الأربعاء 25 ديسمبر 2024

مغامرات بقلم سوسو الفصل الرابع

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز


باب مثقلة بالأيام المرهقة نمت قوتها الفاشلة كل ساعة حتى فجر ذات يوم حين غمرت أشعة الشمس العالم بالنور وأظهرت المياه العريضة المتلألئة الزرقاء والمشرقة وسط خشب الزعرور المورق تماما كما كان هناك قائما لاح لها الدير الأبيض المنخفض.
هل يعرفها أي شخص كلا لا خوف كان وجهها قد فقد كل أثر للشباب و الفرح و النعمة تلاشت الروح الطاهرة السعيدة التي كانوا يعرفونها المبتدئة أنجيلا منذ زمن بعيد قرعت جرس الدير ضربها الصوت الذي يعرفه قلبها وانحنت  على الأرض وبكت وهي التي لم تبكي منذ سنوات طويلة جافة شعرت بالاندفاع الغريب للدموع غير المعتادة بدا الړعب والكرب في أنفاسها حتى كاد يوقف قلبها يا الله! هل يمكن أن يكون هذا المۏت ربضت على البوابة الحديدية وضعت رأسها المرهق على القضبان وصلت  لكن خطى واثقة أقتربت بدا وكأنها تنتظر ثم سمعت فتح المشبك ورأت الوجه  الذي أيقظت عليه الشفقة والحزن كما تحدثت  وسألت عطاء الغريب

أيتها الأخت مونيكا خذيني إلى الداخل أنقذيني من الخطيئة والحزن واليأس فلن يتوقف ذلك أوه خذيني ودعيني أموت بسلام. 
بكلمات مهدئة قالت الأخت لها انتظري حتى أحضرت مفتاح  البوابة حاولت المتسوله أن تشكرها على أنها اضطجعت وسمعت صدى خطواتها ټموت ولكن ما هو الصوت الناعم الذي بدا قريبا وأثار في قلبها ضيقا غريبا لسماعه رفعت رأسها فرأت . 
بدت وكأنها تعرف هذا الوجه تذكرته  منذ سنوات طويلة هي نفسها لكن ليس كما هربت المبتدئ الشابة والمزدهرة لكنها الأن وكأنما هي امرأة خطېرة لم تعد لطيفة وهادئة المنبوذ يعرف ذلك وما قد تكون عليه.
ولكن بينما كانت تنظر وتحدق كان هناك وهجا ساطعا يملأ المكان كله بنور غريب ومفاجئ لم تعد الراهبة موجودة ولكن بدلا من ذلك رأت أخرى بدائرة حول رأسها حلقة من المجد تحيط بوجهها الوديع  والناعم الرقيق جدا جاهدت أنجيلا للتحدث ومدت يديها وهي تبكي. 
مريم اللطيفة يا أم الرحمة ساعدني ساعدي طفلتك. 
فأجابت مريم  أهلا بك يا ابنتى  من ماضيك المر مرحبا بك في بيتك الأخير! لقد ملأت مكانك رحلتك لا يعرفها أحد من أجل كل واجباتك اليومية التي قمت بها وأزهارك التي جمعت   هنا حيث صليت وغنيت ونمت ألم تعلمي أيتها الطفلة المسكينة أن لك مكان محفوظ القلوب الطيبة هنا  وألطفها لا حدود لرحمتها .
قد يكون غفران الإنسان صحيحا ولطيفا لكنه مع ذلك ينحني ليعطيه أكمل الحب الذي يغفر عند قدميك ويتوسل إليك أن ترفعه فقط في الجنة لا وجود لمهزوم عندما يقول الرب مغفور لك. 
ولكن أين تركت الشحاذة المسكينة لقد كانت ملقاة هناك بحثت عبثا   عن مكان تلك المرأة الشاحبة ذات الوجه الشرير لكن أنجيلا فقط  من كانت تقف عند البوابة محملة بأزهار الزعرور من الغابة.
ولم يمر يوم مرة أخرى عادت النعمة القديمة وهي تتنهد من الألم ستحزن لتسكعها بصلاة  المتسول الفقير في يأسها الجامح قد لا يصاب بأي مرض وعندما انتهت غفر لها الرب. 
بتواضع كانت أنجيلا تحني رأسها وتقول آمين كم كان قلبها يرثى له! يمكن للجميع تتبع شيء أضعف لمعان وجهها بعد ذلك اليوم والذي لم يره أحد من قبل لا مشكلة ولكن ظل لا أكثر. مرت سنوات. ثم ذات يوم مظلم من الرهبة رأيت كل الأخوات راكعات حول السرير حيث كانت أنجيلا تحتضر كل نفس تكافح تحت يد المۏت الثقيلة. ولكن
فجأة أضاءت خديها رفعت يدها اليمنى وسعت جاهدة للتحدث. في الحب الحزين استمعوا. لا صوت أو تنهد يزعج جولة الصمت المطلق كانت ألسنة اللهب نفسها نادرا ما تحركت في مثل هذه الرهبة الصامتة ركعت الأخوات وسمعت 
من خلال ذلك الصمت ذكرت أنجيلا خطيئتها هروبها الحزن والخصام والرجوع. ثم واضحا منخفضا هادئا 
الحمد الله لي يا أخواتي 
وكان المزمور يصل إلى السماء بعيدا وواضحا وواسعا مرارا وتكرارا ثم غرق وماټ. بينما كان وجهها الأبيض يبتسم ابتسامة سلام رأوا أنها لم تسمع الموسيقى تتوقف ووضعتها أخواتها توبكيات في قپرها متوجات بإكليل من زهور الزعرور المعطرة. وهكذا انتهت الأسطورة. من الممكن ان تكون هناك شيء مخفي في الغموض إلى جانب الدرس المستفاد من عفو الله الذي لم نكن نؤمن به أو نسأله أو نعرفه بما فيه الكفاية. ألم نكن جميعا وسط صراع الحياة الصغير مثالا خالصا للحياة النبيلة التي بدت ذات يوم ممكنا ألم نسمع رفرفة أجنحتها وشعرنا بها بالقرب وفي متناول أيدينا كان ومع ذلك فقدناها في هذه الجرة اليومية والقلق والآن نعيش مكتوفي الأيدي في ندم غامض ولكن لا يزال مكاننا محفوظا وسوف ينتظر جاهزا لنا لملئه قريبا أو متأخرا. رأينا مرة واحدة ربما نكون دائما ما كنا عليه. بما أن الخير الفكر الوحيد له حياة ونفس يمكن دائما إخلاء سبيل حياة الله من المۏت والشړ في طبيعته هو الاضمحلال وأي ساعة يمكن أن تمحوها كلها تبدو الآمال التي ضاعت على بعد مسافة بعيدة. قد تكون الحياة الحقيقية وهذا الحلم.

 

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات