قصة قصيرة الغراب والثعلب بقلم دكتور محمد مسافر
الغراب والثعلب
قصة الغراب والثعلب هي قصة مشهورة تُروى للأطفال، وهي قصة قصيرة ولكنها مليئة بالحكمة والموعظة. تروي القصة أن غرابًا كان يحمل قطعة جبن في منقاره، ومر به ثعلب ماكر، فطلب منه الغراب أن يغنيه ليتمتع بصوت الغراب الجميل. فرح الغراب بطلب الثعلب، وفتح فمه ليغني، فسقطت قطعة الجبن من منقاره، والتقطها الثعلب وهرب.
تدور حكمة القصة حول ضرورة الحذر من الخداع والمكر، وعدم الانجراف وراء المديح الكاذب. فالثعلب كان يعلم أن الغراب مغرور بجمال ريشه وصوته، فاستغل ذلك الغرور ليخدعه ويأخذ منه قطعة الجبن.
فالغدر والخداع والمكر هي صفات سلبية تتسم بها بعض الأشخاص، وتؤدي إلى الإضرار بالآخرين.
الغدر هو خېانة الثقة التي يمنحها شخص ما لشخص آخر، ويمكن أن يكون الغدر في العلاقات الشخصية أو المهنية. ويؤدي الغدر إلى فقدان الثقة والاحترام بين الأشخاص، ويمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
المكر هو الذكاء المدبر الذي يستخدم لتحقيق غرض معين، ويمكن أن يكون المكر في الأعمال . ويؤدي المكر إلى استغلال الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية.
وتتفق قصة الغراب والثعلب مع العديد من أقوال الكتاب التي تحث على الحذر من الخداع والمكر. وكما قال الشاعر العربي أبو العلاء المعري: وإذا مدحك عدوٌ فاحذره
وقال الإمام الشافعي: من كثرت زلاته كثرت حذره.
وقال الكاتب الفرنسي جان جاك روسو: الحذر من أعظم الفضائل.
فكن حذراً من الأشخاص الذين يحاولون التقرب منك بسرعة كبيرة، ومن الأشخاص الذين يحاولون إقناعك بفعل شيء لا تريد القيام به، ومن الأشخاص الذين يحاولون إخفاء شيء عنك.
تُعد قصة الغراب والثعلب من القصص القيمة التي يجب أن يرويها الآباء لأطفالهم، حتى يتعلموا من حكمة القصة ويحذروا من الوقوع في فخ الخداع والمكر، ولكن علينا جميعًا أن نتعلمها، فلا تكن كالغراب وأحذر من الثعالب من حولك، وكم هي كثيرة!