قصة فتات بقلم مي محسن عامر
انت في الصفحة 1 من صفحتين
احتفالية الاحلام
الكاتبة مي محسن عامر
قصة فتات
فتات
كانَ يا ما كانَ في سالفٍ العصرِ والأوانِ . . . لا مينفعشْ لأنَ الناسَ زمان كانَ عندها أخلاقا وتمسكا بالعقيدةِ الفطريةِ إنما دلوقتىْ الشيطانُ يحني جبهتهُ لشياطينِ الإنسِ ، المهمَ ، كانَ هناكَ فتاةٌ يتيمةٌ الأبوينِ ليسَ لديها ما تجني منهُ قوتِ يومها إلا بضعُ شجراتِ ليمونْ في حديقةِ منزلها ، ودجاجتانِ وفراخهمْ ، وعنزةٌ تصنعُ منْ حليبها جبنا لأنها لا تستسيغُ طعمهُ أصابها الحزنُ وهيَ تتجولُ بالسوقِ تبحثُ عنْ أرزِ وذرةِ بسعرٍ يتناسبُ معَ ما تمتلكهُ منْ نقودٍ حصلتْ عليهمْ منْ بيعِ الجبنِ وبضعِ بيضاتٍ جمعتهمْ منْ دجاجتيها على مدارِ يومينِ ، حتى وصلتْ لمحلٍ كبيرٍ التجارِ ، وجدتْ أمامهُ جمعا غفيرا منْ الناسِ حينَ سألتهمْ عرفتْ أنهُ اليومَ يبيعُ بأرخصِ الأسعارِ تهللتْ ا ? أساريرها كثيرا أخيرا سينتهي جوعها وتمتلئُ بطنَ دجاجتها وفراخها الصغيرةِ ، وقفتْ تشاهدُ الناسَ وهمْ يحملونَ أكياسا كبيرةً منْ القمحِ والدقيقِ وتراقبُ سعادتهمْ وتنتظرُ أنْ تسعدَ مثلهمْ ، تحطمتْ سعادتها مرةً أخرى حينَ أتاها الدورُ وكانتْ البضاعةُ قدْ نفذتْ ، حينُ رأى كبيرُ التجارِ الدموعَ تتلالا في عيونها تقدمَ نحوها وأخبرها أنَ هناكَ بضاعةٌ أخرى ستصلهُ بعدَ غدٍ أنْ كانتْ تريدُ منها تتركُ المالَ وهوَ سيحفظُ لها الكمَ الذي تريدهُ ، كانتْ كلماتهُ نورا انتشلها منْ ظلامٍ ألقيتْ