السبت 23 نوفمبر 2024

قصة اليوم الأخير بقلم سمر ابراهيم

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

من طول المسافة إلا أنه لم يرد أن يذهب إلى الصحاري القريبة التي تكدس بها الناس فربما كانت له هو وعائلته الصغيرة فرصة للنجاة خصوصا مع وجود تلك الجبال المحيطة بهم لربما استطاعوا الإحتماء بها.
عند وصولهم جلسوا في السيارة في انتظار النهاية كان الأولاد يشعرون بالړعب غير مدركين ما يحدث بالكامل نظرا لصغر سنهما فهم توأمان ولد وبنت عمرهما خمس سنوات ولكنهما بالرغم من ذلك يشعران أن هناك شيء خاطئ خاصة بعد اڼهيار والدتهما وعدم ظهور جدهم وجدتهم.
تحدث إياد بصوته الطفولي الباكي موجها حديثه لوالده
احنا جينا هنا ليه يا بابي المكان هنا وحش مش عاجبني وتيتة وجدو مجوش ورانا ليه
أسئلة بسيطة لطفل بريئ ولكن يعجز عن إجابتها أعتى الفلاسفة فكيف يمكنه إخبار هذا الصغير أنهم ينتظرون النهاية وآخر ساعات لكوكب الأرض والأدهى من ذلك كيف يمكنه إخباره بأنهم لن يرون جدهم وجدتهم مرة أخرى.
أخذ خالد صغارة ووضعهما على قدميه محاولا طمأنتهم وحدثهما بصوت جاهد أن يكون طبيعا حتى لا يثير ذعرهما
متخافوش يا حبايبي احنا هنا بنعمل camping تخييم مش انتوا ديما كنتوا بتطلبوا إننا نعمل camping في الصحرا وتيتة وجدوا زمانهم جايين ورانا هما بس اتأخروا في الزحمة متقلقوش.
لم يعقب الطفلان على حديث والدهما وظلا جالسين في أحضانه صامتين وكأنهما يعلنون بصمتهما هذا عدم اقتناعهما بحديث والدهما.
لم يمر وقت طويل حتى ظهرت بعض السيارات الذين جاء أصحابها ليحتموا بالصحراء مثلهم.
كانت كل عائلة تحتمي بسيارتها إلى أن أحسوا بشيء خاطئ يحدث في السماء فلقد تغير لونها للون الأحمر بصورة مفاجئة ودون سابق إنذار أمطرت السماء أمطار من شهب غزيرة.
شهب من ڼار تدمر كل شئ تطوله وفي لحظة ترك خالد وزوجته سيارتهما وحملوا أولادهم وركضوا ليحتموا بأحد الجبال.
ثانية واحدة كانت هي الفارقة بين المۏت والحياة فبمجرد خروجهم من السيارة نزل شهاب عليها ودمرها في لحظة.
لم يملك خالد رفاهية الاندهاش أو حتى الوقوف مكانه ف غريزة البقاء دفعته هو زوجته لكي ينجوان بأطفالهما من هذا الچحيم وفي لحظة كانوا يحتمون بإحدى الجبال القريبة وظلوا بها إلى أن هدأت السماء وانتهت منها الشهب.
لم يستطيع المجازفة بخروج أولاده من هذا المكان حتى لا يشاهدا ما حدث فمن المؤكد أن الچثث والسيارات المحترقة تملأ المكان وهنا قرر أن يمكثوا في مكانهم إلى أن تأتي ساعة الحسم وما كتبه الله عليهم سيلاقوه لا محالة.
مرت الساعات إلى أن جائت اللحظة الحاسمة وبدأ العد التنازلي 9 . 8 . 7. 6 . 5 . 4 .3 . 2 . 1
ارتطام هائل أسفر عن ټدمير معظم قارات الكوكب الدمار في كل مكان رائحة المۏت تملأ الشوارع والنيرات تلتهم كل شيء مليارات البشر تمت إبادتهم ولم يتبقى سوى القليل.
كانت
عائلة خالد من القلة القليلة الذين نجوا من هذا الدمار ترا هل يستطيعوا مع من نجوا من إعادة إعمار الأرض أم ما حدث من خړاب يصعب إصلاحه مهما جرت من محاولات.
هل سيستطيعون إصلاح الأخطاء التي وقع بها البشر من قبل أم سيكررونها من جديد
أسئلة كثيرة تلوح في الأفق ولكننا لا نملك لها إجابات شافية فكل هذه الإجابات هي حقا في علم الغيب.
كانوا يسيرون وسط الأنقاض ممسكين بأيدي بعضهم البعض شاعرين بأن غد أفضل بإذن الله ما داموا سويا مرددين بين أنفسهم مقولة غدا يوم آخر
تمت
سمر إبراهيم

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات