السبت 23 نوفمبر 2024

قصة امرأة فوق الاربعين بقلم ابتسام رشاد

انت في الصفحة 2 من صفحتين

قصة امرأة فوق الاربعين
قصة امرأة فوق الاربعين بقلم ابتسام رشاد

الذي عرضته عليها سحر ما كادت حتى أن تشكل مخيلتها أية صور لكنها أطاحت النظر إلى ذلك الجدار... تحديدا إلى تلك الصورة المعلقة بزاوية محايدة بعض الشيء تلك الصورة التي جمعتها بأطفالها وزوجها قبل ۏفاته ببضع أشهر تلك الصورة التي يتغذى عليها قلبها لتشبع حنين شوقها واشتياقها إلى ماضي تتخطف من ذكرياته ما يروي وجدانها لتبقى على قيد الحياة.
جلست على كرسيها تتصفح كتابا في ملل وهدوء تام صوت تقليب صفحات الكتاب يعلو على صوت دقات عقارب الساعة فهي لم تكن تقرأ فقط كانت تقلب صفحات الكتاب وهي غارقة في مزيج من الأفكار يجوب بعقلها سؤال واحد قد يبدو للبعض أنه سؤال تافهة ولكنها تتسائل ماذا عليها أن تفعل في الصباح! بل وفي كل صباح
حقا فهي ليس لديها إجابة عن هذا السؤال لقد انهت مهمتها وها قد أوفت بذلك الوعد التي قطعته على نفسها منذ يومها الأول والآن ها هي وحيدة بعد أن تركها الزوج والأولاد... هذا هو حالها أصبحت وحيدة تعيش بعمر يسبق عمرها بمراحل الآن فقط أصبحت تشعر أن السنوات مضت سريعا دون جدوى قضت ليلة هي الليلة الأطول على الإطلاق شعرت بهذا لأن هذه الليل هي الليلة الأولى التي ستقضيها بمفردها انتظرت موعد صديقتها سحر وذهبت للتسليه والمتعة ليمر الوقت بعيدا عن ذكراياتها ولما حان اللقاء واجتمع الرفاق جلست ماجدة وحدها بعيدا عن الجمع لأنها لاتجيد الحديث خاصتا في حضور الرجال وأيضا لأنها اعتادت الوحدة لاحظت سحر هذا لذا اتجهت نحوها وجذبتها من يدها عمدا قائلة
_هو انتي جاية علشان تقعدي لوحدك تعالي علشان أعرفك على جوزي واستاذ جمال صاحبه العريس اللي قولتلك عليه.
_لا سبيني انا مرتاحة هنا.
خطوات ووجدت ماجدة نفسها تقف بين الجمع يبدو عليها القلق والتوتر لم ترفع عيناها عن الأرض بدأت سحر تعرفها على الحضور فقامت بذكر أسمائهم جميعا لم تحفظ ماجدة أية أسم مما ذكرت سحر سوى اسم جمال ليس لأنه العريس المقصود بل لأنه اسم زوجها السابق أطاحت النظر نحو صاحب هذا الأسم لترى أنه هو نفسه جمال زوجها ارتعشت يداها وهي تدقق النظر نحوه حتى لاحظ الجميع حالها حتى أنهم بدأوا ينظروا إليها في صمت بينما هي مازالت تحدق بعيناي جمال حتى همست بصوت مسموع قائلة
_جمال.
تبسم هو الأخر متعجبا كيف نادته باسمه دون أي رسميات! فهذا أول لقاء جمعهم ببعضهم عندها امسكت سحر بيدها وهمست في أذنها قائلة
_ماذا بك لما ترتعشين هكذا
لم تنطق ماجدة بكلمة كل ما فعلته انها انطلقت مسرعة نحو الباب وعادت إلى بيتها.. عادت تتصفح صور لجمال زوجها فهي لا تعرف كيف رأتها أمامها اڼهارت بالبكاء فهي من البداية لم تكن تنوي الزواج من بعده هي مازالت مخلصة لحبها الأول
حتى بعد مۏته ليس سيئا أنها اختارت أن تعيش على الذكرايات حقا بعض الذكريات تمنحنا حياة.
بقلمابتسام رشاد

انت في الصفحة 2 من صفحتين