رواية الاميرة المفقودة الفصل الثاني والثلاثون
كانت مارغريت تمسك بيدها زهور اللوتس البيضاء، ثم انحنت ووضعتها على تلك القطعة الزائدة من رداء الأميرة، وسرعان ما اندمجت الورود داخل قطعة القماش واصبحا قطعة واحدة، ثم وقفت مرة أخرى مارغريت بجوار الأميرة، الاى قامت بدورها بنزع التاج من فوق رأسها ثم وضعته فوق رأس مارغريت، وفى لمح البصر رأيت ان ملابسهم تتبادل سويا، ثم التفتا الاثنين ناظرين لى، وقالت الاميرة ايزيس التي أصبحت ترتدي ملابس مارغريت
"لا تقلق مالكيوم، فحبيبتك سوف تظل دائما معك ولكن لن تكون بمفردها "
"كيف؟ لا افهم"
ارتفعت كلتا الفتاتان الى اعلى حتى اقتربا من السماء، ثم بهتت صورتهم واندمجت اجسادهم ليصبحوا في النهاية جسد واحد، ثم سقطت مارغريت أرضا بجواري، انخفضت التمس وجهها، ولكن صوتها الآتي من بعيد وهى تنادينى، جعلني أفتح عينى على مصراعيها ، وكم حمدت الرب أن الذي رأيته كان فقط حلم، لا اكثر، فتحت عينى لأراها تقف قربى وهى تضع يدها على كتفى وتقول
"مالكيوم، هل انت بخير"
"نعم، نعم، انه فقط حلم ليس أكثر"
صدح صوت السيد ترولانى خلفها قائلا
ان مارغريت قالت لا فرح قبل إعادة مومياء الأميرة الشمعي الى المتحف فى باريس وايضا تريد الفرح هنا فى هذا البيت، كما انها طلبت ان يكون الفرح بالشكل الفرعوني القديم لانها سوف ترتدي الرداء الخاص بالمومياء، لا اعلم سيد مالكيوم كيف انفذ لها ذلك الامر
اجبت مارغريت عليه وقالت " لا يوجد مشكلة ابى، فبالتأكيد اصدقائك من الجنسية المصرية يعرفون شركات لتنسيق الحفلات، وسوف تجد منهم من يفهم مطالبي
انحنى السيد ترولانى بشكل درامي مثل ممثلين المسرح وقال
"طلباتك أوامر أيتها الأميرة"
فرفعت مارغريت يدها ووضعتها على فمها تخفى ضحكاتها وقالت
" اوه، أبى"
ثم ابتعدت مهرولة وهي تضحك ثم صعدت إلى غرفتها، انا السيد ترولانى و مالكوم فذهبا الى غرفة المكتب .
مرت الايام سريعا وخلالها قام السيد ترولانى بمراسلة المتحف واخبرهم بانه فوجئ بوجود التمثال الشمعي ضمن مجموعة صناديق اثرية كان قد اشتراها ولا يعلم كيفية ظهور هذا التمثال بينهم ، وقد تأكدت السلطات الفرنسية من عدم دخول او خروج السيد ترولانى الى ارض فرنسا وقت اختفاء التمثال وأنه قد استطاع إثبات وجوده فى بلد اخرى بهذا الوقت، وقامت بتقديم جائزة شرفية له تكريما بانه اعاد التمثال الشمعى لهم تحت غطاء من الصحافة التى أشادت بالموقف .
وبهذا التجمع من الصحف الفرنسية والأجنبية، قص السيد ترولانى رحلته فى البحث فى الآثار المصرية عن الاميرة المفقودة قائلا
حسنًا بعد الكثير من التجوال ومحاولة الالتفاف في خليط التلال اللامتناهي ، وصلنا أخيرًا عند حلول الظلام على وادٍ كما وصفه فان هوين وهو واد به منحدرات عالية شديدة الانحدار ؛ يضيق في المركز ويتسع للخارج إلى الأطراف الشرقية والغربية ،و في وضح النهار كنا مقابل الجرف ويمكننا بسهولة أن نلاحظ الفتحة العالية في الصخر ، والأشكال الهيروغليفية التي من الواضح أنها كانت تهدف في الأصل لإخفائها.
ولكن العلامات التي حيرت فان هوين وتلك التي كانت في عصره (ولاحقًا ، لم تكن أسرارًا بالنسبة لنا) لقد اخذنا مجموعة العلماء الذين قدموا أدمغتهم وحياتهم لهذا العمل ، لفك لغز الغموض للمصريين( اللغة)على الوجه المحفور للجرف الصخري ، ونحن الذين تعلمنا الأسرار ، يمكن أن نقرأ ما كتبه كهنوت طيبة هناك قبل ما يقرب من خمسين قرنا من الزمان.