عشق لا يضاهى اسماء حميدة
كل شيء من أجل البقاء بجانبي
وتنهدت بمرارة وكأنها تعيد فتح چرح قديم
هل أخبرك ظافر من قبل أنه يحبك انتظري.. لا أعتقد أنه يشعر بك من الأساس.. على العكس معي فهو دوما ما كان يقول لي الكثير من كلمات العشق والغزل طوال الوقت...
استمعت سيرين بهدوء إلى هذيان دينا بينما تسللت أفكارها إلى السنوات الثلاث التي مضت منذ زواجها من ظافر. طوال تلك المدة لم يدخل المطبخ ولو لمرة كأن تلك المساحة المقدسة لم تكن تخصه وعندما أصابها المړض لم تجد فيه عزاء ولم تر في عينيه تلك النظرة التي تخبرها أنه يحبها أو حتى تلك الكلمات التي تمنح القلب الطمأنينة.
في تلك اللحظة القاسېة سقطت على قلبها الحقيقة
الثقيلة كالصخر لقد حان وقت الفراق.
مرت على سيرين ليلة من الأرق العميق كانت فيها تحاول ترتيب مشاعرها ولم تجد لها سلوى لها سوى الحزن والعجز.
ما مدى ارتباطك بأموال عائلة نصران تلك الآلة التي تدر عليك المال سألها بنبرة لا تخفي احتقارا.
اڼصدمت سيرين فقد كان السؤال مفاجئا لم تفهم ما الذي دفعه لطرح هذا السؤال في هذا الصباح الباكر.. لكن رد فعلها جاء عفويا كما لو أن غرائزها قد نطقت قبل أن تدرك.
لم أكن يوما طامعة في أموالك.
لقد أرادت ظافر فقط بكل ما في الكلمة من معنى... ولكن هل لفاقد الحس أن يشعر.
ظافر بابتسامة ساخرة مشوبة بالازدراء رد قائلا
إذا لماذا جاءت والدتك إلى مكتبي وتوسلت إلي أن أمنحك طفلا
كانت سيرين متصلبة من وقع صډمتها بأمها التي حطت من كبريائها أمامه وأخذت تحدق في عيني ظافر بذهول إذ لم تتوقع أنه لم يكن غاضبا مما حدث في الليلة الماضية فعلى ما يبدو أن ظافر لم يرغب في إضاعة وقته معها فصاح بنبرة حادة
في نهاية المطاف لم يكن لسيرين حاجة في البحث عن سارة فقد جاءت سارة إليها بنفسها وقد تبدل أسلوب أمها من البرود والجفاء إلى التفهم واللطف وهذا أمرا لم ينطل على سيرين إذ لم تعهد والدتها على هذا النحو قط فهي اعتادت معاملتها بقسۏة كما جميع من حولها.
سيرين عليك أن تطلبي من ظافر أن يمنحك طفلا... ليس بالضرورة أن يكون الأمر بيولوجيا يمكنه اللجوء إلى الإجراءات العلمية.
سرت بسيرين رعشة من الدهشة وهي تحدق في سارة بينما استمرت الأخيرة في حديثها
أخبرتني دينا أن ظافر لم يقم بعلاقة معك منذ ثلاث سنوات.
كانت تلك الكلمات القشة التي قصمت ظهر سيرين فقد تساءلت في داخلها لماذا أخبر ظافر دينا بذلك... ربما كان يحبها بصدق شديد... مع هذا التفكير شعرت بالإحباط فقالت
توقفت سارة وعقدت حاجبيها بتعجب وقالت
ماذا
أجابت سيرين بنبرة متعبة أثر معانتها مع قلب جاحد لا يلين
أنا متعبة أريد الحصول على الطلاق. وقبل أن تتمكن من إنهاء عبارتها صڤعتها سارة بقوة على وجهها.
رواية عشق لا يضاهى تمصير أسماء حميدة لمتابعة مواعيد النشر يرجى الانضمام إلى جروب روايات الأسطورة أسماء حميدة أو صفحة الكاتبة أسماء حميدة.
اختفت تلك الواجهة الأمومية اللطيفة في لحظة... وأشارت بإصبعها إلى سيرين وقالت بحدة
ليس لك الحق في طلب الطلاق!
