رواية الاميرة المفقودة الفصل الثاني والثلاثون
الخريف من اجمل الفصول القريبة لقلبى، دائما اعتبرها نهاية للاحزان و ولادة لحياة جديدة، اختيار صائب منها، حسنا فليكن فى نهاية الخريف ، ولكن علي التحدث معها اولا لمعرفة المكان الذي تفضل ان يكون به حفل الزواج، هل تقترح لى اين ترغب ان يكون
"اعتقد ان هنا سوف يكون المكان مناسب،فالبيت معزول عن العالم والهدوء والاسترخاء من سمات المكان، ولكن بالطبع هذا يعود لها"
"حسنا هل يمكنك الذهاب واخبارها انى اريد التحدث معها"
نهضت واستاذنت منه فى الانصراف، ثم عدت الى حيث كانت هى لازالت عند الصخور، عندما اقتربت رأيتها قد غيرت مكانها وتحركت نحو الرصيف القريب من المراكب الصغيرة، وها هى تجلس باحداها، توقفت بعيدا قليلا انظر لها وذهب ذهنى لتذكر ذلك الحلم الجميل
( بدا كل شيء حقيقيًا لدرجة أنني بالكاد أستطيع أن أصدق أن شئ قد حدث من الأصل ؛ ومع ذلك ، جاءت كل حادثة ليست منطقية كخطوة جديدة ولكن كشيء متوقع حدوثه ، ومن الحكمة أن تلعب الذاكرة بالمقابل من أجل الخير أو الشر و من أجل المتعة أو الألم للسعادة أو التعاسة ، وهكذا تكون الحياة حلوة ومرة ، وما حدث يصبح أبديًا، توقف المركب الخفيف الحركة عبر المياه الهادئة كما لو كانت المجاديف تومض وتقطر ، وتسللت من ضوء شمس يوليو العنيف إلى الظل البارد لأغصان الصفصاف المتدلية و لقد ثبتت هى في القارب المتأرجح بأصابع ماهرة تحمي نفسها من الأغصان الضالة أو حرية مرونة الأغصان المتحركة و مرة أخرى بدأ الماء ذهبي اللون تحت مظلة خضراء نصف شفافة ؛ وضفة المجري المائي المليئة بالأعشاب كانت من لون الزمرد، انتظرنا مرة أخرى في الظل البارد مع أصوات الطبيعة التي لا تعد ولا تحصى ، سواء داخل التعريشة أو خارجها ، تندمج في ذلك الطنين الناعس الذي يمكن في بيئته الكافية نسيان العالم الكبير بمشاكله المزعجة ، وأفراحه الأكثر إزعاجًا، في تلك العزلة المباركة ، فقدت الفتاة الصغيرة تقاليد تربيتها الضيقة ، وأخبرتني بطريقة طبيعية وحالمة بالوحدة التى في حياتها ، بشعورها الحزين جعلتني أشعر كيف أن كل فرد من أفراد الأسرة في ذلك المنزل الفسيح منعزل بسبب غرور شخصية والدها وكبريائها هى نفسها ؛ أن الثقة ليس لها مذبح ، والتعاطف لا مزار له ؛ وأن هناك حتى وجه والدها كان بعيدًا كما بدت الحياة الريفية القديمة الآن. وضعت رجولتى وتجربة سنواتي نفسها عند قدمي الفتاة، كان على ما يبدو من عادتهم ان لا أهمية بالنسبة للقيادة المنفردة ولكن فقط على كل فرد أطاعة الأوامر الحتمية، تضاعفت ثواني الطيران إلى ما لا نهاية ، لأنه في أركان الأحلام ، تندمج الوجود وتجدد نفسها ، وتتغير وتحتفظ بنفسها مثل روح موسيقي في حالة شرود)
انتبهت من شرودي على صوتها ينادي اسمي، فابتسمت وانا اقترب واخبرتها بتلقائية
"ان السيد ترولانى يريد التحدث معك الان عزيزتي"
مددت يدى لها ، فأمسكت هى بكفى وعادت إلى الرصيف حيث اقف تاركة تلك المركب، ثم وضعت القط بين يدى وقالت
"حسنا سوف اذهب له ، احترس على سيليفو"
عدنا سويا الى البيت وكان السيد ترولانى قد نزل الى ساحة البيت، ثم أشار الى مارغريت وطلب منها ان تتبعه الى المكتب، وبعد ان دخلوا أغلق الباب عليهم وانتظرتهم انا بالخارج ،مرت نصف ساعة شعرت بهم بثقل فى عينى ،وأسندت رأسي على ظهر المقعد ثم غلبنى النوم ، كان الامر وكانه حقيقي للغاية فقد كانت تقف مارغريت عند حافة جبل ترتدي ذلك الفستان الأبيض الذي كانت ترتديه يوم التجربة، وكانت تقف الى جوارها الأميرة أيزيس وهى ترتدي ذلك الرداء من الكتان الناعم المطرز بنجوم تشبه المجموعة الشمسية ولكن قد زاد له قطعة طويلة من الخلف، مفرودة على الارض خلفها لمسافة طويلة، وهناك فوق رأسها ذلك التاج المرصع بالالماس والجواهر الرائعة.
