الأربعاء 25 ديسمبر 2024

مغامرات بقلم سوسو الفصل السابع الاخير

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز


عظيم داخل قلبها وكذلك شعرت بفضل زوجها  فراحت تشكر الرب .
وبهذه الطريقة اصبحت بيسي روز الصغيرة تسكن بمزرعة ناب اند  وقد كوفئ  احسانهم باحسان وفى شكل واضح وملموس كما طبيعة الحال المعتادة من الرب برد مكافأة الاحسان. 
نشأت بيسي فتاة مشرقة وحنونة ونشيطة إذ تعمل على راحة عمها وعمتها اليومية لقد كانت محبوبة جدا في المنزل لدرجة أنهم اعتقدوا أنها تستحق ابنهم الوحيد بنيامين والذي كان مثاليا في عيونهم وهو  ليس كذلك  غالبا ما يكون لدى شخصين عاديين من العائلة طفل ذو جمال غير مألوف ولكن يوجد في بعض الأحيان وكان بنجامين هونترويد أحد هذه الحالات الاستثنائية. 

مع العمل الجاد والرعاية المتميزة للمزرعة كوفئت الام بيوم لا يمكن ان يكون إلا أفضل أيام الأم بانجابها ابنا وسيما من أجمل النعم من الله  حتى تجمعات النساء فى الحي كانت تجمح مخيلاتهم إعجابا بهو لم يكن لديه أي خجل فقد اعتاد على الإعجاب من الغرباء والعشق من والديه منذ سنواته الأولى.
أما بالنسبة لبيسي روز فقد حكم على قلبها باستبداد منذ أن نظرت إليه لأول مرة ومع تقدمها في السن  تعاظم عشقها له ودائما ما كانت تقنع نفسها بأن من واجبها أن تحب كل ما أحبه عمها وعمتها وكيف لا تحبه وهو أعز الناس لهما تلك الأعراض اللاواعية هي التي قادت الفتاة الصغيرة لتعشق ابن عمها وكثيرا ما كان والديه يبتسما وهما يتغامزان 
إذ إن كل شيء  كان يسير كما يحلو لهما ولا داعي للذهاب بعيدا للبحث عن زوجة لبنيامين ويمكن أن تستمر الأسرة كما هي الآن ناثان وهستر يغرقان معا في بقية السنوات ويتخلى عن الرعاية والسلطة لأولئك الأعزاء الذين مع مرور الوقت  قد يجلبون أعزاء آخرين لمشاركة حبهم.
لكن بنيامين أخذ كل شيء بهدوء حيث تم إرساله إلى مدرسة نهارية في البلدة المجاورة مدرسة قواعد في حالة عالية من الإهمال حيث كانت غالبية هذه المدارس قبل ثلاثين عاما ولم يعرف والده ولا والدته الكثير عن التعليم كل ما يعرفونه والذي وجه اختيارهم للمدرسة هو أنهم لا يستطيعون  بأي حال من الأحوال  التخلي عن حبيبهم في مدرسة داخلية غير أنه يجب أن يحصل على بعض التعليم ولهذا ذهب ابن سكوير بولارد إلى مدرسة هايمنستر لقواعد اللغة .
لقد ذهب نجل سكوير بولارد والعديد من الأبناء الآخرين المقدر لهم جعل قلوب والديهم  تتألم  إلى هذه المدرسة إذن لم تكن مكانا تعليميا سيئا للغاية ربما اكتشف المزارع البسيط وزوجته الأمر عاجلا لكن التلاميذ لم يتعلموا الرذيلة فحسب بل تعلموا أيضا الخداع. 
كان بنيامين بطبيعة الحال ذكيا جدا بحيث لم يكن غبيا  وإلا لما كان قد اختار ذلك لن يكون هناك شيء في  مدرسة هايمنستر لقواعد اللغة  ليعيق كونه غبيا من الدرجة  الأولى ولكن على كل حال فقد نما ذكيا كرجل نبيل حتى أن والده ووالدته كانا فخورين بأجوائه وتعامله  عندما يعود  إلى المنزل لقضاء الإجازات أخذهم كدليل على صقله وعلى الرغم من أن التأثير العملي لمثل هذا الصقل هو ما يجعله يعبر عن الازدراء لأساليب والديه المنزلية والجهل البسيط.
