الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة روح الغابة بقلم دكتور محمد مسافر

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

قصة_قصيرة
قصة_روح_الغابة
الكاتب_دكتور_محمد_مسافر
كنت أعرف دائما أنني شخص غير محظوظ. فقد كنت أسمع ذلك من والدي منذ نعومة أظفاري. كانا يقولون لي كن مستعدا للأسوأ فأنت تعرف أنك لن تحصل على الأفضل.
وكنت أعتقد أنهما يبالغان في الأمر لكن عندما بدأت أتقدم في العمر أدركت أنهما كانا على حق.
ففي كل مرة كنت أحاول فيها القيام بشيء كان هناك شيء ما يسير على عكس ما أريد.

ففي المطار كانت حقيبتي دائما تصل آخر المطاف إن وصلت من الأساس.
وفي إحدى المرات صدمت سيارة العمل التي كنت أركبها ونجى الجميع فيما عدا أنا. أصبت بخلع في الكتف وقضيت شهرا في الجبس وبعد ذلك كان علي الخضوع لتمارين العلاج الطبيعي.
وفي كل مرة أفتح عبوة برنجلز لأجد جميع الشرائح مفتتة.
وفي الثانوية العامة تم حجب نتيجة امتحاني بالخطأ.
وفي إحدى المرات تأخر المترو الذي كنت أركبه علي غير العادة ووصلت متأخرا عن موعد المقابلة الشخصية بثلاث ساعات كاملة.
وهكذا استمرت حياتي في مسارها المعتاد. كنت أحاول أن أفعل الأشياء بشكل صحيح لكن الأمور كانت دائما تسير على عكس ما أريد.
وحتى عندما كنت أحقق النجاح كان هناك دائما شيء ما ينغص على فرحتي.
ففي إحدى المرات حصلت على وظيفة أحلامي لكنني اكتشفت بعد ذلك أن الشركة كانت تعاني من مشاكل مالية كبرى وتم تسريح كامل العمالة. 
وحينما تزوجت من المرأة التي أحبها انفصلنا بعد بضع سنوات لأنها لم تنجب فأصيبت بخيبة أمل. 
وهكذا كنت أشعر دائما أن العالم ضدي.
ولكني قررت أن أغير حياتي.
كنت قد تعبت من الشعور بالحزن والضيق. أردت أن أعيش حياة سعيدة ومستقرة.
وقررت أن أبدأ بتغيير موقفي. قررت أن أتوقف عن الشكوى وأبدأ في التركيز على الأشياء الإيجابية في حياتي.
وبدأت أيضا في اتخاذ خطوات عملية لتحسين أيامي. بدأت في السعي وراء أهدافي وتطوير مهاراتي وبناء علاقات صحية.
وبعد فترة من الزمن بدأت ألاحظ التغييرات. بدأت أشعر بالسعادة والرضا عن نفسي.
سافرت إلى كينيا للعمل في برنامج الأمم المتحدة للبيئة. كان دوري لا يقف عند الأعمال الإدارية بل القاء المحاضرات التثقيفية عن الاستدامة والحفاظ علي البيئة وأقمت في بيت من دورين علي حدود الغابة.
وفي أحد الأيام كنت أستريح في غرفتي في الدور الأول عندما سمعت صوتا في الدور الثاني.
نظرت إلى الأعلى لكن لم يكن هناك أحد.
ثم سمعت الصوت مرة أخرى. هذه المرة كان أقرب.
نهضت من على الأريكة وصعدت الدرج ببطء وقلبي يخفق بقوة. وأخيرا وصلت إلى الدور العلوي.
فتحت الباب ودخلت الغرفة.
وكانت الغرفة فارغة.
لم يكن هناك أحد.
نظرت حولي لكن لم أجد أي شيء.
كان الأمر غريبا. كنت متأكدا من أنني سمعت صوتا.
ولكن لم يكن هناك أي تفسير لذلك.
قررت أن أعود إلى غرفتي في الدور الأول.
ولكن عندما عدت إلى أسفل الدرج سمعت الصوت مرة أخرى.
هذه المرة كان من خلفي.
التفتت ورأيت شيئا

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات