الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة عفريت الشقة بقلم سلوى فاضل

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

وسهلتي عليا مهمتي لإقناعك ومركب سامعات صغيرة بوصل صوتي منها وطبعا بسمع ردك عادي لأني قريب وساعات بتوقعه.
يعني الناس عارفين إننا عايشين لوحدنا!
الناس نسيتني أصلا أنا بالنسبة لهم شبح فعلا انا ضيعت سنين من عمري فاكر إني بنتقم منهم وأنا بنتقم من نفسي وبضيع عمري بس أنا حبيتك عايز أكمل حياتي معاك.
نهضت بقوة وتحدثت برفض
بردو بتكرر نفس الغلطة تعرفني منين شوية كلام سمعته مني لا تعرف صح ولا غلط مش يمكن بضحك عليك مش ممكن أكون عارفة إنك إنسان حقيقي من البداية لو عايز نصيحتي أخرج من سجنك واشتغل ابعد عن الضلمة دي أنا ماشية مش هينفع أفضل هنا في وجودك.
وقف أمامها وتحدث باستسلام
نم أنا اللي همشي ومن غير اعتراض أولا أنت أجرتي الشقة بعقد وبالمبلغ اللي أنا حددته ولو تفكتري ما كانش في بند في العقد يخص عفريت الشقة.
ثانيا الناس لو فهمت الحكاية مش هاتسلمي من لسانهم أنا هامشي متأخر زي ما كنت بعمل
بس ليا عندك طلب ممكن
تبادلا نظرات تحمل معن عدة غلب عليها الرجاء من جانبه والأسى من جانبها طالت الوقت حتى ظن رفضها فسألته بخنوع وهي تتنهد
أيه هو 
أنير وجهه واشرقت بسمته
نكون أصحاب ينفع!
من بعيد لبعيد مفيش مقابلات ولا وجود لعفريت الشقة.
موافق سامح اسمي سامح.
سامح اللي مش بيسامح.
لا على ايدك هاتعلم أسامح.
بقالك قد إيه عفريت الشقة لو مش عايز تجاوب براحتك.
فضول بردو.
اخفضت رأسها بإحراج واسترسل بتمني الاهتمام
٣ سنين.
شهقت پصدمة
ضيعت من عمرك ٣ سنين عشان ټنتقم! وطول الفترة دي ما حستش إنك غلط!
أربعة ضيعت أربع سنين سنة مخدوع و٣ بنتقم.
تبادلا النظرات ثم حركت رأسها بيأس وتحركت لغرفتها وكذلك هو هربت للنوم وحين تستيقظت كان غادر بالفعل حينها فتحت الغرفة المغلق تأملتها ثم اغلقتها من جديد ومارست يومها كالمعتاد.
يوم فالتالي روتينية شديدة وبعض الحنين لا تعلم هل هو تعود أم تعلق اتصالاتها بصديقتها رغم ارتفاع عددها إلا أن فترتها قصيرة لا رغبة لديها للحديث.
أيام مضت ثم أتى لها اتصال لا يحمل اسما كادت تتجاهله لولا إصراره.
الو أنا سامح تقى.
ابتسمت أخيرا وظلت صامتة
عايز أقول لك إني لقيت شغل وبدأت كمان مش هتردي!
مبروك.
الشقة حلوة من غير عفريت الشقة!
لأ يعني هادية.
عايزة حاجة
شكرا.
هنتقابل تاني وهاكون عفريت حياتك.
ابتسمت بسعادة صامتة وانهى هو المكالمة ظلت شاردة مبتسمة ثم تحركت لغرفتها تلوذ بفراشها.
يوم فأسبوع ثم شهر حتى انقضت ستة أشهر كاملة من بعد تلك المكالمة ظنت أنه واصل حياته بعيدا عنها سعدت من أجله لكنها تأكدت من نمو مشاعر جديدة بداخلها ستعذبها وتجلدها إلى أن يشاء الله.
بمنتصف اليوم استقبلت اتصال من صديقتها
صديقتي الصدوقة كيف الحال
إيمان والله مش قادرة.
وأيه الجديد! بقالك شهور على ده الحال والغريب إنك مخبية السبب.
مش يمكن بهرب حتى من السيرة! أنا هاقفل.
أيه ده! كل يوم تطرديني من على الفون ماشي افتكريها بس على العموم ماما قالت لي أبلغك إنها جيالك النهاردة وبتقول لك البسي اللي على الحبل كله هتجيب جاتوه.
ابتسمت بامتنان
مش قادرة والله اعتذري لها واشكريها نيابة عني.
لو تقدري اتصلي أنت واعتذري لها!
استسلمت لطلبهم وانتظرتهم بالمساء.
دخلت صديقتها بسعادة وفرحة شديدة حتى ظنها تقى بغير وعيها تلتها والدتها ثم اخيها بالنهاية دخل سامح بملابس أنيقة يحمل بين راحتية باقة بديعة من الزهور ويرسم على وجهه بسمة ولا أروع.
تراجعت بدهشة وذهول غير مصدقة
أنت!
أجابوها جميعا عدا هو
عفريت الشقة.
قطع المسافة الفاصلة بينهما
لأ عفريت تقى تقى وبس.
تمت

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات