رواية الاميرة المفقودة الفصل الثاني والثلاثون
ثم وصلنا إلى كهف كبير تضاءلت نهايته في السواد. كان مكانًا ضخمًا مضاءًا بشكل خافت بواسطة بضع شقوق غير منتظمة الشكل وغريبة الأطوار و من الواضح أن هذه كانت عيوبًا في الصخر من شأنها أن تسمح بسهولة إخفاء النوافذ. كان بالقرب من كل منهم مصراع معلق يمكن أن يتأرجح بسهولة عن طريق حبل متدلي. و جاء صوت دقات الأمواج المتواصل مكتوماً فى أسفل البعيد، ذلك الكهف الأخضر ، والذي يمثل في نحته و هدفه وحداثة آليته واضوائه الكهربائية كلاً من العالم القديم والجديد ،
عندما تم الانتهاء من تجهيز كل شيء أخيرًا كانت قد انقضت ثلاثة أرباع الساعة ، لأننا كنا متعمدين الدقة في جميع أعمالنا ثم أشرت إلي مارغريت وخرجت معها لإحضار القط سيلفيو والذب اقترب منها مخرخر، ف حملته وسلمته لي. ثم قالت شيئًا أثارني بشكل غريب وأعاد إليّ بشدة الطبيعة اليائسة للمشروع الذي شرعنا فيه ،فبعد أطفأها الشموع بعناية وأعادتها إلى أماكنها المعتادة قالت لي:
"لقد انتهي كل شئ الآن، ولم يعد استخدام تلك الشموع ضرورى و أيا كان ما يأتي - حياة أو موت - فلن يكون هناك غرض من استخدامهم الآن."
ثم أخذت سيلفيو بين ذراعيها مني مرة اخري ، وضغطت عليه بالقرب من حضنها بقوة حيث كان يخرخر بصوت عالٍ ثم عدنا إلى الغرفة. لقد أغلقت الباب ورائي بعناية ، وشعرت كما فعلت ذلك بتشويق غريب من النهاية فهكذا الآن لا مكان للتراجع فلم يكن هناك عودة الآن، ثم ارتدينا أقنعة التنفس و أخذنا أماكننا كما كان رتبها السيد ترولانى وأخبرنا بها ، فكان علي أن أقف بجانب مفاتيح المصابيح الكهربائية بجوار الباب، جاهزًا ومستعدا لإطفاءها أو تشغيلها، عندما يطلب منى بتوجهاته السيد تريلاوني.
و كان على الدكتور وينشستر أن يقف خلف الأريكةالتى وضعنا عليها مومياء الأميرة، حتى لا يكون بين المومياء والتابوت شئ؛ وكان عليه أن يراقب بعناية اى شئ يحدث فيما يتعلق بالأميرة و كان من المقرر أن تكون مارغريت بجانبه،فتحركت وهى تحمل القط سيلفيو وعلى استعداد لوضعه على الأريكة أو بجانبها عندما تفكر بشكل صحيح اما السيد تريلاوني والسيد كوربيك بدأوا بتجهيز المصابيح ثم إنارتها .
عندما كانت عقارب الساعة قريبة من الوقت المحدد و كانت جاهزة مع دقاتها فبدا أن قرع الجرس الفضي للساعة يضرب قلوبنا مثل ناقوس الموت واحد، اثنين ، ثلاثة و قبل الضربة الثالثة ، اشتعلت فتائل المصابيح ، ثم أشار لى السيد ترولانى بإطفاء الأضواء، فرفعت يدي وقمت بإطفاء الضوء الكهربائي.
في ظلمة المصابيح المتعثرة ، وبعد انتهاء التوهج الساطع للضوء الكهربائي ، اتخذت الغرفة وكل ما بداخلها أشكالًا غريبة ، وبدا أن كل شيء يتغير مظهره في لحظة، انتظرنا لحظات كانت تمر مثل الساعات وقلوبنا تنبض، أعلم أنني فعلت ذلك ، وتخيلت أنني أستطيع سماع نبضات الآخرين.
بدا أن الثواني تمر بأجنحة رصاصية بطيئة و كان الأمر كما لو أن العالم كله كان لا يزال قائما وقد برزت شخصيات الآخرين بشكل باهت فقد ظهر فستان مارغريت الأبيض وحده بوضوح في الظلام. كما أضافت أقنعة التنفس السميكة التي نرتديها جميعًا إلى المظهر الغريب شكلا من اشكال الرعب، و أظهر الضوء الرقيق للمصابيح الفك المربع للسيد تريلاني بذلك الفم القوي والوجه الحليق البني للسيد كوربيك وقد بدت عيونهم وكأنها تتوهج وتلتمع مثل النيران في انعكاس الضوء الصادر من المصابيح ، وأستطيع بشئ من الوضوح عبر الغرفة ان المح عيون الدكتور وينشستر مثل النجوم ، ومارغريت متوهجة مثل الشموس السوداء و كانت عيون سيلفيو مثل الزمرد المضاء، لحظات وبدء الخوف يصور لى احتراق المصابيح فهمست لنفسي قائلا