عودة الطير المهاجر بقلم موروا مصطفى كاملة

الي رجل يتحدث الأنجليزيه وينهر فتاه تعمل معهم وكان حمزه يتابع هذا الرجل منذ بداية حضوره فقد كانت نظراته تلاحق تلك الفتاه ولاحظ انه حاول التجاوز معاها وعندما ڼهرته بالادب اكثر من مره وهو لم يتعظ فعلي صوتها عليه فأخذ الرجل يصيح بالإنجليزية وهو يكيل لها أفظع السباب فأقترب منه حمزه بهدوء ولكن نظرات عينه ټرعب وتحدث معه بانجليزيه بارعه 
اقدر اعرف حضرتك بتزعق ليه 
فحاول الرجل دفع حمزه ولكن حمزه كان أقوى فهو رغم صغر سنه الا ان جسده لا يظهر سنه فأمسكه من يده وبدء في التحدث معه پعنف حتى اتي صاحب المطعم وقام بالتدخل وحاول الرجل الأجنبي ان يظهر حمزه بمظهر سئ وانه هو من كان يتعرض للفتاه ويتحرش بها وعندما نهره الرجل الأجنبي اخذ يدعي انه هو من تحرش بالفتاه نظر حمزه له بسخرية وتحدث بإنجليزيه مطلقه يشرح ماحدث لصاحب المكان والذي كان يعلم حمزه جيدا ولكن أليس الڈبون دائما على حق وبدء في نهر حمزه بحزن ولكن فجاءة وقف رجل كان يجلس أمام المشهد منذ البداية واقترب من صاحب المكان وقص ما قاله حمزه تماما ووجه نظره الي ذلك الرجل واقترب هامسا في اذنه ببعض الكلمات التي جعلت الرجل يرتعش ونظر له ثم عاد ونظر لصاحب المطعم وحمزه واعتذر منهم ومن الفتاه أيضا ووضع بعض الأموال وخرج سريعا فوقف الكل في حاله من الذهول اعتذر أيضا ذلك الرجل الشهم الي الفتاه التي كانت تبكي وطلب من صاحب المكان الا يفعل لهم شيئا 
بعد قليل اقترب حمزه منه حتى يحضر له طلبه فنظر له وأبتسم وطلب التحدث معه
ممكن تقولي اسمك ايه وعندك كام سنه 
اسمي حمزه شاهين وعندي ١٧ سنه ممكن اعرف ليه حضرتك سألت
نظر له الرجل وبدء يعرف عن نفسه
انا دكتور وسيم الجوهري مصري عايش في أمريكا ونازل زياره لأهلي قولي بقى بتكلم انجليزي ازاي بالطلاقه دي وبعدين مش مفروض تكون خلاص ح تبدء الدراسه
نكس حمزه رأسه واخذ عده أنفاس ثم نظر إلى الطبيب 
انا فعلا في المدرسة بس ولدي اتوفى ولازم اشتغل علشان اصرف على امي واخواتي البنات الصغيرين 
نظر له وسيم بفخر وسعادة مما يقول
معقول وح تعرف توفق بين شغلك ودراستك ودروسك
نظر له حمزه وابتسم بفخر
انا الحمدلله عمري ما اخدت دروس من صغري لغاية دلوقتي انا في تانيه ثانوي علمي ودرجات دائما متفوقه اساتذتي بيقولوا عليا عبقري وده من فضل ربنا عليا 
نظر وسيم له بذهول 
طيب قولي نفسك تطلع ايه 
التمعت عيون حمزه بالدموع عندما تذكر كيف كان يحدث والده انه يرغب عندما يكبر ان يصبح دكتور
كان نفسي ابقي دكتور قلب او مخ واعصاب 
طيب وليه كان نفسك
ابتسم حمزه بحزن ونظر له 
مابقاش ينفع يادكتور الطب عايز تفرغ ومذاكره من ڼار وانا لازم اشتغل امي واخواتي في رقبتي انا مش مهم عندي اي حاجة حتى لو ماكملتش في سبيل ان اخواتي يتعلموا وامي تفضل متصانه لآخر يوم في عمرها
ظل وسيم ينظر له وهو يرى كيف يكافح من اجل عائلته دون الاهتمام بأحلامه حتى أن تدمرت في سبيل اسعدهم واقترب منه وسيم ووضع يده على كتفه
ممكن تسمح لي اجي معاك اتعرف على الست العظيمة اللي خلفت شاب راجل زيك كده واخواتك كمان
شعر حمزه بالارتباك فهو لا يعلمه فكيف له ان يدخله الي بيته وشعر وسيم بارتباكه فأبتسم واكمل
عارف انك مرتبك انت لا تعرفني ولا عمرك شفتني ازاي تسمح لي ادخل بيتك يس انا مش ح اجي لوحدي ح اجي مع مراتي نور هي دلوقتي بتزور واحده صاحبتها وانا منتظرها ايه رايك
أبتسم حمزه وشعر ان هذا الرجل على خير فهز رأسه ونظر له 
حضرتك تنورنا وتشرفنا بس احنا ساكنين في مكان يعني مش قد المقام 
ضحك وسيم بقوه وحمزه يقول له هذا ونظر له 
عارف يا حمزه انا كنت ساكن فين قبل ما اسافر أمريكا انا كنت ساكن في السيدة نفيسه عشت عمري كله فيها ولغاية دلوقتي لما بنزل مصر لازم اروح اقعد هناك يوم او يومين استعيد أجمل ذكريات حياتي 
نظر حمزه له وعلامات التعجب على وجهه وفجاءة دخلت امرأة جميلة رقيقة للغاية وأخذت تنظر حولها ولمحها وسيم فرفع يده يشير لها فأتت له وهي تجري كطفله صغيرة وجدت أباها وارتمت في احضانه 
وحشتني الشوية دول يا سيمو
ضحك وسيم وهو يقبل رأسها ويدها
وانتي كمان ياروح سيمو
وانتبهت المرأة على وجود حمزه فخجلت واحمر وجهها رغم كبر سنها الا انها لازالت كطفله صغيرة فضحك وسيم وهو يقربها وقام بتعريفها على حمزه واستأذن حمزه في الذهاب إلى عمله بعد أن أبلغه وسيم انه سينتظره حتى يذهب معه إلى المنزل 
قام حمزه بالأتصال على والدته وابلغها ما حدث فرحبت بالضيوف وأبلغته انها ستكون مستعده لأستقبالهم 
مضى الوقت وانتهى عمل حمزه وذهب مع وسيم ونور الي منزله وكان الطبيب يقود سيارة ذات دفع رباعي ودخل بها ومعه حمزه وزوجته وهبطوا والكل ينظر لهم واقترب كارم وهو قلق على ابن صديق عمره أن يكون حدث معه شئ 
في حاجة ياحمزه يابني 
لا ياعمي كارم ده الدكتور وسيم ومراته مدام نور
ظل كارم ينظر لوسيم ثم فجاءة صړخ 
معقول حضرتك دكتور وسيم جراح المخ والأعصاب المشهور صح يااااااااه ده انا شفت لحضرتك حوارات كتير قوي وكنت بتابع اخبار حضرتك بعد عمليه فصل التؤام اللي كانوا ملتصقين من المخ والكل توقع ان يايموت الاتنين يا واحده لازم ټموت وحضرتك عملت العمليه وفضلت متابعهم اسبوع بحاله والاتنين سبحان الله وقدرته وخبرتك فضلوا عايشين ياااااه نورتنا يا أعظم دكتور دي المنطقه كلها نورت والله لدبح عجل ووزعه على الغلابه علشان بس نورتنا 
كان وسيم يبتسم وهو يشعر بالخجل من كلام كارم وكانت نور تنظر له بفخر و اعزاز 
ياحاج كارم كلامك ده تاج على راسي انا مش بعمل حاجة كله من كرم ربنا عليا 
نظر حمزه الي كارم 
اتفضل معانا يا عم كارم 
لا ياولدي اطلع انت انا وعدت ولازم اوفي والعجل ح يدبح حالا  ولازم حضرتك تتعشى معانا النهاردة ساعتين زمن واحلى عشاء ح يكون عندكم بعد اذنك ياحمزه يابني وأذن والدتك سامحني على تدخلي 
ابتسم حمزه وهو يقبل راس كارم بحب
ياعم كارم حضرتك زي والدي بس والله أمي عامله حسابها هي عارفه لكن والله ماكسفك يا عمي ده بيتك واحنا ولادك 
خلاص يبقى زي ماقلت لكم ساعتين زمن ويمكن اقل ونكون عندكم بالاذن انا
انصرف كارم سريعا حتى يفي بما قال وصعد حمزه مع وسيم وزوجته الي البيت وقام يضرب الجرس بنغمه معينه سريعه فنظرت له نور ووضعت يدها على يده
بالراحة حمزه ليه تفزعهم كده ضحك حمزه ونظر لها
لا مش ازعاج ولا حاجة يامدام نور انا ده الجرس اللي بضربه علشان يكونوا عارفين ان معايا ضيوف
فجاءة فتح الباب وكانت اخته رحيق تلك الفتاه الرقيقة الملامح التي نظرت لأخيها بحب شديد فقبل رأسها وهو يضحك لها
رحيق حبيبتي ازيك ياقلب اخوكي 
الحمدلله يا قلب اختك فل طول ما انت بخير وقبلت وجنته 
طيب تعالي اعرفك دكتور وسيم ومدام نور دي رحيق اختي وفي كمان عفريته زيها اسمها رغد هي فين يا رحيق 
كنا بنساعد ماما في المطبخ بس انا طلعت بسرعه علشان افتح اتفضلوا  اتفضلوا شرفتونا ونورتونا ماما جايه حالا
وقامت رحيق بإدخال وسيم ونور الي غرفه الصالون واستأذن منهم حمزه حتى يري والدته وبعد قليل خرجت صباح وهي ترتدي نقابها وبجوارها رغد وقام حمزه بتعريفهم على وسيم وزوجته وجلسوا سويا وقامت رحيق ورغد بأحضار الضيافه فقاموا بصنع الشاي واحضروا بعض من الكيكات الصغيرة وكان حمزه قد أبلغ والدته بما قاله كارم 
نورتونا يا دكتور وحضرتك يامدام معلش بيتنا يعني 
وهنا وضعت نور يدها على يد صباح
اوعي تكملي وبعدين بلاش مدام دي انا اسمي نور وبس وانتي اسمك صباح وبس ابتسمت صباح ونظرت لها
ماشي ياستي نور وبس واخذوا يضحكون معا واندمج نور وصباح سويا وجلس وسيم يداعب الصغيرات ويتحدث معهم عما يرغبون فتأكد ان تلك العائلة رائعه
وبعد قليل استمعوا لدقات على الباب فقام حمزه وفتح فوجد كارم وزوجته وبعض الشباب يحملون مالذ وطاب على صواني ويدخلونها الي البيت وقامت صباح ووقفت تحيى هناء زوجة كارم 
ليه كل ده يا حاج كارم ما البيت عمران بالخير 
زياده الخير خيرين يا ست ام حمزه ولا ح تعتبرينا اغراب
لا ياحاج ازاي ده انتم أهل 
وجلسوا جميعا واخرجت صباح ما صنعته من طعام بجوار ما احضره كارم وزوجته واستدعوا نور ووسيم للمائده وعندما خرجوا صعق وسيم من كم الطعام وأخذت نور تصفق بيدها 
الله يا وسيم الأكل اللي بحبه كله الله انا مبسوطة قوي فأحتضنها وسيم وهو ينظر اليها
نور حاجات صغيرة حبيبتي علشان ماتتعبيش وحياتي عندك فكشرت وجهها كطفلة صغيرة حرمت من لعبتها فتنهد وسيم وقبل رأسها وهمس حبيبي انا خاېف عليكي
نظرت صباح لها واقتربت منهم وهمست 
مالها يادكتور ماعلى قلبها شړ
زفر وسيم وهو يحتضنها
ابدا ياست ام حمزه عندها السكر وبتحب الأكل ولما بتاكل كتير بتتعب وممكن تدخل في غيبوبة سكر
نظرت لها صباح بحنان ثم غمزت بعيناها
طيب انا ح اقولك اقتراح يخليكي تاكلي من كل حاجة فنظرت لها ولمعت عيونها انتي دلوقتي تاكلي حاجة او حاجتين وكمان ساعتين تاخدي برضه زيهم 
نظرت لها نور بحزن 
ده انا على كده عايزه افضل اكل لبكره بالليل فضحكت صباح وهي ټحتضنها 
بصي ياستي انتي قاعده معانا منوارنا وليكي عليا لما تيجي تمشي اعملك صينية مليانة من خير ربنا بس توعديني تاكلي منها بالراحه ان شالله تقعدي اسبوع بعدين مش عايزين الدكتور يدعي علينا لو تعبتي بعد الشړ 
نظرت نور لوسيم واقتربت منه وهي تضع رأسها على صدره فأحتضنها وقبل رأسها فعرف ماذا ترغب ان تسأله هل سيوافق على كلام صباح 
وانا موافق ياحبيبتي بس توعديني نونو نونو
فضحكت وهزت رأسها بالموافقه وكانت اول من جلست على المائدة وهي تنظر لصباح 
صباح حطي لي انتي ماشي 
هزت صباح رأسها