتى عندما استيقظت لم أستطع إقناع نفسي أنني لم أكن في نعش و كرجل طبي أعلم أن الکابوس هو ببساطة اضطراب في الأوعية الدموية لنصفي الكرة المخية ومع ذلك في حالتي الضعيفة لا يمكنني التخلص من الانطباع المړضي الذي ينتج عنه.
 فى الثانى والعشرون من تشرين الأول أكتوبر 
كان يوم جميل  مع وجود سحابة بالكاد في السماء ونسيم منعش من الجنوب الغربي الذي يلهبنا بمرح في طريقنا ومن الواضح أنه كان هناك بعض الطقس القاسې بالقرب منا حيث كان هناك تضخم هائل وكانت السفينة تترنح حتى نهاية الفناء الأمامي تقريبا و تلامس الماء ثم  حظيت بنزهة منعشة صعودا ونزولا على السطح الربعي و على الرغم من أنني لم أجد ساقي البحر حتى الآن لكن كانت توجد  عدة طيور صغيرة تطفو على ما أعتقد شافينش  في الحفارة 
الساعى الرابعة والاربعون دقيقة  مساء نفس اليوم 
بينما كنت على سطح السفينة هذا الصباح سمعت انفجارا مفاجئا من اتجاه مقصورتي وأسرعت إلى أسفل و

انت في الصفحة 6 من 15 صفحات