أغلال الماضى
ودخل خلفها باقى الفتيات ما عدا كرستين التى هرولت باكية إلى والدها ظنا منها أنه سوف ينصرها ولكن كما يقال بالعبر عبيد المال لا ترى كرامة لنفسهم او لأقرب من لهم حتى وأن كانت ابنته، فعندما لجأت إلى أبيها صاحب الفندق الصغير،صفعها وأجبرها للعودة والأعتذار من السيد الذي كان قد استأجر المكان باكملة كى يسكن به فتاة الزهور كما يدعيها، بعد ما يقارب من النصف ساعة كان يجلس بها اليخاندر فى الغرفة المخصصة للطعام وهو يتصفح أحدى الجرائد، استمع الى خطوات نعلها وهى تهبط الدرج، فتحرك بشكل مهذب وذهب قرب الدرج وما أن اقتربت منه حتى مد يده لها، وضعت اناملها برفق بين يديه، وابتسمت له بصدق ممتنه لكل ما يقدمه لها، لا تعلم ان الذئب يمهد لها الطريق بمكر كي يتمتع لاحقا بأفتراسها، جلسا سويا على الطاولة التى تزينت بأشهى أنواع الطعام الذي رأت بالسابق بعض منه وبم ترى بحياتها بعض الاصناف الموضوعة على الطاولة .
هكذا كانت ثانى خطوات السقوط فى بئر الخديعة، ظل طوال شهور الشتاء يدللها بالهداية والتنزه بين الحقول التى يملكها، أنساها برد الشارع وتعب لفها بالزهور على المارة تحايلهم لشراء بعضها، منهم من كان كريم ويطيب خاطرها ويشترى ومنهم قاسي القلب الذى كان ينهرها ويدفعها بعيدا، وذات يوم اخذها لهذا البيت الذى وقف أمامه أول أيامه وقال لها
-سوف ندخل من باب الحديقة الخلفى، اريدك ان تعيدى فرش هذا البيت كما ترغبين فهو سوف يصبح بيتك قريبا
-لقد دللتنى كثيرا صديقة ولكن انا طوال الشتاء لم أعمل قط فكيف لى بشراء منزل وليس استئجار غرفة، ولا تقول وانت معى لا تفكري بالأموال، انا أعلم انك تستمتع بالصداقة بيننا وهذا يسعدنى، ولكن يوما ما سوف يصبح لك زوجة وأنا سوف اعود الى مكانى بالشارع
وقف بها على الباب الداخلى للمنزل من جهة الحديقة، ثم تبسم وانخفض على إحدى ركبتيه، بعد أن اخرج صندوق صغير من جيب سترته، وقال