ماذا تعتقدين أنك ستفعلين بدون عائلة نصران من سيتزوج مرة أخرى مطلقة معاقة مثلك
شعرت سيرين بخدر يجتاح جسدها بسبب ما تفوهت به أمها... كلمات كانت كالسهم المسمۏم الذي غادر مشد القوس لينغرز بصدرها.
لم تكن سارة تحب سيرين أبدا حتى عندما كانت طفلة... كانت سارة راقصة مشهورة وإنجابها لطفلة تعاني من مشاكل في السمع كان أحد أكبر أسباب ندمها... لذلك أرسلت سيرين إلى مربية لتعتني بها ولم تسمح لها بالعودة إلى المنزل إلا عند التحاقها بالمدرسة.
كان الناس يقولون لسيرين إن كل أم تحب طفلها إذا كان مميزا لذا بذلت كل ما في وسعها لتتفوق في كل شيء على أمل إسعاد سارة.
وعلى الرغم من مشاكل السمع التي تعاني منها كانت سيرين من أوائل طلاب صفها في دروس الرقص والموسيقى والفن. ومع ذلك فرغم كل الجهود التي بذلتها لم تعتبرها سارة ابنة جيدة بل ظلت سيرين من وجهة نظر سارة ابنة غير محبوبة طفلة غير كاملة ليس فقط جسديا بل أيضا في الحب والعلاقات الأسرية.
بعد أن غادرت سارة استخدمت سيرين بعض الماكياج لتغطية البصمة الحمراء على وجهها فقد كان كل إصبع من يد سارة تاركا علامة ظاهرة على وجهها الطفولي البريء ثم بدأت بحزم حقائبها بهدوء.
ابتسمت سيرين بخيبة فحتى بعد مرور ثلاث سنوات على زواجها كانت جميع أغراضها الشخصية لا تتعدى حقيبة واحدة.
بعد أن انتهت من حزم أمتعتها جمعت شجاعتها وأرسلت رسالة إلى ظافر
هل أنت متاح الليلة أريد التحدث إليك.
لم يرد عليها ظافر... فأظلمت عينا سيرين فقد كانت تعلم أنه لا يريد الرد على رسائلها ولكن ما الجديد أنه لا يهتم لأمرها أبدا.
كل ما كان بوسعها فعله هو انتظار عودته إلى المنزل في الصباح... لقد ظنت أنه لن يعود إلى المنزل في تلك الليلة لكنه عاد عند منتصف الليل.
لم تكن سيرين نائمة في تلك اللحظة... فتوجهت نحوه بخطوات واثقة وأخذت معطفه وحقيبته بحركة عفوية تحمل الود والألفة وكأنهما زوجان عاديان.
وبصوت بارد كسر ظافر سلام وصفو اللحظة قائلا
لا ترسلي لي رسائل نصية سخيفة مرة أخرى.
بينما كانت سيرين تمسك بمعطفه ارتجفت يدها قليلا وتمتمت
لن أفعل ذلك مرة أخرى.
لم يلاحظ ظافر أي تردد في نبرتها فتوجه مباشرة إلى مكتبه كعادته عند عودته إلى المنزل... ربما كان يعتقد أن من يعاني من ضعف السمع يعيش في عالم صامت أو ربما ببساطة لم يهتم بأمر سيرين.
هذا ما يفسر توجهه الفوري لمناقشة استحواذه على مجموعة تهامي في مكتبه وكأن شيئا لم يحدث.
عندما أحضرت له سيرين بعض الحساء سمعت صوت ظافر يناقش العمل بحيوية مع موظفيه يتحدث عن الاستحواذ على شركة تهامي جروب شركة والدها جمال تهامي... لم تكن تعرف كيف تشعر حيال ذلك... إذ كانت تعلم أن شقيقها تامر
تهامي عديم الفائدة في إدارة الأعمال وفي هذه الحالة فإن الأمر مجرد مسألة وقت قبل سقوط مجموعة تهامي. لكنها لم تتخيل أبدا أن يكون زوجها هو المتسبب الأول في هذا السقوط.
كفى قاطعته.
أصيب ظافر بالصدمة وبسبب شعوره بالذنب أو ربما بسبب عاطفة أخرى أغلق الهاتف بسرعة وأغلق الكمبيوتر المحمول متظاهرا بالجهل فتقدمت سيرين إلى غرفة مكتبه ووضعت الوعاء