السبت 23 نوفمبر 2024

قصة جنون بقلم احمد سيد عبد الغفار

انت في الصفحة 2 من صفحتين

قصة جنون بقلم احمد
قصة جنون بقلم احمد سيد عبد الغفار

 وقد كانت أجمل هدية
أمسك هاتفة وضغط على أزراره ثوان وسمع الصوت الرقيق على الجهة الأخرى يسأل من المتصل أجاب بلا
مقدمات لقد قټلت زوجتي
أسمعته المرأة وابلا من الشتائم ثم نادت على زوجها الذي بدوره أكمل عزف سيمفونية الإهانات وتوعده بالويل وبأنه سيأتي إليه في الحال 
أغلق الهاتف وهو في ذهول تساءل كيف تسبه وهي تحبه! ولماذا أخبرت زوجها 

دقائق وسمع صوت طرقات شديدة على بابه فتح الباب بهدوء ليجد زوج جارته الضخم والغاضب قبض الجار على رقبته وهو يلعنه وقبل أن يسدد اللكمات رأى الډم والچثة والمطرقة فزع الجار الثائر وفر كالفأر وهو ېصرخ وينادي على الجيران والشرطة
أغلق الزوج الباب بهدوء وعاد لمكانه وهدوئه تيقن بأن النهاية أصبحت قريبة جدا ربما نصف ساعة! إنه وقت مناسب لإنهاء الصفحات الأخيرة من رواية دكتور جيكل ومستر هايد
أشعل سېجارة أخيرة وارتشف قهوته على مهل وبتلذذ
بعد وقت لا يعلمه سمع ضجيجا وعويلا أمام بابه طرقات شديدة وصوت يطالبه بالخروج والاستسلام علم بأن الشرطة قد حضرت اندهش وقال في نفسه لماذا أتت الشرطة سريعا ولم تتأخر كما في الأفلام العربية! 
وضع الكتاب على الطاولة وأطفأ سيجارته قام من مجلسه وفتح باب الشرفة الضيقة استنشق الكثير من الهواء البارد وهو يتطلع إلى السماء ابتسم وارتسمت على وجهه علامات النشوة والسعادة وقف على سور الشرقة ونظر إلى الأسفل قال بصوت مسموع لن أخرج من سجن إلى سجن أنا حر
قرر أن يسقط على سيارة جاره وزوج معشوقته لكي يتلفها رأى بأنه ربما يكون اڼتقاما مناسبا منه ومنها
ألقى بنفسه وهو يشعر بالانتصار لكنه أخطأ كما يخطئ طوال حياته البائسة وسقط على الرصيف لتتهشم رأسه مثل زوجته
تمت

انت في الصفحة 2 من صفحتين