قصة لم يبقى لى إلا هى دكتور محمد مسافر
أحتفاليه الأحلام
لم يبقى لي إلا هى
قصه قصيره
للكاتب دكتور محمد مسافر
لا أعلم لماذا هذا الوقت بالذات الذي احتاج فيه لسماع صوتها؛ هل ليرسل الدفء في شعاب قلبي المهموم، أم ليبني آفاقاً سماوية عبر الآفاق التي أراها؟
هل ليكسر حدة الحزن و الشجن التي تعتصر صدري في غير هوادة ولا لين؟
أم ليرسم على شفتي ابتسامات ليس لها أبعاد، وكأنها جاءت من خلف النجوم، أو ليكسو جسدي بلباس تتجمع فيه كل ألوان الطيف الزاهية التي كففت عن رؤيتها بعد أن اتخذت اللون الأسود لوناً لعلم دولتي التي أنا فيها الحاكم والمحكوم والمواطن الوحيد.
لا أعلم من أين جاء كل هذا الكم من الصراعات التي تدفعني الآن پجنون غريب يحدوه الشوق المضني لكي أتصل بها، فالآن تقف كل جوارحي وأنفاسي ونبضات قلبي منادية بأعلى الأصوات اللحوحة غير المبالية بالجراح ولا الډماء التي ټنزف منها بحاراً، تنادي بأن أتصل بها متجاهلة أوامر عقلي الذي بات الآن واهيًا صريعًا من كثرة النداءات وعلو الأصوات...
بدون وعى امتدت يدي إلى الهاتف الصغير بجواري وبحركات لا إرادية أوتوماتيكية وبإشارات مصدرها القلب لا المخ تحركت يدي باحثة في مفكرة الهاتف عن رقمها ، ضغطت أصابعي في حبور على زر الاتصال ولكن عقلي تنبه وقام من مرقده، فتراجعت يدي في اللحظات الأخيرة.
ها أنا قد عدت إلى التيه مرة أخرى..
أتخبط ف الدروب جاهلا السبيل إلى الخلاص روحي يعتصرها الفراق و الحنين و الأشواق والحب الذي كان ويحاول أن يفيق..
قلبي دامع، يجلس ضامًا ساقيه إلى صدره منكساً وجهه مستندًا إلى حائط الذكريات البالي راسماً في هواه الغرفة قلباً أرجوانياً من خيال وأول حرف من اسمها هي..
اتجهت پجنون نحو غرفة المكتب باحثاً عن صورتها التي
لازلت احتفظ بها في أحد الكتب..
بحثت دون جدوى، لم أجدها وكأنها تبحرت أو ضاعت ملامحها كما ضاعت ملامحها من مخيلتي من قبل، لم يبق لي منها إلا الابتسامة الهادئة، والتي استخدمها كأنفاس
تهيني الحياة حتى هذه اللحظة.