الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصة قربان بقلم امل فايز

انت في الصفحة 1 من صفحتين

قصة قربان بقلم امل
قصة قربان بقلم امل فايز

رجع خالد بكرسيه للخلف ثم نظر إليها باستفسار قائلا 
إذن يا سارة أين اختفى زوجك يوسف
وجه سؤاله ونظر إليها ليجدها ثابتة غير حزينة ولا سعيدة وجهها بدون ردة فعل كوجه المۏتي... زفر بضيق ثم أكمل حديثه 
أظن إني أحدثك... أين اختفى يوسف لا تعرفين أليس كذلك! أو أنك ستنكري كل شيء جميع الدلائل ضدك ليس هناك مشتبه غيرك لقد اشتم جيرانك رائحة لحم عفن وحين بحثوا وجدوا قطع صغيرة من اللحم مرمية للكلاب الضالة في الشارع الذي تسكنين فيه ويبدو أنه لحم الإنسان قد ماټ منذ فترة ليست قليلة.

شعر بالڠضب من برودة أعصابها كاد أن يشنقها لكنه تمالك نفسه فهو يقف أمام چريمة بشعة في حق الإنسانية والحب بل أنه يقف أمام امرأة اجتمع الشړ كله فيها... عاد يكمل حديثه بقوة قائلا 
يوسف قد تغيب عن العمل ولم يعثر عليه أحد منذ شهر كاملا! ما ردك يا مدام
رفعت رأسها ثم قالت برقة وحنان 
ماذا تعرف عن الحب
أردف قائلا في غرابة 
وما صلة حديثك بما أقول!
ضحكت ضحكة مكتومة ثم دفعت كرسيها للخلف وتحدثت بضعف وجذع قائلة 
إنه أصل الحديث يا سيدي سأجيبك وأروي فضولك وأحل لك اللغز الذي يبدو جليا أمام عينك ولكنه في الحقيقة سر غامض ستعرف حل لكل تلك الأسئلة القابعة عند حواف دماغك.
اجهشت في البكاء غير قادرة على إيقاف الحزن الذي أضحى جزء من كيانها أحست بشعور غريب يحفر في تجويف معدتها وهي تتذكر ما حدث وكأنها تختنق بل شعرت بثقل قلبها على صدرها وجسدها الضئيل.. أما خالد شعر بالذنب ربما هو يقف أمام الضحېة وليس المچرم لقد كان شكا مؤلما...لتقطع عليه سيل أفكاره قائلة بحزن 
منذ حوالي شهر في اليوم الخامس من مايو كان يوم جميل العصافير تغرد كنت برفقة يوسف إنه حبيبي وزوجي وكل ما يهمني في هذه الحياة فأنا لا يمكنني أن أعيش بدونه.
اليوم الخامس من مايو 
مساء في شقة جميلة مكونة من أربعة غرف مشيدة على الطراز الفيكتورى كانت تقف سارة وهي تنظر قلادتها الماسية الجميلة على شكل قلب وضع بداخلها صورة يوسف تبدو فاتنة فهي جهزت نفسها لهذا اليوم أعدت الطاولة وتنتظر عودة زوجها يوسف لتحتفل معه بذكرى زواجهم الثالث ترتدي فستان باللون الأسود يتشابه مع لون عينيها ويبدو مناسبا مع قامتها الطويلة فهذا اللون يبرز مدى جمالها مع بشرتها الخمرية كان جمالها لا يقارن بيوسف فيوسف أمامها عاديا جدا... دلف يوسف إلى شقته بطوله المتوسط وجسده العريض دون ردة فعل.
اڼصدمت من هذه المعاملة الباردة تجهم وجهها وغزته تعابير تشي بالألم لتتجاهل الموقف وتتحدث بصوت عاطفي رقيق 
يوسف! ألا تذكر ما اليوم
تحدثت وهي تخطو خطوات نحو الطاولة وأمسكت الكأس.. ليقول ببرود وقسۏة 
لا أذكر ولا أريد

انت في الصفحة 1 من صفحتين