بحلول الوقت الذي بلغ به من العمر ثمانية عشر عاما  أصبح  كاتبا مفصلي في مكتب محام في هايمنستر لأنه رفض تماما أن يصبح مجرد فلاح  نشط أي أن يكون مزارعا مجتهدا وصادقا مثل والده وكانت بيسي روز هي الشخص الوحيد الذي كان غير راض عنه ولقد شعرت الفتاة الصغيرة البالغة من العمر أربعة عشر عاما بشكل غريزي أن هناك شيئا ما خطأ فيه.
وللاسف ! بعد ذلك بعامين كانت الفتاة البالغة من العمر ستة عشر عاما تعبد ظله ولن ترى أنه يمكن أن تكون مخطئة مع شخص لطيف جدا و وسيم جدا مثل ابن العم بنيامين.
بالنسبة لبنيامين فقد اكتشف أن الطريقة الصحيحة لإقناع والديه بصرف  المال مقابل كل ما  يتخيله هو التظاهر بتيسير  مخططهم البريء وممارسة الحب مع ابنة خاله الجميلة بيسي روز لقد اهتم بها بما يكفي لجعل هذا  العمل الضروري  غير المرغوب فيه لكنه وجد صعوبة في تذكر ادعاءاته الصغيرة تجاهها عندما لم تعد موجودة تلك الرسائل التي كان قد وعدها بها أثناء غياباته الأسبوعية في هايمنستر كما الأعمال التافهة التي طلب من نيم القيام بها من أجلها  وتم أخذها في الاعتبار في ضوء المشاكل وحتى عندما كان معها كان يشعر بالاستياء من الاستفسارات التي دائما ما تجريها معه 
بشأن طريقة قضاء وقته أو معارفه الإناث في هايمنستر. 
عندما انتهى تدريبه المهني  لم يقتنع  بشيء سوى أنه يجب أن يذهب إلى لندن لمدة عام أو عامين ولهذا فقد بدأ المزارع المسكين هانترويد في الندم  عن طموحه في جعل ابنه بنيامين رجلا نبيلا لكن الوقت كان قد فات للتراجع الآن شعر كل من الأب والأم بهذا  وعلى الرغم من حزنهما فقد صمت كلاهما و لم يعترضا لكنهما لم يوافقا على اقتراح بنيامين عندما قدمه لأول مرة لكن بيسي من خلال دموعها لاحظت أن عمها وعمتها بدوا متعبين بشكل غير عادي في تلك الليلة وجلسوا جنبا إلى جنب عند حافة المدفأة محدقين في ألسنة اللهب كما لو أنهم قد رأوا فيها صورا لما كان لديهم ذات يوم بينما يأملون أن تتصلح حياتهم. كانت بيسي تتجاذب أطراف الحديث معهم بين وجبات العشاء وهي تحاول ابعادهم عن  رحيل بنيامين مما أحدث ضوضاء أكثر من المعتاد كما لو كانت الضوضاء والضجيج هو ما تحتاجه لمنعها من الصړاخ والبكاء وبعد أن نظرت بتمعن في الموقف وتغخصت نظرات عين ناثان وهستر تجنبت النظر في هذا الاتجاه مرة أخرى خوفا من  رؤية وجوههما البائسة وهي تفيض بالدموع .
وقال ناثان أخيرا  مستهل حديثة 
اجلسوا وسأجلس إليكم أحضري المقعد الزاحف إلى جانب الڼار ودعونت نتحدث قليلا عن خطط الصبي. 
جاءت بيسي وجلست أمام الڼار وألقت مئزرها على وجهها وهي تسند رأسها على يديها شعر ناثان كما لو أنه بأى  فرصة سوف ټنفجر أي من المرأتين بالبكاء لذلك اعتقد أنه يجب عليه أن يتحدث على أمل تجنب عدوى الدموع.
هل سمعت عن هذه الخطة المچنونة من قبل بيسي 
 لا أبدا جاء صوتها مكتوما وتغير من تحت مئزرها وقد شعرت هستر كما لو أن اللهجة في كل من السؤال والجواب تنطوي على لوم وهذا ما لا يمكنها تحمله.
يجب أن نستمع  إليه عندما نقيده لأنه بالضرورة سيصل إلى هذا هناك امتحانات وتعاليم دينية وأنا لا أعرف كل ما يمكن أن يمر به في لندن هذا ليس خطأه .
وبدلا من تهدأتها فقد تساءل ناثان 
أي منا قال ذلك فيما يتعلق بهذه المسألة بضعة أسابيع ستقوده إلى القاعة وتجعله محاميا جيدا مثل أي قاض بينهم لقد أخبرني المحامي إيود لوسون أن حديثي كان خاطئ بعض الشيء و إنها رغبة الصبي الخاصة للذهاب إلى  لندن وقد تجعله
 

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات