عشق لا يضاهى اسماء حميدة
أي فكرة لكنها كانت سعيدة لأن سيرين قررت أخيرا السماح لظافر بالطلاق بل سعت بنفسها لذلك وحررته من قيود إجراءاته المكلفة من وجهة نظر امرأة مادية كشادية وهذا على الرغم من الثراء الفاحش لعائلة نصران فهللت بفرحة
إنها لا تستحق أن تكون زوجتك على أية حال. من الجيد أنك ستطلقها. إنها لا تستحقك قالتها وتدخل الآخرون على الفور.
وفجأة تحول التجمع إلى مهرجان للتشهير وتحدثوا عن سيرين كما لو كانت مچرمة لا تغفر ذنوبها.
كان ينبغي أن يشعر ظافر بالسعادة لأنهم كانوا يدافعون عنه ولكن لسبب ما وجد كلماتهم حادة ووقحة للغاية.
غادر ظافر قصر نصران في وقت أبكر من المعتاد واتجه عائدا إلى قصره.
ذهب إلى قبو النبيذ ليحصل على زجاجة حتى يتمكن من الاحتفال الزائف برحيل سيرين ... ولكن عندما وصل إلى قبو النبيذ ورأى الباب مغلقا أدرك بعد فوات الأوان أنه لا يملك المفتاح.
لم يكن بوسعه سوى العودة إلى غرفته... والتقط هاتفه ليتصفح رسائله فقط ليجد نصوصا متعلقة بالعمل... ألقاه بنزق عندما لم يجد اتصالا من سيرين كما أنها لم ترسل له رسالة نصية للاعتذار على الإطلاق.
وفجأة تحولت معالم وجهه من الحنين إلى السخرية وذلك عندماعالتقط أحد الأكياس وقرأ التعليمات الموجودة عليها
يجب عليا تناوله مرتين يوميا لعلاج العقم.
العقم!
استنشق رائحة المكمل الغذائي وكانت رائحته مقززة... لقد تذكر للتو
عشق لا يضاهى تمصير أسماء حميدة لمتابعة مواعيد النشر يرجى الانضمام إلى جروب روايات الأسطورة أسماء حميدة أو متابعة صفحة روايات أسماء حميدة.
قبل ذلك كانت لا تزال قادرة على سماع بعض الأصوات حتى من دون أجهزة السمع الخاصة بها.
دفعت نفسها إلى أعلى وتحسست الطاولة بجوار السرير حتى وجدت الدواء الذي تحتاجه... وضعت الحبوب في فمها وتذوقت مرارته أو ربما مرارة قلب مكسور.
في اليوم السابق غادرت قصره الذي كان منزلها طيلة السنوات الثلاث الماضية. في البداية ذهبت إلى منزل والديها منزل تهامي.
عند الباب وقبل أن ترفع قبضتها الرقيقة لتطرقه استمعت إلى والدتها سارة وأخوها تامر يناقشان كيف سيقومان بتزويجها لرجل يبلغ من العمر 78 عاما إذا طردها آل نصران في هذه الأثناء فقدت سيرين صوابها عندما سمعت ذلك... وحينها أدركت أخيرا أنها لم تعد تمتلك مكانا لتسميه موطنا.
نهضت بضعف وعلى الرغم من أنها لم تأكل أي شيء لمدة يومين إلا أنها لم تشعر بالجوع... كان المكان هادئا جدا وصمته المطبق بعث الخۏف بقلبها المنقبض... لقد زاد هطول الأمطار في المدينة هذا العام بشكل متكرر أكثر مما كانت عليه في السنوات السابقة من هدر نابضها.
حدقت سيرين بالمشاة عبر نافذة الغرفة الذين كان معظمهم يتنزهون أزواج أو في مجموعات... ابتسمت بحزن فهي الوحيدة المنبوذة التي ظلت تعيش حياتها داخل قوقعة بمفردها.
ارتدت ملابسها وغادرت الفندق قاصدة محطة القطار لتشتري تذكرة حافلة لتغادر المدينة وقررت الذهاب إلى منزل مربيتها في الريف.... كانت مربيتها فاطمة تعتني بها عندما كانت طفلة.
كانت الساعة التاسعة مساء عندما وصلت سيرين... وحالما رأتها فاطمة بدت مندهشة بشكل سار.
انهمرت دموع سيرين عندما رأت ابتسامة فاطمة الدافئة. مدت يدها إليها وعانقتها... تقول بنشيج أمي.
بسبب مشاكل صحية لم تتزوج فاطمة قط ولم تنجب أطفالا... لذا كانت فاطمة أقرب إلى سيرين من والدتها.
في تلك الليلة احتضنت سيرين مربيتها.. تماما كما كانت تفعل وهي طفلة صغيرة بائسة تبحث عن الحنان والعطف... لفت فاطمة ذراعيها حول سيرين لتدرك أن الأخيرة كانت نحيفة للغاية وذلك عندما ضغطت بيدها على ظهر سيرين التي ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
أجبرت فاطمة نفسها على الهدوء تحاول تجاهل الحالة التي عليها صغيرتها وسألت بحذر
هل كان ظافر يعاملك جيدا سيرين
شعرت سيرين پألم حاد في حلقها عندما
سمعت اسم ظافر... وأرادت أن تكذب على فاطمة وتخبرها أن ظافر كان يعاملها بشكل جيد لكنها كانت تعلم أن فاطمة ليست غبية.
وبما أنها قد قررت بالفعل تركه لم تعد هناك حاجة للكذب على نفسها أو على الأشخاص الذين يحبونها.
لقد انتهت أيامه وعاد الشخص الذي يحبه... لقد قررت أن أتركه وطلبت الطلاق.
أصيبت فاطمة بالذهول ولم تستطع أن تصدق ما سمعته... فقد أخبرتها سيرين عدة مرات من قبل أنها تريد أن تقضي بقية حياتها مع ظافر.
ولأن فاطمة لم تكن تعرف ماذا تقول لتعزية سيرين أردفت قائلة لها
إن هناك الكثير من الأسماك الأخرى في البحر ولا بد أن يكون هناك سمكة واحدة ستحبك كما أنت سيرين لا تبتأسي صغيرتي إنه أحمق لا يعرف قيمتك.
أومأت سيرين برأسها بصمت... إذ كان الطنين في أذنيها يحجب صوت فاطمة المريح... في تلك الليلة تمكنت سيرين من الحصول على قسط من النوم الجيد وهو أمر نادر الحدوث.
ولكن عندما استيقظت لمست سيرين أذنها اليمنى وشعرت بأصابعها لزجة... وأخذت تنظر إلى يدها الملطخة .... و
انتظرونا في حلقة جديدة من عشق لا يضاهى تمصير أسماء حميدة لمتابعة مواعيد النشر يرجى الانضمام إلى جروب روايات الأسطورة أسماء حميدة أو متابعة صفحة روايات أسماء حميدة.
العاطفة 4
حتى سماعات الأذن خاصة سيرين كانت ملطخة باللون الأحمر مما أثار في نفسها موجة من القلق والانزعاج.
انقبضت حدقتا عينيها وسرعان ما أمسكت ببعض المناديل الورقية لتجفف أذنيها ثم خلعت ملاءات السرير وغسلتها بعناية فائقة.
كانت خشيتها من أن تقلق فاطمة إذا اكتشفت أن حالتها الصحية تتدهور فبادرت بتنظيف الفوضى وابتكرت عذرا لتوديع فاطمة دون إثارة الريبة... وقبل أن تغادر وضعت جزءا من مدخراتها على طاولة السرير بهدوء دون أن تخبر فاطمة بما فعلت.
رافقتها فاطمة إلى محطة الحافلات ولوحت لها مودعة إياها بحزن واضح.
بعد رحيل سيرين لم تستطع فاطمة التوقف عن التفكير في مدى نحافة سيرين وتزايد قلقها عليها... ولكنها لم تكن قادرة على البقاء مكتوفة الأيدي فاتصلت بمكتب مجموعة نصران.
عندما علمت السكرتيرة بأن المتصلة هي فاطمة مربية سيرين