قصة جنون بقلم احمد سيد عبد الغفار
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وقد كانت أجمل هدية
أمسك هاتفة وضغط على أزراره ثوان وسمع الصوت الرقيق على الجهة الأخرى يسأل من المتصل أجاب بلا
مقدمات لقد قټلت زوجتي
أسمعته المرأة وابلا من الشتائم ثم نادت على زوجها الذي بدوره أكمل عزف سيمفونية الإهانات وتوعده بالويل وبأنه سيأتي إليه في الحال
أغلق الهاتف وهو في ذهول تساءل كيف تسبه وهي تحبه! ولماذا أخبرت زوجها
أغلق الزوج الباب بهدوء وعاد لمكانه وهدوئه تيقن بأن النهاية أصبحت قريبة جدا ربما نصف ساعة! إنه وقت مناسب لإنهاء الصفحات الأخيرة من رواية دكتور جيكل ومستر هايد
بعد وقت لا يعلمه سمع ضجيجا وعويلا أمام بابه طرقات شديدة وصوت يطالبه بالخروج والاستسلام علم بأن الشرطة قد حضرت اندهش وقال في نفسه لماذا أتت الشرطة سريعا ولم تتأخر كما في الأفلام العربية!
وضع الكتاب على الطاولة وأطفأ سيجارته قام من مجلسه وفتح باب الشرفة الضيقة استنشق الكثير من الهواء البارد وهو يتطلع إلى السماء ابتسم وارتسمت على وجهه علامات النشوة والسعادة وقف على سور الشرقة ونظر إلى الأسفل قال بصوت مسموع لن أخرج من سجن إلى سجن أنا حر
ألقى بنفسه وهو يشعر بالانتصار لكنه أخطأ كما يخطئ طوال حياته البائسة وسقط على الرصيف لتتهشم رأسه مثل زوجته
تمت