قصة روح الغابة بقلم دكتور محمد مسافر
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
لي بحنان وكانت تقول لي بصوت رقيق
أنا معك دائما. أنا أحبك.
وأنا أيضا أحبك. قلت لها وتقدمت نحوها لاحتضانها ولكنها اختفت من بين يديي.
استيقظت من الحلم پصدمة. شعرت بالحزن والفقد ولكني شعرت أيضا ببعض الدفء في فؤادي والأمل في أيامي القادمة.
قررت أن أعود إلى الشقة. أردت أن أرى كاويريا مرة أخرى. أردت أن أشكرها على كل شيء. أردت أن أقول لها أنني أحبها.
فقد كانت الغرفة مزينة بالورود والشموع وكان هناك رسالة على الطاولة. كتبت كاويريا في الرسالة بخط يدها وكانت تقول في الرسالة
أنا أنتظرك في الغابة. تعال إلي.
وأسفل الرسالة كان هناك خريطة تشير إلى مكان معين في الغابة. كان هناك علامة تقول هنا.
أخذت الرسالة والخريطة وخرجت من الشقة بسرعة. وتوجهت إلى الغابة بحماس. وتبعت الخريطة بدقة.
وبعد مسافة ليست بالقصيرة وصلت إلى المكان المشار إليه. وكان هناك مفاجأة جميلة. كان هناك بيت صغير في الغابة.
وكان البيت مصنوعا من الخشب والقش وكان محاطا بالأزهار الزاهية والأشجار الوارفة وكانت هناك نافورة صغيرة في الحديقة أمام مدخل البيت حيث كانت تقف كاويريا. كانت ترتدي فستانا أبيض وكانت تحمل باقة من الورود وكانت تبتسم لي بحب.
أهلا بك في بيتنا. أنا سعيدة جدا برؤيتك.
ودخلنا البيت معا.. كان البيت دافئا ومريحا. لا أعلم مصدر الدفء! هل هو قلبها
وكان هناك كل ما نحتاجه. وكانت ذرات الهواء مخلوطة بالحب وسلام محسوس في جنبات الدار.
تيقنت من أنها إنسانة وليست روحا كما يشاع.. كل ما هنالك أنها ملت من الحياة المعقدة ولجأت إلي الغابة للراحة والسکينة ومساعدة المهمشين من البشر. وحينما رأتني أحبتني من أول نظرة فلم تتمالك نفسها وزارتني في داري منزلها القديم ولكن لسانها قد انعقد ولم تنطق حينما رأتني عن قرب.. وهربت مني.
لم تقو علي البعد وزارتني مرة أخرى حتى زال الثلج بيننا فأرسلت لي الرسالة لزيارتها في الغابة.
وعشنا في البيت سعداء ونسينا كل همومنا. وبدأنا معا في مشروعنا الإنساني.. نساعد الناس في محيط الغابة.
أحببنا بعضنا بصدق. واحترمنا بعضنا بتقدير. وثقنا ببعضنا بإخلاص ودعمنا بعضنا بتفاني.
وكنا نحلم ونتمنى معا. ونخطط وننفذ معا. ونصلي ونشكر معا. وسوف نعيش وڼموت معا.