أغلال الماضى
-نعم، فهمت
لم تكن تتخيل او يخطر على عقلها ان هذه الأقفال لن تكون سوى حاجز بينها وبين الحرية وأنها سوف تكون سجينة هذا البيت ما تبقى لها من حياة.
مرت أيام وهى تذهب يوميا صباحا للبيت وتفرش المفروشات التى يشتريها بناء على طلبها ثم تعود إلى. الفندق مع غروب الشمس، شهر بالكامل كانت هى والفتيات يعملن بجهد كبير، أما هو فكان سافر إلى المدينة كى يتفق مع فرقة موسيقية وينظم لحفل الزفاف، وقام بشراء فستان زفاف غاية فى الرقى.
اول ايام الربيع بعد انتشار رائحة الثمار المختلفة بين الأراضى الزراعية، وتزينة الحدائق بأبهى صورها، أقيمت حفل زفاف على يخت فوق مجرى مائي نهرى قريب من البيت، الذي فى الليلة التي قبل الزفاف دون علمها، تم إغلاق جميع نوافذ وأبواب البيت بالحديد على شكل قضبان، وتم رفع سور الحديقة الخلفية لأكثر من مترين فوق الارض بحائط أسمنتي موضوع على أطراف سلك شائك موصل بدائرة كهربائية، فى هذا اليوم جلست هى فى غرفتها بالفندق وجميع الفتيات من حولها يضحكون ويحضرون الزينة ويساعدها على ارتداء فستان العرس، أقتربت منها كريستين وتنهدت وهى تنظر إليها ثم قالت
-حقا انت جميلة، أستمعي لى جيدا، اهربي من هنا، أهربى قبل دخولك مصيدة هذا الذئب، لقد حاولت اول يوم لك هنا ان اغضبك كى تبتعدى عنه، ولم استطع، اهربى انت لست الاولى، جميع من تزوجهم لم يكملن بضع شهور و توفوا بشكل مفاجئ ولا احد يعلم السبب موتهن، أهربي هذه فرصتك الأخيرة .
-لما تفعلين ذلك، انه يحبنى، اختارنى انا ولم يختارك، كفى عن غيرتك، انت ايضا جميلة وسوف تجدى شخص يحبك ويهتم بك
-جميلة وغبـ،ـية، ياليت أحدهم نبهنى بالماضى كما افعل لك، ولكن الحب غباء يا فتاة، حسنا تذكرى انى حاولت
تركتها وانصرفت ولم تهتم هى لكلامها ويا ليتها فهمت وهربت من المكان وابتعدت عنه ذلك اليوم، ارتدت فستان الزفاف ونزلت الدرج امسك بيدها وخرج بها يقابلو أهالى القرية الذين أتوا للمباركة، وبطبيعتها السمحة ابتسمت للجميع شاكرة اياهم على قدومهم لحفل زفافها، فهى تشعر بالامتنان لهم،