الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية الاب الغامض بقلم باميلا من ١الى ٤٠

انت في الصفحة 5 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

بهذه المرأة أيضا. شعر بشيء من الغيرة وقال في نفسه
"هل يتجاهلني لأنه يريد الاحتفاظ بها لنفسه أنا ابنه البيولوجي!"
عبس فرانكلين قبل أن يتمتم بصوت منخفض جدا
"أنت تريدها لنفسك لذا تستغل مكانتك كأبي للقيام بهذا. سنرى ما سيحدث..."
نادى عليه صموئيل بصوت حازم
"فرانكلين ما الذي تتمتم به"
لكن بدلا من الرد هز فرانكلين رأسه بخنوع وقال
"سأعود إلى غرفتي."
قبل أن يغادر نظر إلى ناتالي وقال بكل جدية
"أبي لن يسمح لي بالبقاء لذا سيتعين علي أن أقول لك وداعا الآن." وعلى الرغم من أن ذلك ما قاله كانت عينيه تعكسان تعبيرا يشبه التحدي وكأنهما تقولان "أبي عجوز وخرف من فضلك تفهم الأمر."
جلست
ناتالي على ركبتيها وربتت على رأس الصبي الصغير مرة أخرى وقالت
"وداعا!"
وعندما استدارت بعد أن شاهدت فرانكلين يغادر وجدت صموئيل يحدق فيها بصمت. كانت نظراته غامضة بشكل لا يصدق مما جعل قشعريرة تمر في عمودها الفقري.
قال صموئيل أخيرا
"السيدة نيكولز يبدو أنك ماهرة في رعاية الأطفال."
ردت ناتالي بابتسامة هادئة
"ربما."
لم تعتبر ناتالي نفسها خبيرا في رعاية الأطفال. كانت قد فكرت في يوم من الأيام في الاهتمام بهذين الطفلين في المنزل ولكن الآن ومع كبر زافيان وكلايتون قليلا أصبحا هما من يتوليان رعايتها بدلا منها.
بعد أن انتهوا من العشاء تبعت ناتالي صموئيل إلى غرفة الدراسة في الطابق الثاني.
كانت الغرفة تضم أثاث مكتب تقليدي وبجانبها صف طويل من أرفف الكتب التي بلغ ارتفاعها حوالي خمسة أمتار. كان من المستحيل الوصول إلى الكتب العليا إلا عن طريق سلم. اندهشت ناتالي من هذا المنظر المذهل فكل شيء كان مهيبا وعتيقا.
كانت نظرة صموئيل باردة لكنها مركزة للغاية. قال بصوته الهادئ والمتحكم
"سيدة نيكولز لدي صفقة أحتاج إلى مناقشتها معك. أريد منك أن تعالجي شخصا من أجلي."
قرصت ناتالي حاجبيها مشاعر الشك والتساؤل تملأ عقلها. "لقد كنت أحتفظ بهويتي كطبيبة ماهرة جيدا طوال الوقت. كيف عرف هذا الرجل عن هويتي كم يعرف عنها هل يعتقد أنني مجرد طبيبة عادية أو هل يعرف شيئا عن مظهري الحقيقي تحت قناعي"
قررت أن تكون صريحة معه. قالت
"السيد باورز يبدو أنك قد بحثت في خلفيتي. يجب أن تعلم أنني طبيب شرعي وليس طبيبا عاديا. ما أفعله مختلف تماما."
اقترب صموئيل منها وكانت عيناه المائلتان مثبتتين عليها طوال الوقت. شعرت ناتالي بشيء غريب يمر بها كأنها طفلة حديثة الولادة . كان يتأملها بجدية شديدة لدرجة أنها شعرت بالذنب كما لو أنها كانت تخفي شيئا عن هذا الرجل الغامض.
تابع صموئيل حديثه بصوت عميق وجاد
"لقد عانت صوفيا من فقدان القدرة على الكلام منذ صغرها. أخذتها إلى العديد من الأطباء وقالوا جميعهم إن حالتها نفسية وليست جسدية. لكنك أنت أول من جعلها تتكلم وتقول كلمة "ماما"."
سألت ناتالي بصوت هادئ
"هل جعلتها تتحدث"
نظر إليها ببرود ثم أجاب
"لا أرى أي داع للكذب عليك بشأن هذا الأمر. أريد فقط أن تسمحي لصوفيا بالانفتاح."
تنفست ناتالي الصعداء داخليا وكانت تشعر بالارتياح. "لحسن الحظ لا يتعلق الأمر بكشف هويتي."
قالت بنبرة هادئة لكن حازمة
"طالما أنك قادر على علاج حالة صوفيا سأحقق أي رغبات لديك."
ردت بسرعة وهي تهز رأسها بابتسامة هادئة
"ليس هناك حاجة لذلك."
نظر إليها صموئيل باهتمام ثم قال بنبرة مليئة بالتحفظ واللامبالاة
"جشع البشر لا يمكن قياسه. ما هي أمنيتك التي لا يستطيع حتى عائلة باورز أن تمنحك إياها"
لم تعبأ ناتالي بكلماته. نظرت إليه بعينين باردتين وقالت بصرامة
"أعتقد أن الجشع هنا هو ما يميزك أنت السيد باورز. أنا لم أقصد
أبدا أنني بحاجة إلى عائلة باورز لتلبية احتياجاتي."
كان صوتها جادا وعينيها مليئتين بنظرة قوية حازمة. قالت أخيرا
"السيد باورز أنا على استعداد لعلاج حالة صوفيا دون مقابل."
دهش صموئيل من ردها الصريح والمباشر لكنها تابعت بحسم
"أنا أحب صوفيا. ولن أمانع في المزيد من الفرص لرؤيتها. هذا كل شيء. أنا لست مهتمة بأي شيء له علاقة بك أو بعائلة باورز."
الفصل 14 تعليم ابني كيفية المغازلة
بعد أن انتهى صموئيل من حديثه مع ناتالي أمر جافين بالعثور على سائق ليأخذها إلى منزلها. كان يحمل في يده مذكرة لاصقة تحتوي على سلسلة من أرقام الهواتف. نظرا للوقائع التي كانت تتكشف شعر صموئيل بأن المفاجآت تتوالى عليه بشكل غير متوقع. كان يتوقع أن صوفيا لا تحب ناتالي ولكن اكتشف أنها تحبها بالإضافة إلى أن فرانكلين أيضا يحبها. هذه المفاجأة جعلته يشعر بحيرة شديدة. "هذان الطفلان لا يستمعان إلا لي لا أحد غيري يستطيع التعامل معهما" فكر "حتى جافين والخدم لا يستطيعون التأثير عليهما. وعلاوة على ذلك أنا أيضا لا أكرهها... اللعڼة!"
في تلك اللحظة سمع صوت طرق على الباب.
قال بصوت عميق "ادخل."
كان صموئيل يتمتع بذاكرة فوتوغرافية مذهلة فقد حفظ الأرقام التي كانت مكتوبة على المذكرة اللاصقة في اللحظة التي قرأها فيها لكنه لم يتخلص منها بل احتفظ بها في درج مكتبه.
دخل ستيفن وجلس على الأريكة وضع ساقا فوق الأخرى ببطء. وقال بابتسامة على وجهه
"سام أغلقت الصفقة بشأن الأرض في شرق المدينة" وأشار بتعبير متحمس كما لو كان ينتظر الموافقة من صموئيل.
نظر صموئيل إليه بنظرة باردة وقال
"هل علمت فرانكلين كيفية مغازلة الفتيات عندما كنت معه"
ارتجف فم ستيفن قليلا ورد بسرعة
"يا إلهي لا! إنه الطفل الثمين لعائلة باورز. مهما كانت جرأتي لن أجرؤ أبدا على تعليمه ذلك!"
صموئيل عبس وقال
"من الآن فصاعدا عندما تكون مع صوفيا وفرانكلين لا يسمح لك مغازلة النساء."
قال ستيفن بحيرة
"هاه"
أجاب صموئيل ببرود
"حتى لو لم تعلمهم يمكنهم التعلم من خلال مراقبتك. لا تدعني أمسك فرانكلين وهو يتعلم كلمات بذيئة منك."
قال ستيفن بفضول
"أنت تعرفهم. ناتالي نيكولز."
دهش ستيفن وقال
"ماذا ما خلفيتها صوفيا مغرمة بها والآن حتى فرانكلين ذلك الطفل المشاغب يحبها"
أجاب صموئيل بلا مبالاة
"لا أعلم لكن هذا ليس المهم. ما يهمني فقط هو ما إذا كانت قادرة على علاج صوفيا."
قال ستيفن وهو يهز كتفيه
"سام مظهر هذه المرأة عادي للغاية. إذا لم يكن الأمر كذلك فبفضل قدرتها على التعامل مع هذين الرجلين وربما بعض الإغراء قد تصبح زوجتك!"
في تلك اللحظة ظهرت شخصيتان عند الباب المفتوح.
قال فرانكلين بعبوس وقد بدت عليه ملامح الاستياء
"عم ستيفن هل هناك شيء خاطئ في عينيك"
رد ستيفن مشيرا إلى عينيه
"م... عيني"
قال فرانكلين بصرامة
"كيف تكون قبيحة إذا لم تصدقني اسأل صوفيا." ثم نظر إلى أخته وكأنه ينتظر تأكيدها.
صوفيا التي
كانت تعانق دبدوبها بدت جادة وقالت
"نعم هي جميلة."
دهش ستيفن تماما. كان قد رأى ناتالي في الحياة الواقعية وكان يعلم أن وجهها مغطى بالنمش ومعظم ملامحها عادية باستثناء عينيها اللوزيتين وهو ما جعلها تبدو جميلة.
عندما التقت نظراته بنظرات الأشقاء الساخطة الټفت في يأس إلى صموئيل وقال
"سام قل شيئا."
تذكر صموئيل اللحظة التي رأى فيها عيني ناتالي المتلألئتين وقال متمتما
"إنها جميلة جدا."
لم يستطع ستيفن الرد فقد شعر بالدهشة التامة.
"ماذا قلت انتهت هذه المحادثة! هؤلاء الثلاثة لا يقفون إلى جانب شخص غريب فقط بل إنهم أيضا عميان!"
في تلك الليلة لم تتمكن يارا من منع نفسها من الاتصال بمقر إقامة عائلة باورز من غرفتها في الفندق. رغم مرور خمس سنوات لم يكن لديها رقم الهاتف الخاص بصامويل وكلما احتاجت إلى التواصل معه كان الخيار الوحيد هو الاتصال بالخط الأرضي لمنزل باورز.
بعد فترة من الانتظار تم الرد على الهاتف.
قالت يارا بابتسامة
"مرحبا هل وصلت إلى مسكن باورز جافين أنا هنا. هل صموئيل هنا أريد مناقشة أمر الأطفال معه."
أجاب جافين ببساطة
"السيدة نيكولز السيد صموئيل والسيد ستيفن يناقشون العمل في الدراسة الآن. إنه غير قادر على الرد على الهاتف."
شعرت يارا بخيبة أمل وأمسكت بزاوية فستانها بين يديها لكنها حاولت أن تظل متماسكة. سألته بقلق مصطنع
"أرى... ولكن هل كان فرانكلين وصوفيا مطيعين هذه الأيام كان علي المغادرة مبكرا بسبب العمل في اللحظة الأخيرة ولم أتمكن من قضاء الكثير من الوقت معهما. لن يشتكيا إلى صموئيل أليس كذلك"
لم يكن جافين يعلم ما حدث بين يارا وفرانكلين وصوفيا فافترض أن علاقتهم لم تكن جيدة لأنها لم تكن تعيش مع الأطفال. لذا أجاب بصدق
"السيد فرانكلين والسيدة صوفيا بخير وخاصة بعد عودة السيد صموئيل اليوم. نادرا ما أرى السيد فرانكلين ودودا للغاية مع شخص غريب."
"لطيف..." تمتمت يارا في نفسها. كانت خالة فرانكلين وصوفيا البيولوجية وبمثابة أمهم ولكن فرانكلين لم يعاملها بلطف قط. في طفولته كان يعضها وعندما كبر كان إما يتجاهلها أو يفكر في طرق لجعل حياتها صعبة.
ثم قبل أن يتمكن جافين من التحدث تظاهرت يارا بالسؤال بطريقة غير رسمية
"جافين من كان الضيف الذي زاركم اليوم"
أجاب جافين
"كانت سيدة يبدو أن لقبها هو نيكولز."
عبس وجه يارا. "نيكولز أليس هذا هو نفس اسمي" تساءلت في نفسها ثم فكرت في العلاقة بين فرانكلين وهذه السيدة التي كانت على ما يبدو قريبة منه وتعاملها بلطف. شعرت بشيء من القلق يلفها خوفا من أن ينكشف السر المدفون في أعماق قلبها.
ثم سألت جافين بلهفة
"جافين هل تعرف الاسم الكامل للسيدة"
تذكر جافين للحظة ثم أجاب
"شيء مثل نات... أوه صحيح ناتالي نيكولز."
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 15 المغادرة بدون قناع
لقد صدمت يارا تماما عندما سمعت رد جافين وتغيرت ملامح وجهها بشكل فظيع. تساءلت في ذهنها ألم تكن ناتالي قد ټوفيت منذ خمس سنوات في الحريق الذي دبرته كيف يمكن أن تكون على قيد الحياة اجتاحها الخۏف بشكل مفاجئ وكأن أمواجا من الړعب تغمرها وتكاد أن تغرقها. لا! هذا مستحيل! مستحيل!
بينما كانت على وشك أن تختنق من فرط الصدمة بذلت قصارى جهدها لاستعادة قدرتها على التنفس لكن صوتها لم يعد كما كان من قبل. كان بعيدا عن سحره المعتاد.
جافين... قالت بصوت خاڤت تحاول أن تخفي القلق الذي اجتاحها. أنا مهتمة بمعرفة نوع الشخص الذي يعجب به فرانكلين وصوفيا. هل يمكنك وصف شكل هذه المرأة
فكر جافين للحظة قبل أن يجيب
إن السيدة نيكولز تبدو... ثم تردد قليلا متوسطة الجمال يبدو أنها في الرابعة والعشرين أو الخامسة والعشرين من عمرها وطولها حوالي مائة وخمسة وستين سنتيمترا. ملامح وجهها عادية جدا باستثناء عينيها. أعتقد أنها تقضي وقتا طويلا تحت أشعة الشمس لأن وجهها مليء بالنمش.
عندما سمعت يارا ذلك تنهدت بارتياح واضح وضحكت خفيفة وكأنها تنفست أخيرا بعد لحظات من التوتر. أنا وناتالي توأمان متطابقان فكرت في نفسها. رغم أن ملامحنا متشابهة تقريبا فهي أجمل مني قليلا. ومع ذلك وفقا لجافين فإن ناتالي تحتوي على نمش في وجهها. إذا هي ليست أختي بالتأكيد.
بعد أن أغلقت الهاتف أخذت كأس الشراب بين يديها وأخذت تدور به ببطء في عينيها بريق شرير يفضح تفكيرها الغامض. أنا من أحرقها حتى المۏت منذ سنوات كيف يمكن أن تعود الآن إنها مجرد مصادفة بحتة أن تحمل تلك المرأة القبيحة اسم ناتالي.
أرسل سائق عائلة باورز ناتالي إلى منزلها. عندما وصلت ألقت نظرة سريعة على شقتها المستأجرة التي كانت لا تتعدى مائة وعشرين مترا مربعا. منزلي الجديد يبدو رثا للغاية مقارنة بمنزل باورز الباذخ.
بعد لحظات من سماع خطوات ناتالي خرج زافيان من غرفته.
أمي سأقوم بتسخين الحساء لك.
وبعد فترة قصيرة وضع أمامها طبقا من حساء الفطر وقال
أمي تناولي بعض حساء الفطر. لقد أضفت المزيد من الجبن والدجاج حسب رغبتك.
شعرت ناتالي بدفء جسدها وقلبها أثناء احتسائها الحساء. ورغم أن زافيان لم يكن طاهيا بارعا مثل طهاة عائلة باورز إلا أنها كانت تفضل طعامه بشدة. وفي لمح البصر ابتلعت كل شيء في حلقها ولم تترك قطرة واحدة في الوعاء.
لكن زافيان لم يسارع إلى تنظيف الطاولة بل قام بتسليم ناتالي هاتفه.
أمي انضم كلايتون مؤخرا إلى طاقم عمل فيلم. هذه المرة سيلعب دور ابن الملكة. وعندما رأى الممثلة التي ستلعب دور الملكة كاد أن يصاب بالذهول. إنها تشبهك تقريبا رغم أنك
تتصرفين بشكل أفضل منها. لم يخبر كلايتون الممثلة أنك تشبهينها لكنه طلب مني أن أسألك ما إذا كنت قريبة منها.
وبعد أن قال ذلك قام زافيان بتكبير صورة الممثلين بالكامل على الشاشة وتجميدها على وجه امرأة.
تعرفت ناتالي على المرأة على الفور بنظرة واحدة. كانت يارا.
خلال تلك السنوات دفنت ناتالي استياءها في أعماق قلبها وحاولت أن تعيش بسعادة ولكن لا أحد يفهم الألم والبؤس الذي عاشت فيه. كل ليلة كانت صور يارا وهي تختطف أطفالها وتشعل الڼار في المنزل تتكرر في ذهنها.
عندما تذكرت تلك اللحظات أمسكت بمفرش المائدة بقوة حتى كاد أن ېتمزق.
ماما ما الأمر سأل زافيان بقلق.
زافيان همست ناتالي بصوت مخټنق إنها أختي الصغرى لكنها أيضا من أذتني أكثر من غيرها.
فقدت عينا ناتالي تركيزهما وهي تحدق في المسافة ثم أكملت بصوت متعب
أخبر كلايتون ألا يكشف عن هويتي. لا تدع يارا تعرف أنني والدته.
أومأ زافيان برأسه مطيعا بينما لاحظ تعبير الألم الذي لم يغادر وجه والدته.
أمي لقد حصلت عليه.
لكن ناتالي لم تتمكن من قول الكثير في تفسيرها لأبنائها. رغم أنهما يتمتعان بذكاء حاد وفطنة عاطفية إلا أنه لا توجد طريقة لشرح الحقيقة لهما أن عمتهما حاولت قټلها بل وډمرت حياة شقيقيها وشقيقاتها. في يوم من الأيام سأنتقم منها.
في غمضة عين كان ذكرى ۏفاة جيني تتوارد في ذهن ناتالي. بما أنها كانت في الخارج طوال السنوات الخمس الماضية لم تسنح لها الفرصة لزيارة قبر والدتها. لذا استيقظت هذه المرة مبكرا للغاية مرتدية زيا أسود بالكامل. بدلا من ارتداء قناعها القبيح والمفرط في الواقعية وضعت طبقة خفيفة من المكياج.
كان زافيان مستلقيا على الأرض خارج الحمام يحدق في ظهر والدته. ثم قال متجهما
أمي هل حقا لن تأخذيني لرؤية جدتي
كانت الأمطار تتساقط بغزارة في الخارج وكان الجو عاصفا للغاية. إنها تمطر في الخارج. قبر جدتك في الجبال. سيكون من غير الملائم أن أحضرك معي. ستبقى في المنزل مطيعا أليس كذلك قالت ناتالي وهي تحاول إخفاء مشاعرها عن ابنها رغم الألم الذي يعتصر قلبها.
كان قبر والدتها مدفونا في قمة جبل نائية على مشارف المدينة. وعلى الرغم من أنها كانت الزوجة الشرعية لوالد ناتالي فإن مكان ډفنها كان في موقع بعيد وغير معروف ومنذ سنوات طويلة كان

انت في الصفحة 5 من 13 صفحات