السبت 23 نوفمبر 2024

قصة عفريت الشقة بقلم سلوى فاضل

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بقلب وحيد ينتفض هلعا.
عادت مرغمة محطمة لا ملجأ ولا منجى لها كادت أن تضع المفتاح بالباب فوجدته يفتح من تلقاء ذاته اغمضت عينيها تستجمع شجاعته المهزومة ثم خطت للداخل وأغلقت الباب خلفها فصدحت بالأرجاء ضحكة شريرة مخيفة سقطت جاسية على قدميها باكية فعم الصمت بالمكان من جديد.
وقت طويل مر وهي على حالها ثم نهضت متجهة لغرفتها بدلت ثيابها ثم خرجت للمجلس جلست أمام التلفاز الذي فتح تتبدل قنواته دون تدخلها انتابتها حالة هستيرية تبكي وتضح معا تحولت لبكاء صامت مستسلم مع انطفاء الإضاءة وحلول الظلام لانقطاع الكهرباء لا تعلم هل انقطع من منزلها فقط أم من المنطقة بالكامل.
دقائق مرت حتى سمعت همسا يعلو شيئا فشيئا حتى وضح وأصبح واضحا
لسه بتعاندي!
بصوت مقتول مجهد ورأس احنتها الأيام أجابته
مش عند بس أروح فين!
مش شغلي.
لو كان في بديل ما كنتش جيت.
والحل.
هدنة وقت أدور على شغل تالت يمكن أقدر أعزل.
مكر وخداع نسيت بتكلمي مين!
أجابته دموعها وارتفعت شهقاتها فتحدث غير مبالي
منتظرة تصعبي على عفريت أو شبح!
لأ منتظرة أتجنن أو أموت بسكتة قلبية موافقة.
اڼتحري.
كفكفت دموعها ثم أجابت بتأكيد
لأ.
كادت نظراته تخترقها ثم جلس بالمقعد المقابل لها.
أسمعك وبعدها أقرر.
مرت فترة صمت طويلة كادت أن تتحدث فشعرا كأن شخصا يحاول فتح الباب همسات من الخارج وهمهمات ابتسم بمرح ثم همس بالقرب من أذنها.
أدخلي اقفلي على نفسك أنا هتصرف.
دخلت بالفعل بقدمين بالكاد تحملاها وأنفاس متقطعة كمن تفارق الحياة هي الآن بين شبح ولص كم هي محظوظة!
بالخارج استمتع بما يفعله باللص دقائق قليلة كانت كفيلة بجعل اللص يركض للخارج مذعورا ربما تاب عن أفعاله أو سلم نفسه للعدالة.
دخل إليها يكمل حديثه معها فوجدها تفترش الأرض مغشي عليها وقف يطالعها لفترة بعد برهة من الوقت تركها واختفى من غرفتها.
استيقظت على ألم شديد برأسها جلست على الفراش بخور وإجهاد تضغط بكفيها على رأسها لعل الألم يخفت قليلا طالعت نفسها والفراش بحيرة أخر ما تتذكره غلقها للباب وتهاوي جسدها كيف وصلت للفراش ابتسمت بسخرية فبرفقتها عفريت ربما دخل من الجدار ورفعها بناظريه ووضعها فوق الفراش كرم منه عدم مضايقاتها.
نهضت ببطء وكادت أن تأخذ الهاتف ولكن أثار انتباهها شريط دواء لم تشتريه بالسابق ومع قراءة الاسم أدركت أنه مسكن للألم فحدثت نفسها
لأ شبح طيب يموتني بسكتة قلبية ماشي لكن الصداع لأ وساب لي مسكن.
صدح بالغرفة صوته
لحد ما أقرر عايزك سليمة خدي العلاج.
أماءت پذعر صامت ثم بدلت ملابسها وانطلقت للخارج وعلى غير عادتها لم تستطع الذهاب لعملها الثاني عادت مبكرا والإعياء متملكها.
ارتمت بالفراش غير قادرة على الحركة تدعو ألا يرعبها عفريت الشقة اليوم فلا طاقة لديها ثم سبحت بنوم عميق وقد استجاب لها القدر ولم تزعجها أي عوامل خارجية ومن ضمنها ذلك الشبح بعد عدة ساعات تلقت من صديقتها اتصال.
حدثتها بنبرة متحشرجة
تقى عاملة أيه يا حبيبتي.
الحمد لله مال صوتك هو مين التعبان أنا ولا أنت!
امتزج صوت البكاء مع صوتها
أنا كويسة المهم أنت.
أنا تعبانة عندي برد شديد واجهاد ومش قادرة اتحرك.
تحبي أج.. أجي لك.
لا يا حبيبتي أنا بس عايزة أنام وابقي قدمي لي بكرة إجازة.
حاضر خلي بالك من نفسك عشان خاطري يا تقى.
يا بنتي ده برد هو أنا هاموت ده شوية برد صيف تقيل.
أطبقت جفينها ودخلت بنوم عميق استيقظت بجوف الليل على صوت يناديها بإصرار وشعرت بشيء ما بفمها فابتلعته رغم مرارته وسبحت في فجوة غير منتهية بين الصحو والغفوة استمرت حالتها حتى مساء اليوم التالي وعلى غير العادة لم يظهر لها عفريت الشقة كادت أن تنساه لولا رؤيتها لذلك الوعاء بالمطبخ لامسته فوجدته ساخنا تعجبت وكشفت الغطاء فوجدت حساء طازج ابتسمت بشكر.
إحنا كده بدأنا الهدنة رسمي شكرا على الشوربة طلب كمان لو سامعني بلاش الړعب اليومين دول والله واقفة بالعافية.
تناولت الحساء وجلست على الأريكة مغمضة العين ترجع رأسها للخلف بإعياء مرت فترة ثم عم الصمت فأدركت انقطاع التيار الكهربائي ثم شعرت بمرور كتلة من جانبها أيقنت حضوره وابتسمت بود.
استمر الصمت حتى قطعته هي هذه المرة
شكرا.
لحظات بسيطة مرت دون حديث ثم استرسلت بضعف بادي على نبرتها وملامحها
بما إننا بدأنا الهدنة وأنا زي ما أنت شايف تعبانة جدا

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات