عودة الطير المهاجر بقلم موروا مصطفى كاملة
طنط نور مش بتخرج الا معاه او معايا او معانا إحنا الاتنين ولأن دلوقتي مواعيدي اختلفت عن مواعيد عمي وسيم فصمم اني اروح بالعربية
ربنا يباركله ياحبيبي محدش بيعمل كده ابدا ده ولا الاب ونور ولا الام انا ليا رأي يا حمزه
اتفضلي يا أمي
يابني هما ربنا ما اردش لهم ان يكون عندهم اولاد وانت دلوقتي قاعد معاهم يابني ح تكسب ثواب كبير قوي لو قلت لهم بابا وماما بعد كل اللي بيعملوه ده
ظل حمزه ينظر لها وعيونه تلمع بالحب لهذه الام ذات العاطفة القوية وانحني مقبلا رأسها ويدها
بصي يا أمي كام يوم كده وح تظهر نتيجة امتحان مهم ليا قوي انا كنت ناوي استأذن حضرتك الأول علشان اقولهم كده يوم ما ارجع بالنتيجة
ربنا يوفقك حبيبي وينجحك دائما يارب
صادق حمزه شاب زميل له في نفس الكلية واعجب كثيرا بحمزه وكان أمريكي المولد والچنسية ولكن والده مصري ووالدته امريكيه وكان مجتهد مثل حمزه ولكن ليس في مثل نبوغه وكان يدعي ادم وبعد واقعه رونا أصبح مقرب له دائما حتى لا يدع رونا تقترب منه فهو ابن اكثر متبرع للجامعه ولذلك والده له ثقله وأصبحوا لا يفترقوا الا للذهاب إلى منزلهم وفي يوم دعي حمزه ادم للمنزل وقام بتعريفه على والدته وأخواته ونور فهو بالطبع يعرف وسيم وجلس معهم وشعر براحه كبيره معهم وأصبح دائم الحضور عندهم وفي يوم ظهور نتيجة الاختبار الذي كان ينتظره حمزه اخذ أدم معه وذهب الي المنزل وهو يرسم على وجهه الحزن فقد طلب من وسيم عدم السؤال عن نتيجة الاختبار وان يدعه هو يحضره وقام حمزه بأخبار ادم بذلك المقلب الذي سيصنعه معهم وتفهم أدم وقرار التزام الصمت وعندما راءه وسيم وهو يدخل حزين هكذا وقف فورا وكانوا كلهم يجلسون في انتظاره واقترب منه
احنى حمزه رأسه للأسفل بحزن حتى لا يروا لمعه عيونه فشعر وسيم ان النتيجة ليست جيده فتنهد واقترب محتضنا حمزه وهو يقبل رأسه
متزعلش نفسك حبيبي تتعوض ولا يهمك
وشعر حمزه بتهدج صوت وسيم فرفع رأسه وهو يبتسم أجمل ابتسامه وېصرخ
عيب عليك يابابا ده انا ابنك فول مارك بابا
وقف وسيم مكانه في حاله من الذهول ودمعت عيونه وبدءت تتساقط ونظر الي حمزه
انت قلت ايه ياحمزه
فأحتضنه حمزه بقوه مقبلا رأسه ويده وقام بجذبه ليذهب الي نور التي تقف ودموعها تتساقط وهي تضع يدها على فمها عندما سمعت لفظ بابا من حمزه واقترب حمزه منها ونظر لهم سويا وهو يبتسم ودموعه ټغرق وجهه هو أيضا
لو بوست ايدكم كل يوم لآخر العمر مش ح يكفي شكر لكل اللي عملتوه معايا
مافيش حاجة تكفى ارد بيها على كل اللي عملتوه معايا حنانكم عليا يفوق حنان الاب بجد رعايتكم ليا وسهركم جانبي طول ما انا صاحي بذاكر اهتمامكم بصحتي ورعايتكم ليا لما بتعب اهتمامكم بدراستي تشجيعي وحاجات كتير قوي قوي مش قادر اوصفها
تفتكروا حد يعمل كل ده غير الام والاب الحنان والسند يعني كل اللي عملتوه معايا ومستكترين عليا اقولكم امي وابويا وقام باحتضانهم بقوه
لا وربنا كده كتير انا مقدرش قلبي الصغير مايتحملش العياط ده كله وربنا افرهد منكم هنا واجيب لكم مصېبه واوديكم في توكر
