قصة ظل الماضى بقلم مى محسن

قصة ظل الماضي
بقلم مي محسن عامر
المطر يهطل بغزارة والأمواج مهدرة والصقيع كسهم خرج من قوسه ورشق فى عظامه كل ذلك لا يعنيه لا يشعر به لا يرى إلا طيفها يخطو أمامه بضع خطوات يتحسس ملمس قدمها على رمال الشاطئ تلك الذكرى التي حفرت في عقله منذ العام الماضي ولم تغادره ذلك الشاطئ القصي الذي اختبأ فيه لينعما ببعضهما فى سکينه بعيدا عن عدسات كاميرات الصحفيين الذين يلاحقونهم منذ إعلان خطبتهم حتى موعد زفافهم شهران والصحف لا تكتب إلا عن ارتباط الأميرة لين ونجل أكبر رجل أعمال المليونير عزيز الحسيني عدة شهور قضوها فى ضحك وسعادة حتى عرفت الدموع طريق مقلتيها في تلك الليلة الحالكة حين عاد يترنح يهزئ

لين ما هذا يا عزيز كيف وصلت لتلك المرحلة من الشرب!
يترنح عزيز ويتلعثم في الكلام
عزيز أنا...مش عارف....كان كاس واحد....
لين يجب أن تتعلم السيطرة علي شيطان نفسك 
سقط قبل أن تكمل كلماتها . صوت البرق أخرجه من ذكرياته البائسة وها هو يسير علي الشاطئ خلف ظلها عسى أن يحظى بنظرة من عينيها لتثلج روحه الموقدة تلك العيون التى يتذكر ضحكتها كما يتذكر دموعها صوت البرق وهطول الأمطار على البحر يجعله يتذكر هدير دموعها المختلطة بالألم يتذكر صوتها وهى تتألم وتطلب منه الإسراع فلم تعد تتحمل ألم المخاض أكثر من ذلك المخاض الذي أتى باكرا بسبب ڠضبها منه لعدم إقلاعه عن الخمر حاولت معه كثيرا كي يذهب للمشفى للتعافي ولكن أبا
لين أن لم تذهب سوف اعود لوالدي
عزيز لن اذهب واعدك انى لن أكررها ولكن لا تتركينى ..كيف يعيش الانسان بلا قلب أنت قلبي وانفاسي.
ليلتها حافظ فيهما علي وعده ثم لم يستطع ليلة تلو ليلة وهو يعاقر الخمر ودموعها أنهار تجرف وفي الصباح يبكي على بكاها ويعدلها عن قرار تركه ويقسم بأغلظ الأيمان على أن يرتدع عن أفعاله جاهد وأقلع لأيام تحملت فيها نوبات غضبه
حتى صادف هذا المساء أحد رفاقه فعاد للخمړ مرة أخرى .
عاد بيته يترنح فڠضبت وثارت عليه ثم داهمها ألم جم صړختها ايقظته من كهف ترنحه المظلم
يحكم قبضته على مقود السيارة بإحكام الظلام دامس القمر مستتر خلف الغيوم الملبدة الرؤية ضبابية الأمطار تهطل بغزارة الطريق زلق .
لين..أاااه ه اسرع لا اتحمل..يا الله اغثنى
يفتك ألمها بقلبه ويشتت عقله فانزلقت السيارة على الطريق لم يعد يستطع السيطرة عليها انقلبت بهما
عزيز لين تمسكي سأخرجك يا قلبي
بصعوبة بالغة استطاع الخروج من السيارة ثم توجه لها ليخرجها هى الأخرى وجد الډم يكسو وجهها صړاخها أصبح أضعف فلم تعد تملك أي قوة يلتفت حوله وېصرخ لا احد ومضت له الحياة على مرمى البصر وسط الأشجار رأى بيت فحملها إليه وهو ېصرخ بطلب المساعدة ولكنه لم يجد به أحد ووجده خالي من الأثاث والأتربة متراكمة على الأرض والنوافذ البيت مهجور منذ أعوام على الأرض سالت الډماء من بين قدميها
لين انتهي الوقت يجب عليك مساعدتي
اخذ نفس عميق
عزيز اذن خذي نفس عميق وادفعيه بها خارجا
مرتان ولم يظهر جنينها فأضطر أن يضغط علي بطنها في محاوله خارجيه بدفع جنينه
عاونها حتي خرجت للنور عيونها كقلب المحيط في زرقته بسمتها نور يبدد ظلام نفسه ضحكتها ناي يهدى روحه فهى عكس كل الأطفال ولدت تضحك خلع معطفه ولف طفلته به ليحميها من الصقيع نظرت لهما وأغلقت عينيها ولم تفتحهما ثانيا ملاك يبكى ووجه ملطخ بالډماء والماء صړخت طفلتها صړخة مدوية فقد شعرت بفقد والدتها.
اشاح بنظرته عن