رواية الاميرة المفقودة الفصل الثاني والثلاثون
"رؤيتها، أجل رؤيتها تقترب مني وهي تبتسم حتى أصبحت بمسافة قريبة جدا وهمست، وكان صوتها يشبه صوتك ابنتى، همست قائلة (كل شي سيكون على ما يرام، ان ذلك الجسد الشمعي سيزول ولكن ، هل نجحت التجربة أبى ) بعدها اختفت يا ابنتى او تطايرت بين الأدخنة، ولم أشعر بالعالم من حولي بعدها، لا اعلم هل حقا نجحت التجربة استيقظت الأميرة ام هذا كان مجرد هلوسة بسبب الادخنة"
"و لكن ابى انا لم اتحرك من مكاني، وايضا لقد اختفت الاميرة ولا وجود لها على الاريكة "
صمت السيد ترولانى و نهض متثاقلا بخطواته حتى صعد الدرج، وتبعناه جميعا كلا يفكر بما حدث، ولكن سرعان ما سمعنا صوت السيد كوربيك يصيح ،فهو الوحيد الذي كان قد توجه الى غرفة المكتب ، ورغم الارهاق ذهبنا جميعا الى هناك وتفاجأنا بوجود مومياء الاميرة على الاريكة، اقترب السيد ترولانى منه ومد يده كي يتاكد ثم قال
"هذه ليست مومياء، انها تمثال من الشمع، هذا التمثال كان متواجد فى متحف اللوفر في باريس ،كيف ومتي جاء هنا "
قال مالكوم وهو يبحث فوق المكتب على شي ما
لقد قرأت في الصباح قبل التجربة حن حادث بذلك المتحف، ها هو،اقرأ
حادثة غريبة في متحف اللوفر. - صباح أمس تم اكتشاف اكتشاف غريب في القاعة المصرية الرئيسية و وجدت الأمهات العاملات في تنظيف الغرف في الصباح أحد الحاضرين ممددًا ميتًا على الأرض وذراعيه حول إحدى المومياوات وكان عناقه قريبًا جدًا لدرجة أنه لم ينفصلوا إلا بصعوبة بالغة وتم فتح إحدى الصناديق التي تحتوي على حلقات ثمينة وبنادقها و ترى السلطات أن الرجل كان يحمل المومياء مع فكرة بيعها لجامع خاص ، لكنه أصيب بسكتة قلبية ويقال إنه كان رجلاً يعاني من عدم اليقين في العمر وعاداته الغريبة ، دون أي علاقات معيشية للحزن على نهايته الدرامية وغير المناسبة "
اكمل مالكيوم
"انه بعد عدة ساعات أعلنت السلطات فى باريس على اختفاء جسد الرجل و اختفاء المومياء الشمعية ولكن كيف اتت هنا؟"
أسئلة كثيرة محيرة ولا وجود لإجابات لها فى عقل اى منا
وبعد عدة أيام مرت بهدوء وكان كلا منا مشغول بتفكيرة وتنامت التساؤلات فى عقولنا ولكن لم يجد احد اجابة واضحة، كانت مارغريت هادئة مبتسمة ، تظل لأوقات كثيرة فى حالة من الشرود وتأمل الطبيعة الخارجية للبيت، لا اعلم لماذا تهادي الى حديثها بالماضى عن الاميرة حيث قالت
"بالنسبة لي إذن من المفترض أن أفهم ما كان حلم هذه الاميرة العظيمة وذات التفكير البعيد وذات الروح العالية ؛ الحلم الذي جعل روحها تتحلى بالصبر في انتظار تحقيقه من خلال مرور كل تلك العشرات من القرون ، حلم الحب الذي قد يكون هو الحب الذي شعرت أنه قد يكون موجود حتى في ظل الظروف الجديدة و تستحضره بنفسها ، الحب الذي هو حلم حياة كل امرأة فى القديم والجديد ؛ الوثنية أو المسيحية ، تحت أي شمس مهما كانت رتبة أو دعوة ،
