قصة طبيب تحت التدريب بقلم ازهار يسري
احتفالية الأحلام
أزهار يسري
اسكريبت بعنوان طبيب تحت التدريب
هل الحب خارج عن إرادتنا لأن عضلة القلب لا إرادية؟
سألت سؤالها ذاك وهي تتطلع بالسقف بشرود ولكن آتاها الجواب سريعًا : طبعًا.
ليرفق الباقي من إجابته بابتسامة ساخرة : دا لو عمرو دياب هو اللي كتب المنهج.
أعتدلت من مضجعها وألتفت إليه تعاود سؤاله بجدية تامة : طيب سؤال تاني لي ربطوا الحب بالقلب يعني في أعضاء كتير غيره لي هو بالتحديد.
وضع يده على رأسه يسندها بسبب صداعه الذي أثارته أسئلتها اللامنطقية التي تمطرها عليه منذ الصباح وبالرغم من ذلك أجابها حتى وإن كانت إجابته لا علمية :
لأن هو اللي بيدق والوحيد واللي بيعمل ازعاج في المواضيع دي.
أصدرت همهمة خاڤتة توحي بأنها فهمت وأقتنعت بإجابته ولكنها قالت تناقشه بذات الجدية : بس أنا غيركم علشان بطني هي اللي بتصوصو وبتعمل الإزعاج لما بشعر بالحب.
هز رأسه يأسًا ثم أردف ساخرًا : لا هي بتعمل كدا علشان حضرتك جعانة.
بادرته بسؤالها قائلًة : هو الحب بيجوع؟
زفر معلنًا نفاذ صبره وقد عبر بقوله : أسئلتك كترت.
رفعت حاجبها تقول مستنكرًة : هو أنت مش دكتور نفسي المفروض تصبر وتجاوب على كل أسئلة مرضاك.
أبدى دهشته وهو يقول متحسرًا : هو أنا نسيت أقولك ولا أي مش أنا خلاص قررت ألغي الفكرة دي من دماغي ومش هكون دكتور ولا حاجة.
شهقت متفاجئة ومن ثم قالت متسائلة : من أمتي؟
أجابها ولم تخلُ إجابته من السخرية : من وقت ما تطوعت حضرتك وبقيت فار التجارب بتاعي.
صاحت متهكمة : أنا فار.
أسرع يقول مصححًا لها : تجارب...فار تجارب دول فيران ليهم قيمة علمية خلي بالك مش أي كلام يعني.
لوت ثغرها متمتمة بخفوت : ربنا يسامحك.
تنهد يقول : المهم مش فاضيلك هوينا يلا.
وثبت واقفة أمامه لتقول بوجه عابس : طيب أنا عاوزك آكل دلوقتي فكل ما بشوفك بجوع.
لتتابع تسأله : يا تري دا ليه؟
تمتم يجيبها : علشان طفسة.
رفعت إصبعها أمامه تهزه يمينًا ويسارًا تزامنًا مع قولها : لا علشان بحبك حلل كلامي يا حضرة الدكتور.
تسمر من قولها للحظات قبل أن يهب واقفًا ويسألها : بتقولي أي؟
صفقت بيديها وقالت وقد أظهرت نبرتها حيرتها : بقول هو أزاي سواق المواصلات بيحسب فلوسه وبيطلع الفكة وهو بيسوق وأنا بقعد ساعة أحسب الباقي لي من الخمسة جنيه لو دفعت اتنين جنيه إلا ربع.