هنا وقف حمزه ينظر له بذهول وكذلك رحيق ورغد الذي اقتربت منه وظلت تنظر له وتنظر لحمزه
حمزه هو ده مين انت بدلت الواد الامريكاني اللي كنت بتجيبه معاك وجبت النسخه المصري طيب حرام عليك وربنا انا ودني خدت على الكلام الرقيق مين ده ياعم
اخذ الكل يضحك بقوه وآدم ينظر لها بذهول واقترب براسه
أيه ياشابه مالك ايه واد امريكاني دي انا مصري ياخالتي فاهمه اينعم نزلت مصر خمس ست مرات بس لكن انا مصري حتى النخاع اه فصړخت رغد
ياختاااااااااااااي الحقني ياحمزه ده شكل لبسه عفريت مصري باين ياحزني ياني ثم نظرت الي ادم وغمزت بعيناها له فصعق وظل يحرك رأسه يمين ويسار ويعود و ينظر لها
كان الكل يضحك بقوه عليهم وكان حمزه لازال في أحضان وسيم ونور وهي تضمه كل حين وتقبل رأسه وتتمسك بيد وسيم وتبتسم ومضى اليوم والكل في حاله من السعادة لا يستطيع اي قلم في العالم ان تصف شعور وسيم ونور وحمزه ينادي لهم باجمل واحب لفظين حرموا منه فلن يستطيع احد ان يشعر بتلك المشاعر التي يشعرون بها الان الا من مر بهذه الحاله التي لا يحتملها كل البشر
الفصل الخامس
البارت الخامس
بعد أن امضت صباح وأولادها ٣ شهور مع حمزه في ضيافة وسيم ونور وكانوا في قمة السعادة والسرور عادوا للقاهرة مره اخرى على وعد باللقاء كلما سنحت الظروف وكان كل عام ينزل حمزه ووسيم ونور مره يمضون بعض الوقت في القاهرة ويعودوا مره اخرى
ومر عامان اخران وانتهى حمزه من دراسته الأساسية وتمسك به اساتذته لتكمله الدراسه وكان اخواته قد حصلوا على الثانوية العامه بمجموع كبير وبالرغم من ذلك دخلت رحيق حقوق فقد كانت تتمنى ان تصبح محامية كبيره تدافع عن حق الغلابه المهضوم حقهم اما رغد فدخلت هندسة كما كانت تتمنى واكمل حمزه دراسته في الكليه ومعه ادم بعد أن أصبحوا كالتؤام لا يفترقان وحاول حمزه ان يستقل بحياته حتى لا يصبح عبأ على وسيم الا ان وسيم ونور رفضوا تماما فرضخ لهم ولكن صمم على العمل بجوار دراسته وتم تعينه بشكل غير دائم في الجامعه
وفي الاجازه قرر حمزه النزول الي مصر وفي تلك المره كان معه ادم والذي صمم حمزه ان يستضيفه عنده مع وسيم ونور وصنع مفاجأة كان لا يعلمها سوي كارم فقط وبالفعل هبطوا الي مصر واتجهوا فورا الي المنزل وما ان هبط حمزه وراءه جيرانه حتى قامت بعض السيدات بإطلاق الزغاريط والرجال باحتضانه ونظرت رحيق من النافذه حتى ترى من أين تأتي الزغاريط فوجدت أخيها بالأسفل بين الجيران وهم يحتضنونه فصړخت على امها واختها بأن حمزه بالأسفل وجرت الي الأسفل سريعا وهي تصرخ باسم أخيها الذي ما أن راءها حتى احتضنها وظل يدور بها وهو يقبل رأسها وهي تقبل رأسه ويده ويبكون
حمزه يااااااااه وحشتني قوي يا قلب اختك ياعمري كله
انتي كمان يارحيق وحشتيني ياقلب اخوكي كلكم وحشتوني فين نصك التاني المطيور ووجد فتاه تنطلق نحوه كالصاروخ وتقفز وهي تتعلق في رقبته فأخذ يدور بها ويقبلها وهي تقبله وحشتيني ياقلب اخوكي ياااااه وحشتوني قوي
انتم كمان ياقلب اختك وحشتنا قوي يازيزو وبعدين تعال هنا بقى انا مطيوره ده انا باشمهندسه قد الدنيا حتى اسئل عمي كارم صح ياعمو
فضحك كارم وهو يضربها بخفه على رأسها
صح يا نص ضارب
فضړبت بقدمها في الأرض پغضب واخرجت لهم لسانها
انا ماليش كلام معاكم انتم وحشين انا ح اسلم على بابتي ومامتي دول وجرت على نور ټحتضنها وتقبلها ثم اقتربت من وسيم فجذبها اليه مقبلا رأسها وفجاءه وجدت أمامها أدم وهو يبتسم لها فخجلت ونظرت له وهمست حمدلله على السلامه يا ادم نورت مصر
وجرت من أمامه سريعا ووقفت بجوار نور وهي تشعر انها تنصهر ولاحظ حمزه نظرات ادم لها وعيونه التي تلمع فأبتسم والټفت الي رحيق يسئل على والدته فوجدها تخرج من أمام المنزل فجري عليها سريعا يقبل يدها وراسها وكعادته التي لم تستطع ان تجعله ينساها حملها ودار بها وهو ېصرخ وحشتيني وحشتيني وحشتيني ياعمري كله وانزلها وهو ينظر لعيناها ويرى دموعها التي تلمع بها ووضعت صباح يدها على وجهه
انت كمان وحشتني يابن عمري يابن الغالي يا أغلى الغاليين
اقتربت نور منها وهي تتصنع الڠضب والزعل
يعني هو وحشك وانا لا طيب انا زعلانه يالا يا وسيم نمشي ساڤو مابقتش تحبني
قالت نور ساڤو من هنا وكان الكل في حالة من الذهول وصباح تنظر لها بټهديد فهي كانت دائما عندما تريد اغاظتها تنادي عليها ساڤووووووو وتنبهت نور للكلمة فضحكت وهي تضع يدها على فمها وتحركت في هدوء الي جوار وسيم تمسك يده حتى أشارت لها صباح ان تأتي فهزت يديها دليل الرفض فاقتربت منها صباح وهي تفتح يدها فجرت عليها نور ټحتضنها وصاحت صباح بصوت مسموع
وحشتيني يالمبه
وهنا اخذ الكل يضحك على تلك الدعابات بين تلك العائله وبعد قليل صعد وسيم ونور مع صباح واسرتها وهي تحتضن حمزه الي الأعلى على وعد بالهبوط في النساء لتمضية السهره مع كارم ورجال وشباب الحي في القهوه
مضى الوقت بين مداعبات حمزه لأختيه الاثنان ووالدته ونظرات أدم لرغد واحمرار وجهها كلما التقت عيناهم وكان حمزه يشعر ان والدته تخفي عنه شيئا ونظرات عيناها تتجه دائما لغرفة والده فشعر بالقلق فوقف فجاءة ونظر لوالدته
في أيه يا أمي ليه حاسس انك قلقانه ومخبيه عني حاجة
فأرتبكت صباح ونظرت لأبنتاها فوقفت رحيق واتجهت لحمزه وامسكت يده وأجلسته ونظرت له
ح تعرف ياحمزه بس بلاش تتعصب أرجوك
انطقي يارحيق من امتى حد فينا بيخبي حاجة عن التاني
عادت رحيق ووقفت ونظرت له
اديني دقيقة ياحمزه وراجعه لك ماهو انت لازم تعرف
ذهبت رحيق للغرفة وبعد دقيقة خرجت وخلفها امرأه وفتاه ټخطف الأبصار فوقف حمزه وهو يشعر فجاءه بقلبه ك المطرقه ونظر لوالدتها وهمس
مين دول يا أمي
تنهدت صباح ونظرت له تجذبه للجلوس ثم نظرت لنعمات وابنتها سهام
تعالي يانعمات اقعدي يا أم سهام محدش غريب ده حمزه ابني وده الدكتور وسيم ونور والده ووالدته اللي حطينه في عينهم وده أدم تؤامه
جلست تلك المرأه في خجل وهي تجلس ابنتها بجوارها وهم يلقون السلام عليهم وردوا جميعا
حمزه حبيبي انا عارفه اني خبيت عليك لكن علشان عارفه انك قلوق وح تخاف علينا وعلشان كده محدش فينا كلنا قالك وده كان رأي عمك كارم اكتر
خير يا امي انا كده بدءت أقلق