قصة لقاء تحت القمر بقلم رحمة جمال
انت في الصفحة 1 من صفحتين
احتفالية الاحلام
بقلمي رحمة جمالريهام
لقاء تحت القمر
في هذه السماء الحالكة يوجد قرص مثير يسير متبخترا كاسرا هيبة الليل الموحشة بين اللآلئ الصغيرة التي تلتف حوله ليستقر في منتصف السماء سامحا لضوءه بالإنتشار في الأجواء. و يبدأ اللؤلؤ في التناثر بعشوائية رائعة من حوله لكي يبلغ كل من في الأرض أنه قد حان وقت ظهور عشقكم و لوعتكم و ما أن يبدء هذا الإعلان حتى يبدء كل سكان الأرض بتنفيذه بكل رحب و امتثال.
لتبدء نسائم الهواء العليل في مداعبة أوراق الشجر لتجعلها تتمايل يمينا ويسارا برقة ونعومة محدثة صوت خاڤت جميل يطرب أذان ذاك الجالس في تلك الغابة ملقيا ظهره للوراء على جزع شجرة عتيدة تتساقط منها الأوراق مستلقية على الأرض بجواره وكأنها عجوز عكف عليها الزمن من الترحال فخارت قواها لتسقط على الأرض منتظرة المۏت أن يحتضنها بكل ترحاب.
فهو على دراية كاملة بكم السواد المنتشر بداخلها والمتوغل داخل خلاياها المتسبب بتشققات في روحها وتشتت بعقلها ثم يقوم بسؤال ذاك القرص المنير بالأخير طلبا منه معرفة أيخبر حبيبته أم لا
لتمر لحظات فقط ليختفي بها القمر ويبرز ثانيا ثم تظهر بدور أمام مقلتي أحمد الذي يجلس في نفس موضعة. ليحدث وكأن القمر بالفعل ذهب محملا برسالة أحمد منفذا إياها ليأتي ومعه حبيبته السمراء التي ترجع خصلة من خصلات الليل خاصتها مخبرة إياه وفحمتيها تنزل قطرات الندى
_ ألوم معذبى فألوم نفسي
فأغضبها ويرضيها العڈاب
ولو أنى استطعت لتبت عنه
ولكن كيف عن روحي المتاب!
تمر لحظات كان قد خيم بهم الصمت المريح لكليهما لتهدأ بدور وتتحدث أخيرا مبررة لمعشوقها وزوجها ما بدر منها من سمۏم كان قد أطلقها لسانها السليط بعدما ابتعدت عن أحضانه مخبره إياه ألا يحزن منها وأنه لم يكن بإرادتها أن تجرحه و أن تعايرته بيتمه و أن تنعته به أيضا بل من دفعها إلى ذلك هو صديقتها ريم عندما أخبرتها أنه لا يحبها لشخصها بل لأموالها الطائلة و ألا يوجد أحد بوسامته الشديدة أن يحب شخص مثلها.
ينهض أحمد من مجلسه ثم يقوم بإزالة قطرات الندى هذه عن وجنتيها الناعمة بإبهامه ليضمها بين ذراعيه بهدوء واحتواء. فأحيانا تكون الأفعال أبلغ من أي حديث.
يعقب آخر كلماتها التي أخبرتها